الخوف من العبادات الجليلة، والمنازل الرفيعة، وهو سوط يقود إلى الله سبحانه، وصرفه لغير الله عز وجل شرك، فقد ذم الله عز وجل من يجعل فتنة الناس كعذابه، ويخافهم أشد من مخافته لله، ونهى الله عز وجل عن الخوف من المشركين وأمر بالخوف منه وحده، وأثنى على عباده بأن
قال رحمه الله تعالى: (وعن
أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً: (
إن من ضعف اليقين ) )، الضعف ضد القوة والصحة.
( أن ترضي الناس بسخط الله )، يعني: أن تؤثر رضا الناس على رضا الله عز وجل.
( وأن تحمدهم على رزق الله )، يعني: أن تشكرهم وأن تثني عليهم على رزق الله، يعني: هو من رزق الله وعطائه، فما وصل إليك على أيديهم إنما هو من الله سبحانه وتعالى، فالواجب أن تثني وأن تحمد وأن تشكر الله عز وجل، وتضيف النعم إلى الله عز وجل، وأنك لا تنسى المنعم والمتفضل الحقيقي الذي هو الله عز وجل.
وسيأتينا إن شاء الله باب مستقل بوب له المؤلف رحمه الله في ما يتعلق بإضافة النعم إلى غير الله عز وجل، ومتى تكون شركاً ومتى لا تكون شركاً.
قال: ( وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله )، يعني: إذا طلبت منهم شيئاً فمنعوك ذممتهم على ذلك، فكونك تقوم بذمهم الله عز وجل لم يقدر هذا، فهذا من ضعف اليقين.
( إن رزق الله )، يعني: عطاء الله، وهذه الجملة تعليل لما سبق.
( لا يجره )، يعني: لا يأتي به.
( حرص حريص )، الحرص: هو شدة الطلب.
( ولا يرده كراهية كاره )، يعني: رزق الله عز وجل لا يرده حسد حاسد، فهذا تعليل لما تقدم.
والشاهد من هذا قوله: ( أن ترضي الناس بسخط الله )، وأن هذا من ضعف اليقين، وهذا يدل على عدم تعلق القلب بالله عز وجل في جلب النفع ودفع الضر، وعلى عدم خوفه وخشيته، فلو كان يخاف الله ويخشاه ما أرضى الناس بسخط الله عز وجل، بل يسخط الناس برضا الله عز وجل، فدل ذلك على أنه مذموم، وأن الواجب ضده: أن تسخط الناس برضا الله، وأن تخاف الله عز وجل، فدل ذلك على وجوب الخوف من الله سبحانه وتعالى.