مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: أنا شاب أبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً، وإنني متعود على الطلاق في أي مناقشة مع الآخرين، وبعد أن عقدت قراني على إحدى الفتيات تناقشت مع أحد الأشخاص وطلقت ناسياً، وقد تكرر مني ذلكم ثلاث مرات بين الواحدة والأخرى عدة أيام وفي مناسبات مختلفة، ثم تكرر ذلك مني أمام أشخاص معينين، والآن أسأل: ما الحكم؟ علماً بأنني لم أدخل على زوجتي بعد؟ جزاكم الله خيراً. وصاحب الرسالة هو المستمع (م.م.أ) الشهري من شرورة.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فعليك يا أيها السائل أن تراجع المحكمة لديك وتوضح لها صفة الواقع، وفيما تراه المحكمة الكفاية إن شاء الله، أو تكتب لنا في الواقع ونحن نحيلك إلى المحكمة مع زوجتك ووليها حتى نعرف الحقيقة وتكون الفتوى بعد ذلك.
المقدم: جزاكم الله خيراً. وإن لم يدخل بها بعد؟
الشيخ: ولو كان ما دخل بها حتى نعرف صفة الواقع، هل هو طلاق معلق، أو طلاق منجز، وإذا كان معلق فهل أراد به إيقاع الطلاق، أم أراد منع شيء أو حثاً على شيء، إلى غير ذلك.
الجواب: نعم، إذا كان حال عليه الحول فعليكم الزكاة، سواء كان حصل لكم بالإرث أو بغير الإرث، والواجب ربع العشر في كل ألف خمسة وعشرون وفي عشرين ألف خمسون وهكذا ربع العشر، في الألف الواحد خمسة وعشرون ريـال، يعني: ربع العشر، وفي الألفين خمسون وهكذا.
الشيخ: أعد.
المقدم: يقول: يوجد لدينا مورد للرزق يدر علينا بعض المال، ولكن أنا آخذ من هذا المال أكثر من إخوتي ولكن للحاجة الملحة، فهل علي إثم بذلك؟ وإخوته كما ذكر في السؤال الأول ستة شيخ عبد العزيز .
الجواب: إذا سمح لك إخوتك وهم مرشدون وقالوا لك: لا بأس أن تأخذ حاجتك مطلقاً فلا بأس، وإن لم يسمحوا فلابد من أن تأخذ حقك فقط لا زيادة، إذا كان بينكم على السواء فإنك تأخذ نصيبك من دون زيادة، إلا بإذنهم إذا رضوا فلا بأس، أو رضي بعضهم جاز لك أن تأخذ من حق الراضي ما رضي به.
الجواب: نعم كل ذنب له توبة حتى الشرك الأكبر، فعليك التوبة إلى الله عز وجل والندم على ما مضى منك والعزم الصادق ألا تعود والله يتوب على من تاب سبحانه والحمد لله الذي من عليك بالتوبة.
الجواب: نعم العشرة المحفوظة في البنك عليك زكاتها ربع العشر وربع العشر مائتان وخمسون من عشرة الآلاف مائتان وخمسون لأن عشرها ألف وربعه مائتان وخمسون، أما التي عند بعض الإخوان على سبيل القرض فهذا إن كان مؤسراً ليس بمماطل بل متى طلبتها أعطاك إياها فعليك زكاتها أيضاً مثل العشرة الأخرى مائتان وخمسون، أما إن كان معسراً عاجزاً عنها لا يستطيع ردها إليك أو مماطلاً لا يبادر بتسليمها لك بل يماطلك ويؤذيك ولا يعطيك إياها فإنك لا تلزمك زكاتها حتى تقبضها فإذا قبضتها فاستقبل بها حولاً جديداً وإن زكيتها عن عام واحد عن العام فلا بأس لكن لا يجب عليك فإذا زكيتها واحتطت فلا بأس.
المقصود أنه لا زكاة عليك إذا كان معسراً أو مماطلاً أما إن كان مؤسراً متى طلبتها أعطاك فإن عليك زكاتها كالعشرة التي في البنك.
الجواب: لا حرج إن شاء الله لا بأس ، نعم، ترسلها إلى إخوتك المحاويج لا بأس.
