إسلام ويب

البدعة - عبادة الدعاء والابتداع فيهللشيخ : عبد الرحيم الطحان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الدعاء قربة رفع الله قدرها، وأعلى منزلتها فوصفها بأنها هي العبادة، بل مخها، وهذه العبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى، وجعلها خاصة به، وتوعد من تكبر عنها بالعذاب يوم القيامة؛ كل ذلك ليصرف تعلق المخلوقين بالمخلوقين مهما كانت المسألة. وبهذا يتبين لنا انحراف الصوفية في دعائهم الأولياء والصالحين في جلب نفع أو دفع ضر.
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

    الحمد لله رب العالمين شرع لنا ديناً قويماً، وهدانا صراطاً مستقيماً، وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً وهو اللطيف الخبير.

    اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، أنت رب الطيبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وخالق الخلق أجمعين ورازقهم، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود:6] .

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر:3] .

    وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أرسله الله رحمةً للعالمين، فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، فجزاه الله عنا أفضل ما جزى به نبياً عن أمته، ورضي الله عن أصحابه الصادقين الطيبين المفلحين، وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1] .

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71] .

    أما بعد:

    معشر الإخوة الكرام! تقدم معنا أن البدعة شنيعة وخيمة في الإسلام، ويتسبب عنها سوء خاتمة الإنسان، وقد تدارسنا تعريفها، فهي: الحدث في الإسلام عن طريق الزيادة أو النقصان، مع زعم التقرب بذلك إلى الرحمن، وذلك الأمر الحادث المخترع لا تشهد له نصوص الشرع الحسان.

    ولا زلنا في المبحث الأول من مباحث البدعة، وقلت: عند هذا المبحث ضل فريقان من الأنام: فريق أفرط ووسع دائرة البدعة وأدخل فيها ما ليس منها، وقد مضى التحذير من هؤلاء في المواعظ السابقة، وأتبعته بثلاثة معالم، ينبغي أن نعض عليها بالنواجذ:

    أولها: المشرع هو الله وحده لا شريك له.

    ثانيها: أن لهداية الإنسان ركنين: شرع قويم، وعقل سليم.

    وبينت بعد ذلك في المعلم الثالث منزلة الاجتهاد في الإسلام، وسننتقل في هذه الموعظة إلى الفرقة الثانية التي ضلت في تعريف البدعة، حيث فرطت كما أن تلك أفرطت، فهذه ألغت البدعة من الإسلام كلاً أو بعضاً، واخترعت في دين الله ما لم يأذن به الله، وزعمت أنها تتقرب بذلك إلى الله جل وعلا، وسنتدارس أحوال هذه الفرقة لنحذر منها، ولنحذر الناس منها في هذه الموعظة وفي مواعظ بعدها.

    إخوتي الكرام! سنتدارس في هذه الموعظة تخريف المخرفين من هذا الصنف الثاني الذين ألغوا البدعة في الدين، سنتدارس تخريفهم فيما يتعلق بدعاء الله عز وجل، والالتجاء إليه في السراء والضراء سبحانه وتعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089309903

    عدد مرات الحفظ

    783535929