المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة إحدى الأخوات المستمعات من العيون في الأحساء، هي نوال سعد ، أختنا نوال عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت وبقي لها في هذه الحلقة سؤالان، تسأل في سؤالها الأول عن كتاب الترغيب والترهيب؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فكتاب الترغيب كتاب مشهور معروف للحافظ المنذري ، مشتمل على أحاديث كثيرة فيها الصحيح وفيها الضعيف وفيها الحسن، وقد أشار في كتابه إلى الضعيف بقوله: وروي، إذا لم يجزم به بل حكاه بصيغة التمريض فذلك إشارة منه إلى أنه من الأحاديث الضعيفة، وهو كتاب مفيد وعظيم رحم الله مؤلفه.
السؤال: أخت لنا من السودان تقول: سودانية مقيمة في المملكة تسأل أختنا تقول: إنها تعيش في قرية يكثر فيها الجهل، وهي وزميلة معها بدأن بالحجاب، لكن كثيراً ما يواجهن بعض المصائب وبعض المصاعب ويرجين من سماحة الشيخ التوجيه؟
الجواب: الواجب على المؤمنة تقوى الله في كل شيء ومن ذلك الحجاب؛ لأن الله يقول سبحانه:
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ
[الأحزاب:53]، وليس هذا خاصاً بأمهات المؤمنين كما يقول بعض الناس لا، بل هو عام، لأن الطهارة مطلوبة للجميع لأمهات المؤمنين ولغيرهن من المؤمنات، مثلما في الآية الأخرى:
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ
[النور:31] .. الآية.
فالجميع مطلوب منهن التستر وعدم التبرج وعدم التكشف للأجناب، بل على كل واحدة من المؤمنات التستر والحجاب وعدم الخضوع بالقول لغير محرمها، وعدم التبرج كل هذا أمر معلوم.
فالواجب على المؤمنة أن تحتسب الأجر وأن تصبر، حتى ولو أوذيت في ذلك ولو استهزئ بها، فقد سخر المجرمون من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وسخروا من المؤمنين فما ضرهم ذلك.
فالواجب على المؤمن والمؤمنة الاستقامة على تقوى الله وعلى أداء فرائضه وعلى ترك محارمه ولو سخر من سخر ولو آذى من آذى.
السؤال: أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري متدين والحمد لله، ولكني أجالس أصحاباً لي لا يصلون، نصحتهم مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى، ولم يزدهم نصحي إلا إصراراً على المعاصي، حاولت هجرهم ولكن لم أستطع على ذلك لأنهم أصحاب لي منذ الصغر ولا أحب سواهم من الشباب، حصلت لي اضطرابات نفسية بسبب ما أسمعه من الناس، حيث يقولون: كيف واحد مثلك يماشي مثل هؤلاء، أرى أن تنصحوني سماحة الشيخ كيف أتصرف جزاكم الله خيراً؟
الجواب: الحمد لله الذي هداك ووفقك لما فيه رضاه سبحانه، ورزقك الاستقامة على دينه، فاحمد الله على هذا الخير العظيم واشكر الله، ونوصيك بالحذر من هؤلاء الأصحاب الذين لا يصلون، فإن صحبتهم تضرك في دينك ودنياك وسمعتك فاتق الله واحذرهم، وسوف تجد إن شاء الله خيراً منهم، فالتمس الأخيار والزملاء الطيبين فإنهم يعينوك على الخير ويرشدونك إلى أسباب النجاة.
أما الأشرار فهم شر عليك وضرر عليك في دينك ودنياك فاحذرهم وابتعد عن صحبتهم ما داموا لم ينتفعوا بالنصيحة فاحذرهم واهجرهم وابتعد عنهم واسأل الله لهم الهداية، نسأل الله أن يهديهم وأن يكفيك شرهم.
فالحذر الحذر منهم ما داموا على حالهم الرديئة، والتمس الأصحاب الطيبين وأبشر بالخير والله يعينك، كما قال سبحانه:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
[الطلاق:4] ..
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
[الطلاق:2-3] فاستقم على أمر الله وحافظ على طاعته وسل ربك التوفيق والإعانة، وابتعد عن الأشرار غاية البعد لعلك تنجو من شرهم وسوف يعوضك الله خيراً منهم.