الجواب: التكبير للسجود عند الهوي يكبر حال هويه إلى الأرض يقول: الله أكبر حين يشرع في الهوي ويقطعها قبل أن يصل إلى الأرض، وعند الرفع كذلك إذا رفع يكبر حين رفعه وينتهي قبل استتمامه قائماً وهكذا إذا كان جالساً إذا رفع من السجدة الأولى كبر حين رفعه من السجدة الأولى قبل أن يستتم جالساً هكذا المشروع يكبر حين الرفع وحين النزول للسجود.
الجواب: الأفضل نزولك بالركبتين هذا هو الأفضل كان النبي صلى الله عليه وسلم (إذا سجد سجد على ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه) إلا إذا كان هناك عجز كمرض أو كبر سن فلا بأس أن تسجد على يديك أولاً وتنهض عليهما للعجز والضعف، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يسجد على يديه مطلقاً ولكنه قول مرجوح والصواب أن الأحاديث كلها في المعنى تدل على أنه يسجد على ركبتيه أولاً ثم يديه ثم جبهته وأنفه، هذا عند السجود، وعند الرفع يرفع يديه أولاً يرفع رأسه أولاً ثم يديه ثم ركبتيه، إلا العاجز لمرض أو كبر سن فهذا لا بأس أن يسجد على يديه وينهض على يديه.
الجواب: لا تجب، ليس بصحيح، لا تجب زكاة الفطر على صاحب العمل وإنما زكاتهم على أنفسهم إلا إذا كانوا شرطوا على صاحب العمل أن يزكي عنهم فالمسلمون على شروطهم، أما إذا كان لم يشترطوا فزكاتهم على أنفسهم.
الجواب: ليس للمسلم أن يدعو متوسلاً بجاه فلان أو حق فلان كجاه الأنبياء أو جاه الصالحين أو جاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو جاه جبرائيل أو حق فلان ليس هذا بمشروع عند جمهور أهل العلم، بل هو من البدع ومن وسائل الشرك، أما التوسل بالقرآن الكريم كأن يقول: أسألك يا رب! بكلامك أو بكتابك العزيز فلا بأس أو أسألك بكلامك المنزل على موسى أو على عيسى فلا بأس، لكن التوسل بأسماء الله وصفاته أكمل أسألك بأسمائك يا رب! وبصفاتك، والقرآن من كلامه والتوراة من كلامه، والإنجيل من كلامه المنزل لا المحرف، الكلام المنزل على موسى من كلام الله والكلام المنزل على عيسى من كلام الله، فإذا توسل المؤمن بكلام الله المنزل على أنبيائه فلا بأس أو بالقرآن نفسه فلا بأس لأنه من صفاته سبحانه وتعالى، وإذا قال: أسألك بأسمائك الحسنى أو بصفاتك العلى مجملاً فهذا كله طيب، وكلها وسائل شرعية كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180] وهكذا التوسل بالإيمان بالله ورسوله، بمحبة الله ورسوله، والتوسل بأعمالك الصالحة، كالتوسل ببرك لوالديك، بعفتك عما حرم الله بأدائك الأمانة التي عليك، التوسل بالأعمال الصالحات لا بأس.
الجواب: الصلاة في المساجد التي فيها القبور لا تصح، كل جامع فيه قبر أو مسجد فيه قبر ولو كان ليس بجامع ولو كان لا تقام فيه الجمعة، المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها، ولا تصح الصلاة فيها، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) روا مسلم في صحيحه، وصح عنه صلى الله عليه وسلم (أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أم سلمة
فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا ذلك وأن لا يبنوا على القبور وأن لا يتخذوها مساجد وأن لا يجعل عليها بناءً ولا قبة بل تكون ضاحية مكشوفة ليس عليها بناء بالكلية، هذا هو المشروع وهذا هو الواجب، أما البناء عليها أو اتخاذ القباب عليها أو المساجد فكل هذا منكر، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت عائشة
فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ المساجد على القبور ولعن من فعل ذلك، فدل ذلك على أن هذا من الكبائر من كبائر الذنوب، والنهي يقتضي فساد المنهي عنه فساد الصلاة عند القبور وفي المساجد المبنية عليها وقال عليه الصلاة والسلام : (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها) وفي حديث جابر عند مسلم في صحيحه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه) فنهى عن هذا وهذا عن التجصيص للقبور وعن البناء عليها وعن القعود عليها.
فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا ما حرم الله وما نهى عنه رسوله عليه الصلاة والسلام وليس لهم أن يصلوا في المساجد التي اتخذت على القبور، لأن الرسول نهى عن ذلك ولعن من فعله عليه الصلاة والسلام، والصلاة عندها اتخاذ لها مسجد ولو لم يبن المسجد كونه يصلي عند القبور معناه أنه اتخذها مسجداً.
ولا ريب أن الصلاة عندها والدعاء عندها، تحري الدعاء عندها، تحري القراءة عندها، كل هذا من أسباب الشرك ومن وسائله، فالواجب الحذر من ذلك وإنما تزار، يزورها المسلم ويدعو للميتين ولنفسه معهم، يقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين يغفر الله لنا ولكم)، ونحو هذا الدعاء يدعو لهم ولنفسه معهم غفر الله لنا ولكم، نسأل الله لنا ولكم العافية ثم ينصرف، ما يجلس عندها للقراءة أو الدعاء عندها ولا يطوف بها هذا منكر، والطواف على القبور بقصد التقرب إلى الميت هذا من الشرك الأكبر مثل الدعاء، كما لو قال: يا سيدي! أغثني، المدد المدد انصرني، اشفني هذا من الشرك الأكبر.
فالواجب الحذر وكثير من الدول الإسلامية يوجد فيها قبور قد اتخذ عليها مساجد فالواجب الحذر من ذلك والواجب على ولاة الأمر أن يزيلوا ذلك وأن تبقى القبور ضاحية مكشوفة ليس عليها أبنية كما كان الحال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في البقيع وفي بقية مقابر المسلمين في البلاد الإسلامية وإنما حدث هذا حدث هذا البناء بعد ذلك في القرن الثاني وبعده بسبب الرافضة والغلاة الذين غلوا وتشبهوا بالرافضة في ذلك حتى وقع ما وقع من اتخاذ المساجد على القبور واتخاذ القباب وحتى وقع الشرك بالموتى وسؤالهم والاستغاثة بهم والنذر لهم بسبب هذا الغلو، نسأل الله للجميع العافية والسلامة والهداية.
الجواب: الصور ممنوعة لعن الرسول صلى الله عليه وسلم المصورين وقال: (إنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة) والمراد بالصورة صورة الحيوان، كل ذي روح لا يجوز تصويره إلا للضرورة التي لا حيلة فيها، مثل تصوير المجرمين الذين يؤذون الناس ويضرونهم حتى يمسكوا حتى يطلبوا ويمسكوا، ومثل تصوير من أراد حفيظة للنفوس ورأت الدولة أنه لابد من صورة حتى لا يحصل تزوير هذا من باب الضرورة والإنسان كالمكره في مثل هذا إذا احتاج إلى التابعية هو كالمكره فلا يعتبر ذلك حجة على جواز التصوير هذه أمور تدعو لها الضرورة، هكذا إذا لم يحصل له الشهادة العلمية التي حصل عليها من كلية أو مدرسة أخرى إلا بصورة فهو مضطر في حكم المكره، لئلا تضيع عليه هذه المعلومات التي حصل عليها.
فالمقصود أن التصوير منكر وممنوع إلا إذا دعت إليه الضرورة فالإنسان يعتبر حينئذ في حال الضرورة كالمكره، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) وقال : (من صور صورة في الدنيا كلف كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ) وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم).
ولا فرق بين الصورة المجسمة المصنوعة بالآلة أو باليد وبين الصورة المرسومة بالكاميرا كلها داخلة في الحديث وكلها ممنوعة إلا للضرورة التي تقدمت الإشارة إليها.
الجواب: لاشك أن الرياء منكر وشرك ومن أعمال المنافقين فالواجب عليك الحذر منه وجهاد نفسك حتى تتخلص منه مع سؤال الله سبحانه وتعالى والضراعة إليه أن يعافيك من ذلك ولا تيئس بل استمر في الدعاء والضراعة إلى الله في أن يوفقك وأن يهديك حتى تدعه وجاهد نفسك واصبر وصابر في ذلك حتى يعافيك الله من ذلك، وهو من خلق أهل النفاق كما قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:142] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر