الصوم يربي النفس على الصبر وتحمل المشاق، وإذا كان الصائم يصبّر نفسه عما أحل الله له من الطعام والشراب والمنكح، فلا شك أن صبره عما حرم الله عليه من باب أولى.
وهكذا يخرج المسلم من شهر الصيام وقد تدرب على الصبر، وانتهى في حسبانه أي شيء كان يظنه مستحيلاً.
أو ليس المدمن على التدخين مثلاً كان لا يطيق الصبر عنه بضع سويعات؟ فإذا به في شهر الصيام يصبر عنه الساعات.
أو ليس في ذلك فرصة للإقلاع منه، والخلاص من أسره، بدءاً من شهر الصيام؟
وهكذا فكل من افتتن بشيء محرم وصبّر نفسه في شهر الصيام، فجدير به أن يقلع عنه، ويتوب إلى مولاه، فيكون من المستفيدين حقاً من حكم الصيام، قال الله عز وجل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
[البقرة:183].
لنحذر من تضييع لحظات هذا الشهر المبارك وبركاته، في النوم الذي يؤدي إلى تضييع الصلاة، فإن هذا لم يصم رمضان.
لنحذر من تضييع لحظات هذا الشهر المبارك في العكوف أمام القنوات الهابطة، فإن هذا لم يعرف حقيقة هذا الشهر المبارك.
اللهم أعنا على صيام شهر رمضان وقيامه، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم فرج كرب المكروبين، ونفس عسر المعسرين، واقض الدين عن المدينين، اللهم اشف مرضى المسلمين، اللهم اجعل ما أصابهم كفارة لسيئاتهم، ورفعة لدرجاتهم، اللهم اغفر لموتى المسلمين، اللهم فك أسر المأسورين، اللهم ردهم إلى بلادهم سالمين غانمين، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلهم محكمين لكتابك، وسنة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم.