إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الرحيم الطحان
  5. سلسلة مقدمة في علم التوحيد
  6. مقدمة في علم التوحيد - من لم تجتمع فيه شروط التكليف بالتوحيد [5]

مقدمة في علم التوحيد - من لم تجتمع فيه شروط التكليف بالتوحيد [5]للشيخ : عبد الرحيم الطحان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • اختلف العلماء في حكم من لم توجد فيه شروط التكليف بالتوحيد إلى ثمانية أقوال، أرجحها أنهم يمتحنون يوم القيامة، وهذا القول هو الذي صححه أئمة أهل السنة والجماعة، وبه يجمع بين الأحاديث الواردة في ذلك، وقد أورد على هذا القول إشكالات، حاصلها أن الآخرة دار جزاء لا دار تكليف، فلا يمتحنون، وأن هذا الامتحان تكليف بما لا يطاق فلا يصح القول به، وهذان الإشكالان قد أجاب عنهما أهل السنة بما يبين أنهما باطلان.
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ورضي الله عن الصحابة الطيبين، وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحليم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، يا أرحم الراحمين.

    سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك، سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك.

    اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    نواصل الحديث عن القول الراجح في مصير من انحرفت فيه شروط التكليف بالتوحيد، وسيكون الكلام على رد الإشكالات المطروحة حول هذا القول.

    يقول الإمام ابن القيم في طريق الهجرتين عند كلامه عن الأحاديث الواردة في امتحان من لم تبلغهم الدعوة في العرصات: هذه أحاديث متعددة يشد بعضها بعضاً، وتشهد لها أصول الشرع وقواعده، والقول بمضمونها هو الذي قال به السلف الكرام وأهل السنة والجماعة.

    ثم قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله مقرراً هذا بدفع إشكالات عن هذا القول، سأذكر الإشكالين وأتبعهما في نهاية الكلام إن شاء الله، وهكذا الإمام ابن حجر بعد الإمام ابن القيم حكم بأن هذه الأحاديث ثابتة صحيحة يؤخذ بها ويعول عليها، يقول الحافظ في الفتح (3/246): قد صحَّت مسألة الامتحان في حق المجنون، ومن مات في الفترة من طرق صحيحة، وحكى البيهقي في كتاب الاعتقاد أنه هو المذهب الصحيح، أي أنهم يمتحنون، وهذا قول أهل السنة الكرام.

    وقال الحافظ في الإصابة (4/118): ورد الحديث من عدة طرق في حق الشيخ الهرم، ومن مات في الفترة، ومن وُلد أكمه أعمى أصم، ومن وُلد مجنوناً أو طرأ عليه الجنون قبل أن يبلغ، ونحو ذلك، وأن كلاً منهم يدلي بحجة يوم القيامة، ويقول: لو عقلت أو ذُكِّرت لآمنت، فترفع لهم نار ويقال لهم: ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن امتنع أُدخلها كَرها، قال الحافظ ابن حجر : هذا معنى ما ورد في ذلك، وقد جمعتُ طرق الأحاديث في جزء مفرد.

    وكنت أشرت إلى هذا الجزء في المحاضرات السابقة وقلت: لم أقف عليه ولا عندي خبر عنه، إنما يقول: امتحان هؤلاء جمعتها في جزء مفرد، وتتبعت طرق الأحاديث في ذلك.

    إذاً: صحت مسألة امتحان هؤلاء، وهكذا الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله يقول في كتابه درء تعارض العقل والنقل (8/437) بعد أن ذكر أن الحكم في هؤلاء الامتحان في عرصات الموقف، يقول: هذا القول منقول عن غير واحد من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم، وقد رُوي به آثار متعددة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسان يصدق بعضها بعضاً.

    وهو الذي حكاه الإمام الأشعري عليه رحمة الله في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين عن أهل السنة والجماعة والحديث، وذكر أنه يذهب إلى هذا القول، وعلى هذا القول تدل الأصول المعلومة بالكتاب والسنة، هذا كلام الإمام ابن تيمية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089345143

    عدد مرات الحفظ

    783920821