إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (971)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    هذا لقاء طيب مبارك من برنامج: (نور على الدرب).

    ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز، أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ!

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم!

    المقدم: وفيكم.

    ====السؤال: هذا أخونا السائل إبراهيم أبو حامد له مجموعة من الأسئلة.

    يقول في السؤال الأول: البعض من الناس -سماحة الشيخ!- عندما يسأل: أين الله؟ يقول: في كل مكان! فما هو الجواب الصحيح من الأدلة الشرعية؟ جزاكم الله خيراً!

    الجواب: بسم الله.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالواجب على من سئل: أين الله؟ أن يجيب بما أجابت به الجارية لما سألها الرسول صلى الله عليه وسلم، جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالجارية يريد صاحبها أن يعتقها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم للذي أتى بها: أعتقها؛ فإنها مؤمنة).

    وهذا هو الواجب من قيل له: أين الله؟ يقول: في السماء فوق العرش، كما قال الله جل وعلا: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16].

    وقال في الآية الأخرى: أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:17]، يعني: في العلو.. في جهة العلو فوق العرش.

    وقال جل وعلا: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]، وقال سبحانه: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج:4].. الآية، والله جل وعلا قال: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، وقال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54].

    ومعنى استوى: ارتفع وعلا، في سبعة مواضع من القرآن ذكر فيها أنه استوى على العرش سبحانه وتعالى.

    وأهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان يؤمنون بهذا، ويقرون بأنه سبحانه فوق العرش.. فوق جميع الخلق، وأنه استوى على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته سبحانه وتعالى، فمن سئل قيل له: أين الله؟ يقول: في السماء فوق العرش، هكذا قال أهل السنة والجماعة، كما دل عليه القرآن العظيم والسنة المطهرة.

    ومن قال: إنه في كل مكان؛ فقد كذب الله ورسوله، وهو بهذا يكون كافراً، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، على ولي الأمر السلطان أن يحيله إلى المحكمة، فإن تاب وإلا قتل؛ لأن معناه: إنكار كون الله في العلو.. كونه في فوق العرش، معناه: تكذيب الله وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فيكون كافراً مرتداً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر، يحال إلى المحكمة الشرعية حتى يستتاب.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088777584

    عدد مرات الحفظ

    778960141