إسلام ويب

عداوة الشيطان للإنسانللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن عداوة الشيطان لابن آدم بدأت بعداوته لأبيه آدم، وإنه لفرط حقده أقسم أنه سيقعد لابن آدم في كل طريق، فالواجب على المؤمن أن يستعد لعدوه، ويتحصن بشرع الله منه، والشيطان يأتي كل واحد من بني آدم بحسبه ولا يرضى منه غير الكفر، ولكنه إن يئس رضي منه البدعة، ثم ما
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن صحابة نبيك أجمعين. أما بعد:

    اتقوا الله عباد الله وراقبوه واحذروا عداوة الشيطان وجاهدوه.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:35].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119].

    عباد الله! هناك حقيقة نعترف بها جميعاً، ونحس بأثرها كلما زلت بنا القدم عن صراط الله، بينها الله عز وجل في كتابه، ونبينا صلى الله عليه وسلم في سنته، وهي امتحان للمسلم في هذه الدار.

    عباد الله! إن هذه الحقيقة نعلمها ونعلم دواءها، وربما صعب علينا الاستمرار على تعاطي الدواء، تُرى أينا ينكر عداوة الشيطان للإنسان، والله يقول: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6].

    فالعداوة بين المسلم والشيطان حق لا مرية فيها، وهي من سنن الله الكونية القدرية، قررها الله عز وجل في قوله: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6]، والهدف منها واضح، إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، وبداية هذه العداوة قديمة منذ أمر الملائكة بالسجود لأبينا آدم عليه السلام، فسجدوا إلا إبليس أبى أن يسجد متعللاً بأنه أشرف منه، فقارن بين الأصول ولم يلتفت إلى الأمر بالسجود، قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12].

    ومن عجب: أن إبليس وهو يتكبر يعترف ويقر بأن الله هو الخالق، بل يقر بالبعث والجزاء، خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [ص:76]، أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الأعراف:14].

    ومن عجب أيضاً: أن إبليس أعاذنا الله منه يطلب النظرة إلى يوم البعث لا ليندم على خطيئته، ولا ليتوب إلى الله ويرجع ويكفر عن إثمه، ولكن لينتقم من آدم وذريته.

    عباد الله! إن الشيطان عدو للمسلم منذ ولادته، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان).

    وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه)، ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [آل عمران:36].

    قال النووي رحمه الله: قال القاضي عياض : إن جميع الأنبياء عليهم السلام يشاركون عيسى في هذه الخصوصية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089148166

    عدد مرات الحفظ

    782188007