إسلام ويب

عناية الإسلام بالعلم والتعلمللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تربية النشء منطلقها الأول هو الأسرة ثم المدرسة، وأول شيء في التربية هو تربية العقل والفكر وذلك بالمنهج الصحيح وربط الناشئة بالله تعالى، ولا يعرف المنهج السليم إلا بالعلم، فلذلك كان أول شيء نزل على النبي صلى الله عليه وسلم (اقرأ). فالعلم حصن منيع من خطر ال
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم عن صحابته أجمعين، أما بعد:

    فاتقوا الله أيها المسلمون! يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    عباد الله! بعد بداية مواسم الدراسة يكثر الحديث عن التعليم ومناهجه، ويستنفر الجميع للمساهمة في ذلك الجانب، وما ذاك إلا لإدراك الناس ما للتربية والتعليم من أهمية بالغة وأثر فاعل في بناء الأجيال وإعداد المجتمعات، ولقد كانت عناية الإسلام فائقة في هذا المضمار، فأول حرف نزل به الوحي من القرآن: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ [العلق:1-2].

    وتوافرت النصوص عن إمام المربين قولاً وتطبيقاً في جانب التربية، حتى إنه تغيرت حياة الأعراب الجفاة عبدة الأوثان في سنوات قليلة، فأصبحوا قدوة الدنيا وقادة العالم، وخلدوا سيراً لا زال شذى عطرها يفوح، ونور هداها يقتبس، ولا يخفى على عاقل فضل العلم المقرون بالتربية الصالحة، فبه يعبد المسلم ربه على بصيرة، وبه يعامل الناس بالحسنى، وبه يسعى في مناكب الأرض يبتغي عند الله الرزق، العلم يجلس صاحبه مجالس الملوك، وإذا اقترن العلم بالإيمان رفعه الله في الدنيا والآخرة، قال تعالى: يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11].

    وإذا كان العلم مجرداً من التربية خالياً من المبادئ فهو وبال، ولذا ارتبطت التربية بالتعليم، والعلم بالعمل، ففي القرآن آيات تتلى إلى يوم الدين فيها أدب الحديث، وأصول العلاقات الاجتماعية، من بر الوالدين، والعشرة الحسنة بين الزوجين، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، والعلاقات الدولية بين السلم والحرب، بل فيها أدب الاستئذان وأدب النظر.

    وأما السنة والسيرة فعالم مشرق بالمثل والتربية، ويكفي مثالاً حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:(كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: يا غلام! إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذ استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، رواه أحمد والترمذي بسند صحيح.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089142995

    عدد مرات الحفظ

    782143889