إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (954)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: مع مطلع هذا اللقاء أرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: وفيكم سماحة الشيخ. هذه الحلقة سماحة الشيخ تذاع في أول أيام رمضان المبارك هل من كلمة في بداية هذا البرنامج أهل الذكر سماحة الشيخ عبد العزيز ؟

    ====

    الشيخ: بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه، أما بعد:

    فإني أوصي إخواني في هذا الشهر الكريم بتقوى الله عز وجل، وأن يعتنوا بصيامه ويصونوه من كل ما يجرحه من سائر المعاصي القولية والفعلية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله؛ فليقل: إني امرؤ صائم).

    فالمؤمن في هذا الشهر الكريم يجتهد في أنواع الخير من القراءة للقرآن والإكثار منها، يكثر من ذكر الله عز وجل من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، من الصدقات للفقراء والمساكين، من كثرة الصلاة النافلة في الليل والنهار إلى غير هذا من وجوه الخير، مع الدعوة إلى الله إن كان عنده علم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عيادة المريض، اتباع الجنائز، إلى غير هذا من وجوه الخير، تجتهد في أنواع الخير.

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول سبحانه: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).

    الصائم له شأن، له فرحة عندما يفطر، عندما أباح الله له الأكل والشرب يفرح بذلك أن الله جل وعلا أعانه على أداء الصيام، ويسر له تناول ما شرع الله له من الإفطار، ثم يفرح يوم القيامة بصومه لما له من الأجر العظيم في ذلك والخير الكثير؛ فينبغي للمؤمن أن يجتهد في إتقان هذا الصيام وصيانته وحمايته من كل ما يجرحه من سائر المعاصي.

    وكذلك ينبغي له أيضاً أن يستكثر من أنواع الخير ولاسيما قراءة القرآن؛ فإنه يشرع في هذا الشهر الكريم العناية بالقرآن الكريم والإكثار من تلاوته، وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا هذا القرآن؛ فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وبأهله الذين يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما)، فالقرآن حجة لصاحبه أو عليه، حجة له إذا أدى حقه، واستقام على ما فيه من الأوامر وترك النواهي فهو حجة له، ومن أسباب دخوله الجنة، أما إن أضاعه ولم يقم بالواجب بأن ركب المحارم، وقصر في الأوامر فهو حجة عليه.

    وصيامنا نعمة من الله علينا عظيمة، نعمة عظيمة، فالمشروع لكل مسلم ولكل مسلمة أن يصون هذا الصيام حتى يجد ثوابه كاملاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً)، إيماناً بأن الله شرعه، واحتساب الأجر عنده سبحانه وتعالى، (غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، هذا فضل عظيم، وخير كثير، فأوصي إخواني جميعاً من الرجال والنساء بتقوى الله، والحذر من محارم الله في هذا الشهر الكريم، والعناية بأنواع الطاعات والاستكثار منها، مع صيانة الصيام وحفظه مما يجرحه.

    نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والقبول.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088537374

    عدد مرات الحفظ

    777194904