إسلام ويب

تفسير سورة الضحىللشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • فتر الوحي في أول البعثة النبوية فترة قصيرة، فكانت هذه فرصة للمشركين أن يتكلموا في نبينا صلى الله عليه وسلم، فجاءت إليه أم جميل امرأة أبي لهب فرحة شامتة تقول: يا محمد! ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فأنزل الله تعالى سورة الضحى يطمئن نبيه ويقول له: ما ودعك ربك يا محمد وما أبغضك أبداً، ثم ذكر الله تعالى في هذه السورة ما امتن به على نبيه من النعم العظيمة، ثم أمره أن يشكره عليها بأن يعمل لعباد الله بمثل ما امتن به عليه سبحانه وتعالى.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إن سورتنا الليلة لسورة مباركة ميمونة، إنها سورة الضحى، وآيها إحدى عشرة آية، والسورة مكية، ومرحباً بالمكيات والمدنيات، وقد عرفنا خصائص كل منهما.

    هذه السورة المباركة الميمونة نزلت بمثابة التعزية للنبي صلى الله عليه وسلم إذ انقطع عنه الوحي وفتر فتألم لذلك، ولما انقطع عنه الوحي فرح المشركون وخاصة أم جميل العوراء امرأة أبي لهب ، هي التي زغردت وغنت وقالت شعراً لا يقال؛ فأنزل الله هذه السورة المباركة؛ ليكذب دعوى المشركين في أن الله خلى نبيه وتخلى عنه وقلاه وأبغضه وتركه، فلهذا يؤثر عن السلف: أن من قرأها وختمها يقول بعدها: الله أكبر. وقيل: يكبر بعد كل سورة بعدها، ولكن لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلهذا يقول به البعض ولا يقول به البعض، وبداية التكبير من أول ما تنتهي من سورة والضحى، وهكذا حتى يختم القصار من المفصل، فمن كبر فالله أكبر، ومن لم يكبر فالله أكبر، فلا نفتح باب التنازع ونحن نريد إغلاقه، ولكن المولعين بالخلاف يفرحون بهذا.

    إذاً: تلاوة هذه السورة بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:1-11].

    مواد ذات صلة

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088484866

    عدد مرات الحفظ

    776951457