إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (951)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم إعطاء مساعد الطبيب ونحوه نقوداً لتقديمهم على الآخرين

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    أيها المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكم في لقائنا هذا الذي نعرض فيه ما وردنا منكم من أسئلة واستفسارات في رسائلكم على فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    فضيلة الشيخ عبد العزيز وردتنا بعض الرسائل من السادة المستمعين، ولعلنا نتمكن من عرض أكبر قدر منها.

    ====ونبدأ برسالة المرسل: (هـ. أ. ر. ب. أ. ف)، وقد وافقه في سؤال من رسالته بعض الطلاب أو بعض المستمعين.

    السؤال: أما سؤاله الأول فيقول: إن أكثر المراجعين للأطباء يعطون الفراش نقوداً سراً؛ لكي ينهي شغلهم بأسرع وقت، ويبقى الذين لم يعطوا الفراش شيئاً إلى الأخير، وسؤالي هو: هل هذه النقود رشوة أو لا تعتبر رشوة؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فلا شك أن هذه النقود المبذولة للفراش ليقدم صاحبها على غيره تعتبر رشوة، وتعتبر سحتاً محرماً، والراشي والمرتشي ملعون، فلا يجوز لهذا الفراش أن يأخذ هذه النقود، بل يجب عليه أن يقدم الأول فالأول، وأن يجتهد في براءة الذمة والنصح، ولا يقدم أحداً لقرابة أو رشوة، بل الأول فالأول، يتقي الله في ذلك، وعليه أن يقدم الأول فالأول، إلا شخصاً منع الطبيب تقديمه لأسباب أخرى يحتاج إلى -يعني: الطبيب- إلى وقت آخر أو كذا. هذا إلى الطبيب، أما هو فعليه أن يقدم الأول فالأول، إلا أن يمنعه الطبيب من شخص يرى أن حاجته متأخرة أو لأسباب أخرى، أما هو فليس له أن يأخذ نقوداً ولا غيرها من المراجعين حتى يقدمهم، وهكذا جميع الموظفين.. هكذا جميع الموظفين لا يجوز لهم أن يأخذوا مالاً لأجل يقدموا زيداً على عمرو، أو ليقضوا حاجة زيد قبل عمرو. هذا كله منكر.. كله لا يجوز. نسأل الله السلامة والعافية.

    1.   

    اجتماع الأزواج والأقارب في الجنة

    السؤال: جاءنا عدة أسئلة، منها: سعدون باقي الروقي والطالب عبد الرحمن عبد الله من الرياض، ومحمد سعد من القصيم اتفقوا على هذا السؤال أو قريباً منه، لكن السائل هذا يقول:

    المرأة المسلمة التي تدخل الجنة من الذي يتزوجها إذا كان زوجها مات فاجراً، ولم يرض عنه الله وأدخله النار؟ ثم هل في الآخرة في الجنة الزوج يتزوج زوجته إذا هما الاثنان يدخلان الجنة؟ وهل الذي يدخل الجنة يرى أقاربه الذين يدخلون الجنة مثل أمه وأبيه وأولاده وباقي الأقارب؟ نسأل الله أن يوفقكم، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

    الجواب: أما الزوجة التي مات زوجها قبلها أو بعدها أو طلقها فلم يثبت عندنا في هذا شيء عن النبي عليه الصلاة والسلام، وليس في كتاب الله ما يدل على ذلك، بل أمر ذلك إلى الله سبحانه وتعالى، قد يعيدها إلى زوجها، وقد يعيدها إلى غيره، كما أن زوجها قد يعطى زوجته السابقة أو بعض زوجاته السابقات، وقد يعطى غيرهن ويزوج بغيرهن، ولجميع أهل الجنة زوجات من الحور العين، علاوة على زوجاتهم في الدنيا، فالله سبحانه هو المتصرف في عباده كيف يشاء، ولهم في الجنة ما يشاءون من النعيم.

