إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 1للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد شرف الله عز وجل مكة بأن جعل فيها أول بيت وضع للناس، وقد أمر نبيه إبراهيم عليه السلام بأن يهاجر بزوجه وولده إليها، ليكونوا اللبنة الأولى في بناء أول مجتمع مسلم حولها، فلما وصل بهما إلى الموضع الذي أمره ربه أراد الرجوع إلى الشام فاستوقفته زوجته تسأله لمن سيتركهم، فلما علمت أن الله أمره بذلك أدركت أن الله عز وجل لن يضيعها وابنها أبداً.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد ..

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! لنعلم أننا عدنا والعود أحمد إلى بعثة السيرة النبوية الشريفة من كتاب (هذا الحبيب -محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم- يا محب).

    [بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدمة:

    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلاة الله وسلامه ورحماته وبركاته على صفوة عباده وخيرته من خلقه محمد عبده ورسوله، وعلى أهل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذه رسالة في سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم رغب في جمعها وتأليفها بعض إخوة الإسلام لتكون تكملة -لكتاب- منهاج المسلم الذي اشتمل على أصول الدين وفروعه، اللهم إلا ما كان من السيرة العطرة للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وتحقيقاً لرغبتهم وضعت هذا الكتاب معنوناً بهذا العنوان: "هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب" فكان حقاً -الكتاب- رسالة العلم والإيمان والحب الصادق للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم].

    وأبشركم أن الكتاب قد ترجم إلى اللغة الفرنسية، وسيجد فيه المستشرقون والمستغربون ما يعود بهم -إن شاء الله- إلى الصراط المستقيم، ويا ليته ترجم إلى لغات أخرى كالإنجليزية لانتشارها وعمومها، وسيهيئ الله له ذلك إن شاء.

    [ونظراً لكثرة ما جُمع وألف في الدين في هذا الفن -السيرة- فإني -تجنباً للتكرار والإطالة والاختصار- سلكت بتوفيق الله مسلكاً في جمعه وتأليفه ما جعله بفضل الله تعالى أمثلَ ما كُتب في هذا الفن سهولة ووضوحاً وشمولاً مع حسن التبويب، وجمال التفصيل، وزانه] أي: وجمّله [ما امتاز به من ترصيع كل مقطوعة منه بذكر نتائجها وعبر قد لا تخلو منها في غالبها. فكان بحمد الله تعالى كتاب البيت المسلم الذي يشيع بين أفراده حب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وينير ببيان حسن الأسوة معالم الهدى في دروب الحياة كلها الدينية منها والاجتماعية والسياسية؛ ولهذا فإني أدعو أهل كل بيت مسلم أن يجتمعوا على قراءته فيقتطعوا نصف ساعة من يومهم -أو ليلتهم- يقرءون فيها صفحة أو صفحتين حسب طول المقطوعة من الكتاب وقصرها، ويقفون على ما فيها من النتائج والعبر يقوون بذلك إيمانهم، وينمون معارفهم، ويهذبون أخلاقهم. وأعظم من ذلك اكتسابهم حب نبيهم وحب أهل بيته الطاهرين وصحابته الغر الميامين.

    وأخيراً! فاللهم اجعل عملي في هذا الكتاب صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، وارزقني به -ومن يقرؤه مؤمناً محتسباً- حب نبيك وشفاعته في النجاة من النار، واللحاق بمنازل الأبرار مع الرفيق الأعلى يا ذا الجلال والإكرام.

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين].

    هذه مقدمة الكتاب، والكتاب يقرأ من عنوانه، والمقدمة هي العنوان، فهل ترغبون في دراسة هذا الكتاب أم ليس لكم به حاجة؟

    نرغب لأننا لا نكلف ديناراً ولا درهماً، فكل ما في الأمر أننا نصلي المغرب وننتظر صلاة العشاء والملائكة تصلي علينا -تقول: اللهم اغفر لهم! اللهم ارحمهم- حتى نفرغ من صلاة العشاء. فهل بعد هذا الخير من خير؟!

    فضلاً عما نكتسبه من علم ومعرفة قد علمناها ونسيناها، أو قد علمناها وفهمناها ثم طغت الحياة علينا فما أصبحنا نفهمها، فنجدد العلم والفهم والمعرفة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088518351

    عدد مرات الحفظ

    777079519