إسلام ويب

تفسير سورة النجم (2)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من جهالة المشركين وضلالهم وغوايتهم أنهم عبدوا من دون الله أصناماً صنعوها بأيديهم، ثم نسبوها إلى الله وقالوا هن بناته، كما زعموا أن الملائكة بنات الله، فوبخهم الله عز وجل وزجرهم، وبين سفههم وقلة عقولهم حيث يقسمون الذكران والإناث بينهم وبينه سبحانه، فيجعلون لهم الذكور وينسبون لله الإناث، ثم يبين لهم سبحانه أن الملائكة إنما هم عباده، لا يملك أحد منهم شفاعة ولا قولاً بين يدي الله إلا من بعد إذنه سبحانه.
    الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فها نحن مع سورة النجم المكية، ومع هذه الآيات، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى * أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى * فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى * وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم:19-26].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى [النجم:19-20].

    إنه بعد أن قرر النبوة المحمدية وأثبتها وأصبح محمد رسول الله حقاً وصدقاً بالحجج والبراهين والأدلة القاطعة؛ واجه المشركين الآن ليؤدبهم، فقال تعالى لهم: أَفَرَأَيْتُمُ [النجم:19] أخبرونا، أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ [النجم:19] واللات صنم يعبدونه، والأصل فيه أنه رجل كان يلت السويق للحجاج، فلما مات تبركوا به وبنوا عليه ووضعوا له صورة، والعزى صنم أبيض، فاتخذوه إلهاً يشفع لهم عند الله، ومناة كذلك، فهذه ثلاثة أصنام.

    أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى [النجم:19-20] لم اتخذتموهم آلهة أولاً, من أين لكم ذلك؟ ثانياً: كيف أنثتموهم وجعلتموهم إناثاً؟

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088516705

    عدد مرات الحفظ

    777068069