    وظاهر ما جاء في أخبار الجنة: أن الرجل إذا طلب زوجته في الدنيا التي كان يحبها في الدنيا أنه يعطى إياها؛ لأن الله جل وعلا قال: لَهُمْ مَا يَدَّعُونَ [يس:57].. لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35]. فإذا كان زوجها يرغب فيها وطلبها في الجنة وشاءها في الجنة؛ فالله سبحانه وتعالى يعطيهم ما يشاءون، ويعطيهم ما يدعون ويطلبون، أما الجزم بأن زوجة فلان تكون له في الجنة، وزوجته قد يكون نكح أربعاً وخمساً وأكثر من ذلك، ليس المانع أن ينكحهن جميعاً، لا، قد يكون نكح أربعاً ثم طلقهن، ثم نكح سواهن، فهذا تفصيله إلى الله سبحانه وتعالى، هو الذي يتصرف في ذلك كيف يشاء سبحانه وتعالى، إلا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فإنهن أزواجه في الآخرة.. زوجات النبي خاصة هن أزواجه في الآخرة اللاتي مات عنهن عليه الصلاة والسلام هن زوجاته في الآخرة رضي الله عنهن وأرضاهن.

    وأما مسألة الأقارب فلا ريب أن أهل الجنة لهم ما يشاءون فيها، ومن نعيمهم أن يروا أقاربهم في الجنة من أخوات وآباء وأمهات، والله جل وعلا أخبر سبحانه وتعالى أنه يرفع إلى أهل الجنة ذرياتهم، فهو جل وعلا يجمع بينهم وبين ذرياتهم، وإن كانت ذرياتهم أقل منهم عملاً، فمن تمام نعيم الوالدين أن ترفع إليهم ذرياتهم، ولهذا قال: أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الطور:21]، فالله يلحق بهم ذرياتهم؛ لإكمال نعيمهم.

    فهكذا بقية الأقارب وبقية الأرحام إذا شاء المؤمن أن يراهم رآهم؛ لأنه سبحانه يعطي أهل الجنة ما يشاءون، فإذا أراد زيد أن يرى خاله أو عمه وهو في الجنة، أو ابن عمه، إذا رغب في ذلك رآه، وجمع الله بينه وبينه؛ لأن الله قال: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا [ق:35]، قال: وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ [يس:57].

    1.   

    حكم قراءة القرآن دون فهم معانيه

    السؤال: هذه رسالة وردتنا من المرسلة الآنسة: (س. س. س)، من العراق محافظة التأميم، تقول في رسالتها:

    هل يجوز قراءة القرآن دون فهم معانيه، نرجو التوضيح؟

    الجواب: نعم يا أخت في الله! يجوز أن يقرأ المؤمن والمؤمنة القرآن وإن لم يفهم المعنى، لكن يشرع له التدبر والتعقل حتى يفهم، ويراجع كتب التفسير إذا كان يستطيع.. له فهم يستطيع به المراجعة، يراجع كتب التفسير، كتب اللغة العربية حتى يستفيد من ذلك، ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه.

    والمقصود: أنه يتدبر؛ لأن الله قال سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29].

    فالمؤمن يتدبر، يعني: يعتني بالقراءة.. يفكر في معناها.. يتعقل معناها، وبهذا يستفيد، وإن يستفد المعنى كاملاً فقد يستفيد معاني كثيرة، فيقرأ بتدبر وتعقل، والمرأة كذلك حتى يستفيد من كلام ربه، وحتى يعرف مراده، وحتى يعمل بذلك، والله سبحانه يقول: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]، فربنا عز وجل حثنا وحرضنا على التعقل والتدبر لكلامه سبحانه، فإذا قرأ المؤمن أو قرأت المؤمنة كتاب الله فالمشروع لهما التدبر والتعقل، والعناية بما يقرأ حتى يستفيد من كلام الله، وحتى يعقل كلام الله، وحتى يعمل بما عرف من كلام الله، ويستعين في ذلك بكتب التفسير التي ألفها العلماء، مثل: تفسير ابن كثير .. تفسير ابن جرير .. تفسير البغوي .. تفسير الشوكاني ، وغيره من التفاسير يستفيد منها، ومن كتب اللغة العربية حتى يستفيد، وهكذا يسأل أهل العلم المعروفين عنده، يعني يعرفهم بالعلم والفضل، يسألهم عما قد يشكل عليه.

    1.   

