قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:
[ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: تقرير البعث والجزاء بذكر أحوال الدار الآخرة ].
من هداية هذه الآيات المباركة التي تدارسناها: تقرير البعث والجزاء يوم القيامة بذكر ما يقع يوم القيامة في الجنة وفي النار، والآن ذكر تعالى ما يقع في الجنة، ذكر هذه النعم في الجنة, ويذكر الشقاء والعذاب في النار، كل ذلك تقرير للبعث الآخر والحياة الثانية التي كذب بها المكذبون وأنكرها المنكرون, وإلى اليوم ملايين الخلق ما يؤمنون بالبعث والدار الآخرة كالمجانين، فلم خلقتم؟ لم تموتون؟ من خلقكم؟ لم خلقكم؟ لم أماتكم؟ هل خلقتم أنفسكم؟ هل أمتم أنفسكم؟ إن الذي خلقكم وأماتكم هو الذي يحييكم في الدار الثانية ليجزيكم على عملكم, ولكن ليس لهم عقول ولا يفكرون كالبهائم، والله! إنهم كالبهائم وكالحيوانات، لو سألوا: لم خلقنا؟ فهل سيقال: خلقنا لا لشيء؟!
لو قيل: لم صنعت هذه الإبرة؟ فستقول: لأن نخيط بها, أو ملعقة: لم صنعت؟ فستقول: لنأكل بها, فأنت لم خلقت؟ ما السر في خلقك؟ من أجل أن تذكر الله وتشكره، ليجزيك في الدار الآخرة بحسن الجزاء، ولكن ما هناك دعوة تبلغهم الآن والعياذ بالله تعالى.
[ ثانياً: بيان شيء من نعيم أهل الجنة, وخاصة السابقين منهم ].
من هداية الآيات: عرض وبيان شيء من نعيم الجنة, خاصة السابقين، أما أصحاب اليمين فسيأتي ذكرهم إن شاء الله تعالى.
[ ثالثاً: بيان أن السابقين يكونون من سائر الأمم المسلمة ].
من هداية الآيات: أن السابقين الأولين أهل النعيم المقيم يكونون من الأمم الماضية ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، من عهد آدم إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، فمن آمن مع عيسى وسبق نجا، ومن آمن بموسى وهارون وإبراهيم ونوح وسبق في الخيرات فهو من السابقين,
ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ
[الواقعة:13-14] أي: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فاللهم اجعلنا منهم.
[ رابعاً: بيان فضل خمر الجنة على خمر الدنيا المحرمة ].
من هداية الآيات: بيان فضل خمر الجنة على خمر الدنيا، خمر الدنيا حرام, والله! لا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يحتسي ملعقة أو شربة أو يشرب كأس خمر أبداً، حرم الله الخمر، تفسد العقل وتصيب الجسم بالبلاء والهلاك والعياذ بالله تعالى، فمن أصر عليها ومات عليها فهو من أهل جهنم, أما خمر الآخرة فمقابل خمر الدنيا:
لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ
[الواقعة:19].
[ خامساً: تقرير قاعدة أن الجزاء من جنس العمل ].
من هداية الآيات التي تدارسناها: بيان قاعدة, وهي: الجزاء من جنس العمل في الدنيا وفي الآخرة، الجزاء في الدنيا يكون من جنس العمل, وفي الآخرة كذلك الجزاء من جنس العمل، من كان عمله صالحاً أثني عليه وشكر، ومن كان عمله فاسداً لعن وأبعد في الدنيا وفي الآخرة كذلك, فإن كان العمل صالحاً فالجزاء خير، وإن كان العمل فاسداً فالجزاء شر والعياذ بالله تعالى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.