إسلام ويب

شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [5]للشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأدوية التي أرشد إليها الرسول صلى الله عليه وسلم التداوي بالعود الهندي، وذكر أن فيه سبعة أشفية، ومن ذلك التداوي بالحبة السوداء، فهي شفاء من كل داء إلا السام، ومن ذلك التداوي بالتلبينة والتداوي بالعسل، فإن لها فضلاً في علاج بعض الأمراض.
    قال مسلم رحمه الله في صحيحه: [حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر والنقل لـزهير ، قال يحيى : أخبرنا، قال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أم قيس بنت محصن أخت عكاشة بن محصن ، قالت: ( دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يأكل الطعام فبال عليه، ودعا بماء فرشه.

    قالت: ودخلت عليه بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة، فقال: علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بالعود الهندي فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب، يسقط من العذرة ويند من ذات الجنب )].

    قولها: (دخلت عليه بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة). قال بعض العلماء: العذرة: التهاب في الحلق، وقيل بأن العذرة قرحة تكون في الحاجب الذي يكون بين الأنف والحلق.

    فالعذرة نوع مرض، لكن اختلف العلماء رحمهم الله في هذا المرض فقيل بأنه التهاب في الحلق، وقيل بأنه قرحة تكون في الحاجب الذي بين الأنف والحلق.

    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق)، فيه مداوة هذه العذرة، وهو ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق)، الدغر هذا: أن تأتي المرأة بخرقة فتلفها لفا شديدا ثم تدخلها في أنف الصبي وتغمز به هذه العذرة فينفجر منه هذا الدم الأسود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي).

    والعود الهندي: معروف عند العطارين، قيل بأنه القسط، وقيل بأنه الكست، وهو معروف عند العطارين.

    وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن العود الهندي فيه سبعة أشفية، منها: ذات الجنب يسقط من العذرة، يعني: يشفي من العذرة ويلد من ذات الجنب أيضاً، فيداوى به كما تقدم لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لد.

    واللدود كما تقدم: هو صب الدواء في جانب الأنف، فهو يداوى به العذرة، وكما قلنا بأن هذه قرحة تكون في الحاجب الذي بين الأنف والحلق، أو أنها إلتهاب في الحلق، وأيضاً يداوى به ذات الجنب، وذات الجنب نوع من أنواع الحمى، فهو يداوى به من هذين المرضين، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن فيه سبعة أشفية.

    هذا الحديث فيه فوائد:

    الفائدة الأولى: أن بول الصبي الذكر الذي لم يأكل الطعام نجاسته نجاسة مخففة يكفي فيه الرش، يعني: يؤتى بماء ويرش على بوله ولا حاجة إلى عصر أو دلك، هذا إذا كان صبياً لم يأكل الطعام لشهوة، أما لو أكل الطعام لشهوة، فهذا نجاسته نجاسة متوسطة، بمعنى أنه لابد فيه من غمره بالماء وعصره حتى يظن أن المحل قد طهر.

    قال: (لم يأكل الطعام، قال: فدعا بماء فرشه)، يعني: لم يأكل الطعام لشهوة، أما إن أكل الطعام لشهوة فهذا كما تقدم أن نجاسته نجاسة متوسطة لابد فيه الإضافة والعصر، قال: وفيه أيضاً المداواة، وأن المداواة جائزة ولا بأس بها، وتقدم الكلام على هذه المسألة.

    وفيه أيضاً: فضيلة العود الهندي، وأنه يداوي من سبعة أشفية كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم، منها ذات الجنب، ومنها العذرة، هذه التي تكون في الأطفال.

    قال رحمه الله: [وحدثني حرملة بن يحيى ، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال: أخبرني يونس بن يزيد أن ابن شهاب أخبره، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أم قيس بنت محصن وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أخت عكاشة بن محصن أحد بني أسد بن خزيمة، قالت: أخبرتني أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها لم يبلغ أن يأكل الطعام، وقد أعلقت عليه من العذرة -قال يونس : أعلقت: غمزت- فهي تخاف أن يكون به عذرة، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( علام تدغرن أولادكن بهذا الإعلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب )].

    هذا الحديث تقدم، وفي هذا فضيلة أم قيس بنت محصن لكونها مهاجرة من المهاجرات الأول، وعكاشة بن محصن هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس رضي الله عنها في الصحيحين قال: ( سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم منزله، فحار الناس في أولئك، فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام، وذكروا أشياء، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن ، فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت منهم ).

    وفي هذا فضيلة عكاشة رضي الله عنه لكونه من هؤلاء السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.

    والعذرة أيضاً تقدم الكلام عليها.

    وكذلك (أعلقت عليه من العذرة). يعني: عالجته بهذا العلاق، كما تقدم لنا علاج العذرة: أنها تأخذ خرقة تلف هذه الخرقة ثم تدخلها في أنف الصبي فتغمز بها هذه القرحة التي تكون في الحاجب بين الحلق والأنف، قال عبيد الله : ( أخبرتني أن ابنها ذاك بال في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم بماء فنضحه على بوله ولم يغسله غسلاً ).

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088522349

    عدد مرات الحفظ

    777110328