إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. شرح بلوغ المرام
  6. شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب اللباس - حديث 546-550

شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب اللباس - حديث 546-550للشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بيّن الإسلام جملة قواعد تتعلق باللباس منها: أن الأصل في الألبسة الإباحة، ومراعاة عادات المجتمع فلا يجوز لباس الشهرة، وحرمة تشبه الرجال بالنساء والعكس، وحرمة لبس الحرير على الرجال دون النساء إلا مقدار أربعة أصابع أو إذا كان مقطعاً، هذا في الأحوال العادية أما إذا كان لمرض أو ضرورة أو حرب فيجوز لبس الحرير، والضرورة تقدر بقدرها.
    هذا الدرس رقم (190) من سلسلة أمالي شرح بلوغ المرام، والإنسان دائماً إذا قطع مرحلة يشعر بالانتعاش والنشوة، فبعد عشرة دروس -إن شاء الله- نكون جاوزنا مائتي درس من هذه الدروس التي استغرقت ربما ما يزيد على (17) سنة تقريباً.

    أيضاً: الأبواب خلال الفترة الماضية، ننتقل من باب إلى باب بعد باب الإمامة، باب الجمعة، باب صلاة المسافر والمريض، باب العيدين، باب الكسوف، باب الخسوف، باب الاستسقاء، فهذه أيضًا فيها نوع من التجديد.

    اليوم عندنا باب جديد، نبدأ به اليوم وننجزه غداً إن شاء الله تعالى وهو باب اللباس.

    وإذا انتهينا منه لا يبقى علينا في كتاب الصلاة كاملاً إلا باب واحد وهو الجنائز، وكثير من الفقهاء والمصنفين يضعون الجنائز كتاباً خاصاً، حتى المصنف -رحمه الله- سماه كتاب الجنائز.

    تعريف اللباس وأنواعه

    اللباس مأخوذ من اللبس، وهو الملابسة والقرب والمخالطة، وهو يستخدم بمعنيين:

    المعنى الأول: الحسي أو المادي، فيطلق اللباس على ما يستر جسد الإنسان أياً كان، ظاهراً أو باطناً، وعادة ما يسمي العرب اللباس الباطن: شعاراً، واللباس الظاهر: دِثاراً؛ وسموه شعاراً؛ لأنه يمس الجلد فيشعر به الجلد، فيسمى شعاراً، أما الظاهر فهو: دثار؛ لأنه غطاء أو لباس آخر.

    والألبسة معروفة في الأزمنة الغابرة والحاضرة، وهي جزء من حضارة الإنسان، ومن يوم خلق الإنسان وهو يسعى إلى الاستتار بما فطر عليه، بخلاف الحيوان؛ ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا [الأعراف:26]، فهذا مما امتن الله تعالى به على العباد، وإن كانت الحضارة المعاصرة حاولت أن تقلب اللباس بدلاً من أن يكون أداة للستر إلى أن يكون أداة للإثارة، ومزيداً من تحريك الغرائز والشهوات.

    النوع الثاني من اللباس: هو اللباس المعنوي، ويقصد به لباس الخلق، العفاف، التقوى، الإيمان، وأيضاً ما وراء ذلك، فمثلاً: الآية الكريمة: وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26]، فسمى الله تعالى هذا لباساً، وهكذا أيضاً قال: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا [النبأ:10]، فأشار الله تعالى إلى أن الليل مثل اللباس؛ لأنه يلف الكون بظلامه ويغطيه، فدوره هو دور اللباس تقريباً.

    قواعد اللباس في الإسلام

    والإسلام جاء بأنظمة في اللباس:

    من هذه الأنظمة: أن الأصل فيها هو الإذن وليس المنع؛ ولذلك تجد أن الإسلام أبقى على الألبسة الموجودة في المجتمعات، ملابس العرب، الفرس، الروم .. وغيرهم، أبقى الإسلام عليها ولم يشترط الإسلام لأتباعه زياً خاصاً، وإنما -فقط- طلب تعديل ما لا يتوافق مع الشريعة، مثل: أن يكون اللباس محرماً في ذاته كالحرير، أو يكون محرماً في مصدره كالمسروق أو المغصوب، أو يكون لباساً خاصاً لجنس، فيمنع منه الجنس الآخر، مثل: اللباس الخاص بالمرأة، يحرم على الرجل لبسه، أو اللباس الخاص بالرجل يحرم على المرأة لبسه .. وما شابه ذلك.

    أما اشتراط لون معين وصفة معينة وقياسة معينة للباس، فهذا من عادت المجتمعات.

    ولذلك جاء الإسلام أيضاً بمراعاة عادات المجتمع، حتى إن الفقهاء يتكلمون -مثلاً-: عن لباس الشهرة، وقد ورد في حديث وهو صحيح: ( من لبس ثوب شهرة ألبسه الله تعالى ثوب مذلة يوم القيامة، ثم أوقده عليه ناراً )، فلباس الشهرة يعني به الفقهاء: هو أن يلبس الإنسان ثوباً مفرطاً في الغرابة بحيث يلفت أنظار الناس بشكله، سواءً كان في شدة جماله، وغلاء ثمنه الزائد، أو كان في رخصه الشديد وشدة تواضعه أيضًا وإظهاره الزهد القوي، أو كان في صفته أيضاً، فإن هذا قد يكون مذموماً، ومنه ما يصل إلى حد التحريم؛ لكونه لباس شهرة.

    أقسام الألبسة في الإسلام

    والألبسة عموماً في الإسلام تنقسم إلى أربعة أقسام:

    القسم الأول منها: ما حُرِّم على جنس دون جنس، وذلك مثل ما حرم على الرجل دون المرأة، أو حرم على المرأة دون الرجل، ومن ذلك الحرير كما سوف يأتي، فإن الله تعالى حرَّمه على الرجال وأحله للنساء، ومثل ذلك: الذهب، وإن لم يكن الذهب من اللباس المحض ولكنه من الزينة، وهي داخلة في اللباس أيضاً.

    القسم الثاني: ما حرم تحريماً مؤقتاً، وهو مثل تحريم لبس المخيط على المحرم بحج أو عمرة، فهذا لباس محرم، لكن تحريمه مؤقتاً بحال معينة، وهي: حال تلبس الإنسان بالإحرام.

    القسم الثالث: ما حرم مطلقاً، أياً كان سبب التحريم، ومن ذلك -مثلاً-: الثوب المغصوب فإنه محرم بإطلاق.

    القسم الرابع: ما أبيح مطلقاً، وهو ما سوى ذلك، مثل سائر الألبسة التي امتن الله تعالى بها على عباده: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية:13]، فامتن الله تعالى به على العباد ودل ذلك على حلها وجوازها.

    وفيما يتعلق بأحكام اللباس هذا أصلها العام.

    الحكمة من اللباس

    أما فيما يتعلق بحِكَم اللباس، فهي أمر ظاهر، منها: ما فيه من ستر العورات، وما فيه من المحافظة على إنسانية الإنسان، وما فيه من دفع الشهوات، وما فيه من التجمل: ( إن الله جميل يحب الجمال )، وما فيه من إظهار النعمة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) .. إلى غير ذلك من المصالح العظيمة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088945128

    عدد مرات الحفظ

    780043588