السؤال: هناك البعض من الناس يستعملون الجرائد سفرة لأكلهم، علماً بأن هذه الجرائد تحتوي على أسماء الله، وبعض الأحاديث، أرجو أن توضحوا ما حكم هذا؟
الجواب: حكم هذا أنه إذا علم أن في هذه الجرائد آيات من القرآن، أو أسماء من أسماء الله عز وجل، أو أحاديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يجوز استخدامها في الأكل أو للجلوس عليها أو ما أشبه ذلك، لما في هذا من ابتذال كلام الله وأسمائه وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وامتهانها، وإنك لتعجب من قوم يستعملون هذا، مع أن في الإمكان أن يستعملوا بدل ذلك السماطات المعروفة، أو الأوراق التي تباع وتجعل سماطات، وهي رخيصة قليلة الكلفة، ولكن بعض الناس نسأل الله السلامة يزين له سوء عمله، فيختار هذه الجرائد مع تيسر غيرها تيسراً ظاهراً، ثم يبتلى بوضعها كما ذكر السائل سماطات للأكل، وربما يضعها بعض الناس فيجلس عليها أيضاً إذا كانت الأرض ترابية، وكل هذه من الأمور التي يجب على المسلم أن يتنبه لها، وأن يعظم كلام الله عز وجل وأسماء الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، حتى يكون بذلك معظماً للرب عز وجل تمام التعظيم.
السؤال: إنني أحرص دائماً على قراءة القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكنني قليل الحفظ، فما هي الطريقة التي تنصحوني بها كي أحفظ كتاب الله؟
الجواب: من أسباب الحفظ أولاً: أن يبادر الإنسان به في حال صغره، لأنه كما قيل: الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، والآن الإنسان الكبير يتذكر أشياء مرت عليه في صغره، ولا يتذكر أشياء مرت عليه عن قرب، فهذا أول سبب يكون به الحفظ.
ثانياً: المتابعة والدراسة وتعاهد ما حفظ، ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بتعاهد القرآن، وقال عليه الصلاة والسلام: ( إنه أشد تفصياً من الإبل في عقلها ).
ثالثاً: أن يكون دائماً مرتبطاً نفسياً بما حفظه بحيث لا يغيب عن ذهنه، وبحيث يشعر نفسه بأنه ملزم بهذا الذي حفظه من العلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال أهل العلم.
رابعاً: أن يكون على جانب كبير من الإيمان بالله عز وجل، وتقوى الله سبحانه وتعالى، فإن هذا من أكبر أسباب الحفظ، يقول الله تبارك وتعالى:
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ
[محمد:17] ومن الحكم المأثورة: قيدوا العلم بالعمل، فالعمل بالعلم من أسباب حفظه وربطه، فإذا كان الإنسان كثير المعاصي فإن المعاصي توجب النسيان، قال الله تعالى:
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ
[المائدة:13]، فالمعاصي سبب كبير من أسباب النسيان، كما أن الطاعات والإيمان سبب كبير من أسباب الحفظ، ومما يؤثر عن الشافعي رحمه الله أنه قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي
ومن عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم.