إسلام ويب

تحريم المظاهرات وبيان خطرهاللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الجماعة من أعظم أصول الإسلام، ولذلك عظم الله أمرها، وأمر بلزومها، وتهدد من فارق الجماعة ولو شبراً، وأمر بطاعة السلطان وتوقيره في غير معصية، ومن رأى من رعيته منه ما يكره نصحه ملتزماً بأدب النصيحة؛ لأن الإثارة على السلطان تنقيص من هيبة دولة الإسلام، ومن أج
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    عباد الله! إن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام، وهو مما وصى الله تعالى به في كتابه العزيز، وعظم ذم من تركه، قال الله عز وجل: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103]، وقال سبحانه: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105]، وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [الأنعام:159].

    وهذا الأصل العظيم الذي هو المحافظة على الجماعة أيضاً مما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عامة وخاصة، روى ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يد الله مع الجماعة )، رواه الترمذي وابن حبان، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية )، وروى عرفجة بن شريح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان )، رواه مسلم.

    عباد الله! وما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف؛ إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك ما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث، ولقد أنعم الله على بلادنا هذه ولله الحمد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة، لا يفرق بينهم أو يشتت أمرهم تيارات وافدة أو أحزاب لها منطلقاتها المتغيرة؛ امتثالاً لقوله سبحانه: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم:31-32].

    ولقد حافظت بلادنا ولله الحمد على هذه الهوية الإسلامية، فمع تقدمها وتطورها وأخذها بالأسباب المباحة الدنيوية، فإنها لم ولن تسمح -بإذن الله- بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق، تتنقص من هذه الهوية أو تفرق هذه الجماعة.

    وإن من نعم الله عز وجل علينا في هذه البلاد؛ أن شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين اللذين ولله الحمد ينالان الرعاية التامة من هذه البلاد، عملاً بقوله سبحانه: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125]، وقد نالت هذه البلاد مزية خاصة في العالم الإسلامي، فهي قبلة المسلمين، وبلاد الحرمين، والمسلمون يأمونها من كل حدب وصوب، في موسم الحج حجاجاً، وعلى مدار العام عماراً وزواراً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521840

    عدد مرات الحفظ

    777104133