إسلام ويب

نواقض الإيمانللشيخ : خالد بن علي المشيقح

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الإيمان رأس مال العبد في هذه الحياة، ولذا كان لابد من معرفة ما ينقض هذا الإيمان، كالشرك بالله في العبادة والتعظيم، حيث يسوي بالله غيره من خلقه، ويطلب منهم، ويستغيث بهم في الشدائد، وكذلك عدم تكفير الكافرين والبراءة من أديانهم، وكذلك اعتقاد فضل دين على دين
    الحمد لله رب العالمين، أمر عباده المؤمنين بالإيمان وغيرهم من باب أولى، فقال جل من قائل عليماً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:136]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حذر من النكوث على الأعقاب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله استعاذ بالله من الحور بعد الكور، وأرشد أمته إلى ذلك، كما في دعاء السفر، والحور بعد الكور تغير حال الإنسان من الإيمان إلى الكفر، أو من التقوى والصلاح إلى الفجور والسوء، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى سائر صحابة رسول الله أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، والاستمساك بالعروة الوثقى، والعزة بالإسلام ظاهراً وباطناً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    أيها المسلمون! الإيمان هو رأس مال العبد في هذه الحياة، وهو التجارة التي يفد بها إلى الله بعد الممات، وخسارة الإيمان لا تعدلها خسارة، ولا تقبل فيها الفدية ولو كانت ملء الأرض ذهباً: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ [آل عمران:91]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5].

    وما أتعسها من حالة حين يهيم الإنسان على وجهه في هذه الحياة، حيران قلقاً، بعيداً عن نور الإيمان، تتردى حالته بعد، فلا ينقضي النكد، ولا يخفف العذاب، قال سبحانه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ [فاطر:36]، إذا علمتم قدر الإيمان وحقيقته، وكان الاعتقاد سليماً، والعمل صائباً، فأنتم محتاجون إلى تكميل ذلك بمعرفة نواقض الإيمان، وهادمات الإسلام، وقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بنواقض الإيمان وأوسعوها بحثاً وتفصيلاً، ودعوة للحق ونصحاً للخلق، وما أحرى المسلم أن يتنبه لهذه النواقض فيعلمها ويحذرها: فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا [يونس:108].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088531383

    عدد مرات الحفظ

    777165098