    حكم قراءة القرآن بأخطاء نحوية

    السؤال: أيضاً تقول السائلة: هل يجوز قراءة القرآن بأخطاء نحوية، إذا كان الشخص الذي يقرأ القرآن لا يعرف اللغة العربية؟

    الجواب: كذلك يقرأ ولو أخطأ، ولو تتعتع يقرأ ويتعلم ولا يعجل، ويركد حتى يتهجى الكلمة، وحتى يعرف حروفها ويقرأها جيداً، وإذا اجتهد وحرص يسر الله أمره، يقول سبحانه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:17]، ويقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق يعطى أجره مرتين)، هذا فضل عظيم، هذا يدل على أن القاري يقرأ وإن تتعتع، وإن أخطأ يقرأ ويعتني ويتدبر، ولا يعجل في القراءة حتى يعرف حروف الكلمة.. حتى ينطق بها جيداً، ومع حرصه على ذلك واجتهاده يعطى أجره مرتين، وإذا مهر فيه وقرأه قراءة كاملة طيبة صار مع السفرة الكرام البررة. هذا فضل عظيم، أما إذا قرأه وهو عليه شاق، وهو يتتعتع فيه، يعني: ما يمشي، يتأمل، ويتعلم، ويستخرج الحروف بشدة فهو على خير عظيم، ويعطى أجره مرتين، وينبغي له أن يتعلم، يقرأ على من يتيسر من أهل القرآن الذين هم أجود منه، يقرأ عليهم ويتعلم، ولو بذل مالاً في ذلك، يجتهد ويحرص على أن يتعلم على أهل العلم بالقرآن حتى يجوده، وحتى يعرف ألفاظه، وحتى يستفيد من معانيه، هكذا ينبغي للمؤمن، يقول الله سبحانه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، فهدايته للناس لا يمكن أن تحصل إلا مع التدبر والتعقل والتعلم، وسؤال الله التوفيق، والحرص على الخير، وبذل الوسع في طلب العلم، بهذا تحصل الهداية، أما المعرض الغافل فهو غير متعاط لأسباب الهداية، وهو وشيك وحري بأن يحرمها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    1.   

    حكم زيارة النساء المقابر كل خميس والزيارة الشرعية للقبور

    السؤال: سؤال المستمعة الأخير تقول:

    ما حكم الشريعة الإسلامية بالنسبة للنساء اللاتي يزرن القبور كل يوم خميس في الأسبوع؟ نرجو الإفادة وفقكم الله!

    الجواب: الله سبحانه شرع الزيارة للقبور للرجال؛ لما فيها من العظة والذكرى.. ذكر الموت، وذكر الآخرة، وذكر الجنة والنار، وكان الناس.. كان الرسول صلى الله عليه وسلم أول ما هاجر نهاهم عن زيارة القبور؛ لأن الكفار في الجاهلية كان يعظمون القبور، وربما غلوا فيها وعبدوا أهلها من دون الله، كما جرى في قصة اللات وغيره، فلما عقل الناس الإيمان والتوحيد وتبصروا رخص لهم في الزيارة ليتذكروا، فقال: (زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة)، وفي لفظ: (تذكركم الموت)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزروها)، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية)، وفي لفظ آخر: (يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، وكان يقول إذا زار القبور: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد) فيدعو لهم، هذه السنة.

    ثم إنه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك نهى النساء خاصة عن الزيارة، ثم بقيت الرخصة للرجال، والحكمة في ذلك -والله وأعلم-: أن النساء يقل صبرهن، وتحصل بهن فتن في القبور لو زاروها، مع قلة الصبر في الغالب؛ فكان من حكمة الله أن منعهن من الزيارة، فجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه لعن زائرات القبور؛ فدل ذلك على أن النساء لا يزرن القبور، وأن السنة الأخيرة المستقرة أوجبت منع الزيارة للنساء خاصة، ولكن يصلين على الموتى لا بأس.. يصلين على الموتى في المساجد أو في المصلى لا بأس، أما الزيارة للمقبرة، أو تشييع الميت للمقبرة. هذا ينهى عنه النساء، نهي النساء عن اتباع الجنائز، ونهين عن الزيارة للقبور، ولعن المصطفى صلى الله عليه وسلم زائرات القبور.

    فالواجب على النساء أن يبتعدن عن الزيارة للقبور، وألا يتبعن الجنائز؛ لنهي النبي عن ذلك عليه الصلاة والسلام، أما الصلاة على الميت في المسجد أو في البيت فلا بأس بهذا، يصلي النساء والرجال.

    وينبغي أيضاً أن يعلم أن الزيارة للقبور المقصود منها الدعاء للميت، والترحم عليه، وذكر الآخرة، والزهد في الدنيا. هذا المقصود، أما ما يفعله بعض الجهلة يزوروا القبور حتى يسألهم ويستغيث بهم. هذا منكر، سؤال الميت والاستغاثة بالميت من الشرك بالله سبحانه وتعالى، هكذا السؤال به وبجاهه وبحقه منكر.. بدعة لا ينبغي، وكذلك الجلوس عند القبر الذي يقرأ عنده أو يدعو عنده. هذا بدعة، وإنما الزيارة يقف على القبور، يسلم عليهم، يدعو لهم، يترحم عليهم، يتذكر الآخرة، هذه هي الزيارة الشرعية، ولو جلس يدعو لهم لا بأس، لو شق عليه القيام وجلس ودعا لهم واستغفر لهم وترحم عليهم ثم انصرف لا بأس، قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه ليزور قبر أمه للاستغفار لها فلم يؤذن له في الاستغفار، وأذن له في الزيارة فقط؛ لأنها ماتت على جاهلية.. على دين قومها؛ فدل ذلك على أن الكافر يزار قبره للاعتبار والذكرى، لا للسلام عليه، ولا للاستغفار له.

    فالمقابر التي فيها كفار لا يسلم عليهم، ولا يدعى لهم، ولكن يزارون للاعتبار.. لذكر الآخرة وذكر الموت فقط، أما قبور المسلمين فيزارون للدعاء لهم، والاستغفار لهم، والترحم عليهم، وذكر الآخرة، والعظة والاعتبار، لكن لا يدعى الميت مع الله.. لا يستغاث به.. لا يستجار به.. لا ينذر له.. لا يذبح له. كل هذا من الشرك الأكبر.. كل هذا من عمل الجاهلية، الرسول عليه السلام قال: (لعن الله من ذبح لغير الله)، والله يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، ويقول سبحانه: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، فلا يدعى مع الله أحد: لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، العبادة حق الله هو الذي يدعى سبحانه وتعالى، أما الأموات فهم مرتهنون بأعمالهم.. عاجزون، ليس في أيديهم قدرة أن يعطوا أحداً أو يمنعوا أحداً.

    فلا يدعون من دون الله، ولا يستغاث بهم، ولا ينذر لهم، ولا يذبح لهم، بل هذه من المحرمات، من الشرك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الميت انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، هكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا لا يسأل به، ولا بجاهه، لا تقول: أسألك ربي بجاه نبيك، أو بجاه الأنبياء، أو بحق الأنبياء، أو بذواتهم. لا؛ هذا بدعة، ما ورد في الأسئلة الشرعية، والأسئلة والدعوات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أجازه الشرع.

    ولهذا أمر الله سبحانه تعالى عباده أن يدعوه، وأن يسألوه، وأن يتضرعوا إليه، وقال: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، فبدأ بأسمائه سبحانه وتعالى، وثبت في الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ما يدل على أنه يدعا أيضاً بالتوحيد وبالأعمال الصالحات، فيقال: اللهم إني أسألك بإيماني بك.. بتوحيدي لك.. بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد. هذا توسل إلى الله بالتوحيد والإيمان، وهكذا بالأعمال الصالحات، مثل قصة أهل الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة في غارهم، فسألوا الله بأعمالهم الصالحة حتى كشف عنهم الصخرة: واحد توسل ببر والديه، وسأل ربه ببر والديه.

    والثاني توسل بعفته عن الزنا.

    والثالث توسل بأدائه الأمانة؛ ففرج الله عنهم تلك الصخرة التي نزلت على باب غارهم، لما دعا الأول انفرجت قليلاً، ولما دعا الثاني انفرجت أكثر، لكن لا يستطيعون الخروج، فلما دعا الثالث انفرجت كثيراً حتى خرجوا بسبب أعمالهم الصالحة.

    والله ولي التوفيق.

    المقدم: شكراً أثابكم الله!

    أيها المستمعون الكرام! إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه رسائل السادة المرسل (هـ. أ. ر. ب. أ. ف)، وقد وافقه في سؤاله الثاني المتعلق بمن يتزوج من دخل الجنة، أو من دخل الجنة إذا كان أحدهما في الجنة والثاني في النار، وما حول ذلك، وقد وافقه في سؤاله كما قلنا الثاني سعدون باقي الروقي وعبد الرحمن عبد الله ومحمد سعد من القصيم.

    أيضاً عرضنا رسالة الآنسة (س. س. س) من العراق محافظة التأميم، وقد عرضنا الأسئلة والاستفسارات التي وردت في رسائلهم على فضيلة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لفضيلة الشيخ، وشكراً لكم أيها السادة! وإلى أن نلتقي بحضراتكم نستودعكم الله، وتحية لكم من الزميل محمد الحرشان .

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    768240033