إسلام ويب

تفسير سورة الواقعة (2)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • عند قيام الساعة وعرض الناس بين يدي الله تعالى، ووزن أعمالهم التي عملوها، تأتي النتائج بتصنيفهم إلى أصناف ثلاثة، الصنف الأول وهم من أهل الإيمان، لكنهم سبقوا غيرهم فاستحقوا بذلك أن يتميزوا، وفي رفيع الدرجات أن ينزلوا، وقد بين الله عز وجل أن هذا الصنف هم كثير في الأولين الذين سبقوا بالإيمان والأعمال الصالحات، وصدق اليقين برب الأرض والسماوات، ويدخل معهم قليل من الآخرين الذين عملوا كعملهم وأحسنوا كإحسانهم.
    الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    وها نحن الآن مع سورة الواقعة المكية، ومع هذه الآيات منها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا [الواقعة:10-26].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ [الواقعة:13-14] من هؤلاء؟ إنهم السابقون الأولون، لما ذكر تعالى في الآيات المتقدمة السابقين، وذكر ما أعد لهم من جنات النعيم؛ قال عن هؤلاء: ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ [الواقعة:13-14], الثلة: الجماعة، أي: جماعة من الأولين ممن آمن مع نوح وموسى وإبراهيم والأنبياء، وكانوا من السابقين في الإيمان والإسلام وعبادة الله، وقليل من الآخرين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

    وقد قلت لكم: أهل العلم يقولون: هذا القليل هم المهاجرون على عهد رسول الله من مكة إلى المدينة, والأنصار الذين نصروا رسول الله ووقفوا إلى جانبه يدفعون عنه، فهم سابقون، وهم سابقون أيضاً في الدخول في الإسلام قبل غيرهم، ويدخل في لفظ السباق والمسابقة والسبق كل من يسابق إلى الجهاد قبل الناس، إلى الإنفاق والعطاء قبل الناس، إلى الصلاة قبل غيره.. كلهم سابقون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088546964

    عدد مرات الحفظ

    777252847