إسلام ويب

سلوكيات خاطئة في فترة الامتحاناتللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • العناية بالنشء مسلك الأخيار وطريق الأبرار، ولا يفسد المجتمع ويهلك في الهالكين إلا حين تفسد أجياله، ولا ينال الأعداء من الأمة إلا إذا نالوا من شبابها. فالواجب تعريف الشباب بالعزائم من الأمور والعالي من الهمم، وعلاج ما يظهر من سلوكيات خاطئة لديهم، والتي منه
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:

    إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    عباد الله! زينة الحياة الدنيا وعدة الزمان بعد الله هم الشباب الناشئون في طاعة ربهم، لا تكاد تعرف لهم نزوة، أو يعهد عليهم صبوة، يستبقون في ميادين الصالحات، أولئك لهم الحياة الطيبة في الدنيا ولهم الظل الظليل يوم القيامة، ولئن تطلعت الأسرة لإصلاح ناشئتها، ورغبت في أن تقر عينها بصلاحهم، فعليها أن تهتم بتربيتهم وتسليحهم بسلاح الإيمان، وتحصينهم بدروع التقوى، وأخذهم بجد وقوة من العلم النافع والعمل الصالح.

    إن العناية بالنشء مسلك الأخيار وطريق الأبرار، ولا يفسد المجتمع ويهلك في الهالكين إلا حين يفسد أجياله، ولا ينال الأعداء من أمة إلا إذا نالوا من شبابها وصغارها، والله عز وجل ذكر عن أنبيائه أنهم توجهوا إلى ربهم بصلاح ذرياتهم قبل وجودهم ومن بعد وجودهم، فمن دعاء زكريا عليه السلام: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ [آل عمران:38].

    ولا خير في ذرية إن لم تكن طيبة، وقال إبراهيم عليه السلام: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [إبراهيم:35]، وقال: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي [إبراهيم:40].

    وقال الله عز وجل: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي [الأحقاف:15] يدعو به كل مؤمن.

    وقال سبحانه: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان:74].

    من الشباب ينشأ العلماء العاملون والجنود المجاهدون، وفيهم الصناع والمحترفون، إذا صلحوا سعد بهم المجتمع، وقرت بهم أعين آبائهم وأمهاتهم، وامتد نفعهم وحسنت عاقبتهم، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد:23-24].

    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم طرق التربية بقوله لـابن عباس رضي الله عنهما: (يا غلام! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، رواه أحمد والترمذي.

    إن أول لبنة في بناء الشباب لبنة العقيدة ورسوخ الإيمان، وصدق التعلق بالله وحده، والاعتماد عليه، وإن أولها حفظ الله بحفظ حقوقه وحدوده، ومن ثم الاستعانة به وحده في الأمور كلها، والتوكل عليه، واليقين الجازم بأنه سبحانه بيده الضر والنفع، وغرس القناعات في الواجب والمحرم مما جاء به الإسلام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088542974

    عدد مرات الحفظ

    777228201