إسلام ويب

شرح كتاب التوحيد [40]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الصبر من أجل العبادات، ورتب الله عز وجل عليه الأجور العظيمة، فالصابرون يوفون أجرهم بغير حساب، وإذا أراد الله عز وجل بعبده الخير عجل له العقوبة، وإذا أحبه وابتلاه بالمصائب في الدنيا، وللناس عند حصول المصائب مراتب: فمنهم من يسخط فله السخط، ومنهم من يصبر فيؤ
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله.

    قوله تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11]، قال علقمة : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.

    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت ).

    ولهما عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا : ( ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية ).

    وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ).

    وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط )، حسنه الترمذي ].

    قال رحمه الله: (باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله)، من: هذه تبعيضية، والإيمان بالله: هو الإيمان بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.

    قال رحمه الله: (الصبر) الصبر في اللغة: الحبس والكف على أقدار الله، الصبر على أقدار الله المؤلمة أن يحبس قلبه عن كراهة قضاء الله وقدره، ولسانه وجوارحه عما نهي عنه، من اللعن والسب والشتم وإتلاف المال والضرب وسفك الدم ونحو ذلك.

    في حديث ابن مسعود في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية )، هذا فيه ما يتعلق باللسان، وما يتعلق بالجوارح.

    وقوله: (على أقدار الله) أقدار مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه، والأقدار جمع قدر، والقدر يطلق على أمرين:

    الأمر الأول: اعتبار المفعول، وهو المقدور.

    والأمر الثاني: اعتبار الفعل، وهو فعل الله عز وجل.

    فباعتبار المقدور هذا مثل: المرض، والموت، والمصائب في البدن والأموال، ونحو ذلك.. إلى آخره، الصبر على هذه الأشياء واجب كما سيأتينا في المراتب، الرضا بهذه الأشياء مستحب، يعني: بالنظر إلى المقدور من مرض وموت ومصيبة في المال والأهل الرضا بهذا مستحب وليس واجباً، وباعتبار فعل الله عز وجل الرضا بهذا واجب، فيجب أن يرضى ويسلم.

    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن الصبر على أقدار الله المؤلمة من تمام توحيد الربوبية، وعدم الصبر نقص في توحيد الربوبية، فناسب أن يذكره المؤلف في كتابه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088516649

    عدد مرات الحفظ

    777067507