إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الرحيم الطحان
  5. سلسلة مباحث النبوة
  6. مباحث النبوة - تمتع المؤمنين بزوجاتهم في جنات النعيم [1]

مباحث النبوة - تمتع المؤمنين بزوجاتهم في جنات النعيم [1]للشيخ : عبد الرحيم الطحان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من أعظم النعيم الذي أعده الله تعالى لعباده المؤمنين في الجنة: الحور العين، فقد خلقهن الله تعالى على أكمل وجه وأتمه خلْقاً وخلُقاً، وذلك لتكتمل لذة النعيم لأهل الجنة، وجعل الله تعالى لأهل الجنة مع أزواجهم من اللذة والمتعة ما لا يخطر على بال، وأعطاهم من القوة لذلك ما لا يتصوره إنسان، في نعيم مستمر من الكريم المنان.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ورضي الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، سهل علينا أمورنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين، اللهم زدنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين، سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك، سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    إخوتي الكرام! تقدم معنا أن من مقاصد النكاح وحكمه الخمسة: تذكر لذة الآخرة، وتقدم معنا أن هذه الشهوة الجنسية مع ما فيها من آفات ردية، هي ألذ الشهوات الحسية، فإذا كانت النفس البشرية تتلعق بهذه اللذة الحسية في الحياة الدنيوية مع ما فيها من آفات، فحري بها أن تستحضر تلك اللذة في نعيم الجنات، حيث لا يوجد فيها آفة من الآفات.

    وكنا نستعرض -إخوتي الكرام- وصف النساء الطاهرات المطهرات في غرف الجنات من النساء المؤمنات ومن الحوريات، وتقدم معنا في الموعظة الماضية أنني سأختم الكلام بأمرين اثنين: الأول: مر الكلام عليه ألا وهو غناء الحوريات في غرف الجنات، والأمر الثاني: لذة التمتع بهن، لذة وصالهن، وبدأت بالأمر الثاني وذكرت حديثاً واحداً وأكمله في هذه الموعظة إن شاء الله.

    إخوتي الكرام! الحوريات شأنهن عظيم غريب عجيب، فالله جل وعلا أنشأ الحوريات في الجنات من غير أن يخلقن من الآباء والأمهات، وقد روي عن نبينا عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم أجمعين أن الحوريات الحسان خلقن من الزعفران، روي هذا -كما قلت- عن نبينا عليه الصلاة والسلام من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، روى الأثر الإمام البيهقي في البعث والنشور صفحة تسع وثلاثين ومائتين، ورواه الإمام الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد في الجزء السابع صفحة تسع وتسعين، ورواه ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه، ورواه ابن مردويه في تفسيره، والحديث عن أنس رضي الله عنه وأرضاه عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الحور من الزعفران).

    وهذا الحديث في إسناده ضعف كما قرر أئمتنا، لكن يشهد له حديث أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه، وقد رواه الطبراني في معجمه الكبير والأوسط، لكن إسناده ضعيف أيضاً كما في مجمع الزوائد في الجزء العاشر صفحة تسع عشرة وأربعمائة، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في جمع الجوامع الجامع الكبير للإمام السيوطي في الجزء الأول صفحة إحدى عشرة خمسمائة، من رواية أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الحور خلقن من الزعفران).

    وقد روي هذا موقوفاً على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وله حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام، فمثله لا يقال من قبل الرأي، رواه عنه موقوفاً الإمام البيهقي في كتاب البعث والنشور في المكان المتقدم الذي أشرت إليه، وأشار إلى روايته الإمام السيوطي في كتابه البدور السافرة في أمور الآخرة، وهكذا الإمام ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم في الجزء الثاني صفحة ست عشرة ومائتين، وذكر الأثر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أيضاً الإمام ابن القيم في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح في صفحة واحد وستين ومائة، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما موقوفاً عليه من قوله أنه قال: (خلق الحور من الزعفران).

    وروي أيضاً عن مجاهد بن جبر رضي الله عنهم أجمعين، وهو من التابعين الكرام، روى الأثر عنه الإمام الطبري في تفسيره والبيهقي في البعث والنشور، والذي حققه الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أن هذا الأثر روي عن صحابيين اثنين موقوفاً عليهما من قولهما: عن أنس وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، وكما تقدم معنا أثر أنس روي أيضاً مرفوعاً، وروي الأثر عن أبي أمامة مرفوعاً أيضاً إلى نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه.

    قال الإمام ابن القيم : وروي أيضاً عن تابعيين اثنين أيضاً من قولهما: مجاهد بن جبر وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين، ثم قال: وبكل حال فهن من المنشآت في الجنات لسن عن طريق الولادة من الآباء والأمهات. ذكر هذا في المكان المشار إليه في حادي الأرواح، وبوب عليه باباً فقال: باب ذكر المادة التي خلق منها الحور الحسان.

    إذن: شأنهن عظيم، وتقدم معنا أن الله أعطاهن الكمال في الخلق وفي الخُلق، وليس فيهن آفة حسية أو معنوية، نسأل الله أن يطهرنا، وأن يمن علينا بصحبتهن في غرف الجنات إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089347100

    عدد مرات الحفظ

    783942353