إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الرحيم الطحان
  5. المرابطون في بيوت الله
  6. المرابطون في بيوت الله [3] - شروط خروج المرأة إلى بيت الله

المرابطون في بيوت الله [3] - شروط خروج المرأة إلى بيت اللهللشيخ : عبد الرحيم الطحان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن أفضل البقاع إلى الله هي المساجد، وقد أوجب الله فيها الجمعة والجماعة للرجال دون النساء وإن كان يجوز لهن الخروج، ولا يحق منعهن من ذلك، ولكنها إذا أرادت الخروج فلا بد أن تلتزم بآداب وضوابط الخروج، سواء فيما يتعلق بلباسها وطيبها، أو فيما يتعلق بدخولها إلى المسجد وصفها خلف الرجال، ولابد أن تتحلى بالحياء والحشمة؛ فلا تلبس ضيقاً ولا شفافاً ولا مزخرفاً ولا ما فيه تشبه بالكافرات أو الرجال، وإذا خرجت فلا تزاحم الناس في الطريق، بل تلتزم حافة الطريق، ولا تسرح نظرها في كل ذاهب وآيب.
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا [الكهف:17].

    الحمد لله رب العالمين، شرع لنا ديناً قويماً, وهدانا صراطاً مستقيماً، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة, وهو اللطيف الخبير.

    اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، أنت رب الطيبين.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, ولي الصالحين، وخالق الخلق أجمعين ورازقهم، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود:6].

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر:3].

    وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله, أرسله الله رحمة للعالمين, فشرح به الصدور وأنار به العقول, وفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوب غلفاً, فجزاه الله عنا أفضل ما جزى به نبياً عن أمته, ورضي الله عن أصحابه الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد: معشر الإخوة المؤمنين! إن أفضل البقاع وأحبها إلى الله جل وعلا المساجد؛ فهي بيوته, وفيها هداه ونوره، يأوي إليها الموحدون الطيبون، ويجتمع فيها المسلمون المؤمنون، فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ [النور:36-37].

    عباد الله! وفي قول الله جل وعلا: (رجال) دلالتان معتبرتان:

    الدلالة الأولى: هؤلاء الرجال هم العقلاء المهتدون الذين يتصفون بكل خلق كريم، ومن عداهم سفيه في عداد المجانين.

    والدلالة الثانية: هؤلاء الرجال هم الذكور، فعليهم فرضت الجمعة والجماعة، والنساء لسن كذلك في هذا الحكم.

    إخوتي الكرام! أما الدلالة الثانية فقد تدارسناها سابقاً، وبينا أن الله جل وعلا أوجب الجمعة والجماعة على الرجال، والنساء لسن كذلك في هذا الحكم, وغاية ما في شأنهن أنه يجوز لهن الحضور إلى بيت الله, وصلاتهن في بيتهن خير لهن، نعم.. إن حضورهن جائز، لا سيما إذا كان في حضورهن مصلحة في تعلمهن وشهود مواسم الخير والبركة من اجتماع المسلمين وتناصح الأخوات فيما بينهن في الدين.

    إخوتي الكرام! لقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في حضور المساجد، وأمرنا أن نأذن لهن إذا طلبن الإذن منا، والحديث وارد في المسند والكتب الستة باستثناء سنن النسائي من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تمنعوا إماء الله بيوت الله ). أي: إذا استأذنكم نساؤكم إلى المساجد فأذنوا لهن.

    وجاء في بعض روايات الإمام البخاري : ( كانت زوجة عمر رضي الله عنها وعن زوجها وعن الصحابة أجمعين تشهد الصلوات في المسجد, فقيل لها: كيف تخرجين إلى أداء الصلاة في المسجد وعمر يكره خروجك ويغار؟ فقالت: ما باله لا ينهاني؟ والله لا أنتهي حتى ينهاني، فقيل لها: كيف ينهاك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله بيوت الله ). والقائل لها: هو عمر رضي الله عنه كما ورد ذلك في مصنف عبد الرزاق بإسناد صحيح عن الزهري لكنه مرسل, ووصله الإمام أحمد في المسند أن عمر قال لزوجته -وهي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، أخوها سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين-: ( كيف تخرجين إلى المسجد وأنا أكره خروجك وأغار؟ قالت: ما بالك لا تنهاني؟ قال: كيف أنهاك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله بيوت الله؟ قالت: والله لا أنتهي حتى تنهاني ). وإنما ورد في رواية البخاري : ( فقيل لها ) والقائل هو عمر من باب التجريد أو من باب الالتفات كما هو مقرر في علم البلاغة.

    إخوتي الكرام! وعاتكة زوجة عمر كانت تصلي الصلوات في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي عهد عمر رضي الله عنهم أجمعين في المسجد، حتى إن زوجها عمر رضي الله عنه وأرضاه عندما طعن في صلاة الفجر كانت حاضرة في المسجد, تصلي مع المسلمين.

    نعم.. لا يستطيع أحد أن يمنع النساء من حقهن في الذهاب إلى بيوت رب الأرض والسماء، وقد ثبت في المسند والصحيحين والسنن الأربع، والحديث في موطأ الإمام مالك, وهو في أعلى درجات الصحة عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان نساء يشهدن الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم, فيحضرن صلاة الفجر ثم يعدن إلى بيوتهن إذا انتهت الصلاة, وهن متلفعات في مروطهن, ما يعرفن من الغلس ). وفي بعض روايات الإمام البخاري : ( لا يعرف بعضهن بعضاً ).

    فاجتمع ساتران وحاجزان في النساء اللاتي يشهدن صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم:

    الساتر أو الحاجز الأول: التلفع بالمروط والتستر من جميع الجهات.

    الساتر أو الحاجز الثاني: ساتر الغلس، وهو: الظلمة, فلا يرى من المرأة إلا شبحها، لا يعلم هل هي امرأة أو رجل، والمرأة عندما تكون المرأة بجوارها لا تميزها هل هي زينب أو فاطمة, فلا يعرف بعضهن بعضاً, ولا يعرفهن الناظر إذا نظر إليهن هل هن رجال أو هن نساء من الظلمة، ثم بعد ذلك من هذا التستر (متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس).

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089350914

    عدد مرات الحفظ

    783984731