إسلام ويب

هذا الحبيب يا محب 28للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لما رأى كفار قريش انتشار الإسلام في بيوتاتهم، وتزايد عدد الداخلين في هذا الدين، تنادوا للاجتماع والاتفاق على اعتزال كل من يؤيد النبي صلى الله عليه وسلم من بيوت مكة، فحوصر النبي ومن معه من أفراد بني هاشم ومن كان معهم في شعب أبي طالب، واستمر حصارهم فيه ثلاث سنوات، وأثناء هذا الحصار رزئ النبي بوفاة عمه أبي طالب ثم وفاة خديجة رضي الله عنها، فكان عاماً حزيناً في حياة النبي والمؤمنين.
    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فقد انتهى بنا الدرس إلى مقطوعة مؤلمة محزنة وهي قول المصنف: [اشتداد حلوكة الليالي والأيام على الحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام] ولكن قبل هذا نذكّر بنتائج وعبر المقطوعة السابقة: في شعب أبي طالب:

    قال: [أولاً: بيان ما وصلت إليه قريش في الظلم والتعسف والجور، وذلك باتخاذها قرار المقاطعة الجائر الهادم لكل خلق وقيمة إنسانية] لما انهزمت بعثتها عند الملك أصحمة الحبشي وانتصر المهاجرون اشتد حنق المشركين، واشتد ظلمهم، فاتخذوا قراراً من أفظع القرارات -وقد اتخذته الأمم المتحدة في هذه الأيام على دولة عربية- هذا القرار هو حصار النبي صلى الله عليه وسلم وأقربائه في شعب أبي طالب ثلاث سنوات لا يباع لهم ولا يبتاع منهم، واتخذوا لهذا القرار ورقة كتبوها وعلقوها في الكعبة، حتى اضطر المؤمنون إلى أكل ورق الشجر وتقرحت شفاهم من أكله.

    وهذا ابتلاء وامتحان، ومن صبر ظفر، فبعد ثلاث سنوات فرجت الأزمة، بعد أن تجلت حقيقة الصبر للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكان ذلك بأن انبرى خمسة من رجال المشركين من ذوي المروءات وشنعوا على قريش جريمتها ونددوا بها في شجاعة، ثم أقدموا على الصحيفة فمزقوها، وقد عرفتم أن الأرضة أكلتها، ولم تبق منها إلا كلمة واحدة وهي: (باسمك اللهم). وهذه آية من آيات الله.

    [ثانياً: بيان ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من أذى واضطهاد من كفار قريش

    ثالثاً: بيان صبر المؤمنين وجلدهم وذلك في ذات الله عز وجل.

    رابعاً: بيان أن أهل المروءة والكرم لا يخلو منهم زمان ولا مكان، والحمد لله] هؤلاء الخمسة الرجال الفحول هم الذين عزموا على نقض هذه الاتفاقية وبالفعل نقضوها.

    [خامساً: تجلي آية النبوة المحمدية في أكل الأرضة الصحيفة الجائرة إلا اسم الله تعالى، وإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك] قبل أن تمزق الورقة [فكان الأمر كما أخبر] فداه أبي وأمي والعالم أجمع [إذ نزعت الصحيفة فلم يجدوا فيها إلا جملة: (باسمك اللهم)، وما عدا ذلك أكلته الأرضة.

    فهذه خلاصة المقطوعة التي سبقت، والآن مع مقطوعة أخرى، والله أسأل أن يحملنا على الصبر حتى لا نبكي، فإن بكينا انقطع الدرس، وهي والله مبكية محزنة للمؤمنين الصادقين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088556391

    عدد مرات الحفظ

    777304560