قال رحمه الله: [باب ما جاء في السحر].
السحر في اللغة: ما خفي ولطف سببه.
أما في الاصطلاح: فهو عبارة عن رقى وقراءات وطلاسم وأدوية تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته.
ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن من السحر ما يكون كفراً بالله عز وجل، فيكون مناقضاً للتوحيد من أصله، فناسب أن يبوب المؤلف رحمه الله تعالى لهذا الباب في كتاب التوحيد.
حكم السحر وأقسامه
والسحر هل هو كفر كله أو ليس كفراً كله؟ هذا موضع خلاف بين العلماء رحمهم الله.
وأحسن شيء ما ذكره الشافعي رحمه الله، الشافعي رحمه الله قال: يقال للساحر: صف لنا سحرك، فإن ذكر ما هو كفر فهو كفر، وإن ذكر ما ليس كفراً فليس بكفر، وعلى هذا نقول بأن السحر ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما يكون بواسطة الشياطين، فهذا كفر؛ لأن الغالب أن الشيطان لا يخدم الإنسي إلا بالكفر بالله عز وجل، كالذبح للجن أو القبور أو السجود لغير الله عز وجل أو إهانة المصحف أو غير ذلك، هذا القسم الأول.
القسم الثاني: ما ليس كفراً، وإنما هو كبيرة من كبائر الذنوب، وهو ما يكون عن طريق الأدوية والعقاقير، إذا لم يكن عن طريق الشياطين، فهذا كبيرة من كبائر الذنوب.
هل السحر حقيقة؟