إسلام ويب

حقوق آل البيتللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد شرف الله مقام آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه وذريته وقرابته لمكانهم من النبي صلى الله عليه وسلم ولفضائلهم الكثيرة، ولذلك فإن أهل السنة يحبونهم ويعظمونهم ويدافعون عنهم ويعتبرون ذلك ديناً وقربة، بل ويحفظون حقهم في الخمس والفيء، ويحرمون الزكاة
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. أما بعد:

    عباد الله! الشريف في ذاته يفيض بالشرف على من حوله، والكريم في معدنه يسري كرمه في المحيطين به، انظر إلى زجاجة العطر كيف تبقى فواحة بعد نفاد ما فيها، وكذلك بعض البشر تفيض بركة على من حولها، وتتعداها إلى غيرها، كثير من سلالة إبراهيم عليه السلام غدوا أنبياء، وأنصار عيسى عليه السلام صاروا حواريين، وصحابة محمد صلى الله عليه وسلم شرفوا بالصحبة، وأزواجه أمهات المؤمنين ونسله استحقوا وصف الشرف والسادة.

    كيف لا وفيهم من دمه دم، ومن روحه نبض، ومن نوره قبس، ومن شذاه عبق، ومن وجوده بقية، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وعلى صحابته وسلم تسليماً كثيراً.

    فلكرم النبي صلى الله عليه وسلم كرمت ذريته، ولشرفه شرف آل بيته، وكانت مودة آل بيته ومحبته جزءاً من عقيدة أهل السنة والجماعة، رعوها على مر الزمان كما رعوا باقي الشريعة، وأقاموها كما أقاموا بقية أحكام الدين.

    آل النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى الخاص هم أقاربه الذين حرمت عليهم الصدقة وأزواجه وذريته، خلافاً لما يدعيه الرافضة، فهم يضيفون ويدخلون في آل النبي صلى الله عليه وسلم الأئمة الاثنا عشرية، وهذا لم يرد فيه نص.

    عباد الله! مذهب أهل السنة والجماعة في آل النبي صلى الله عليه وسلم معرفة قدرهم، وبذل المودة لهم، ومحبتهم وموالاتهم، شهدت بذلك عقائدهم المدونة وتفاسيرهم المبسوطة، وشروحات السنن وكتب الفقه، كيف لا وهم وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هم وصيته وهم بقيته، يقول عليه الصلاة والسلام: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)، رواه مسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)، رواه البخاري، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني)، وفي رواية في الصحيحين: (فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها، ويؤذيني ما آذاها)، وروى البخاري رحمه الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (أنت مني وأنا منك)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن بن علي رضي الله عنه: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)، رواه البخاري.

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن: (اللهم إني أحبه فأحب من يحبه)، وقال الله عز وجل في كتابه الكريم وقرآنه العظيم: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33]، ومعلوم أن هذه الآية نزلت في أزواجه عليه الصلاة والسلام؛ لأن ما قبلها وما بعدها كله خطاب لهن رضي الله عنهن، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: (قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، وهذا يفسر اللفظ الآخر للحديث: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد)، فالآل هنا هم الأزواج والذرية خلافاً لما عليه الرافضة قبحهم الله، فإنهم لا يدخلون أزواجه في آله عليه الصلاة والسلام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089202258

    عدد مرات الحفظ

    782728140