إسلام ويب

تفسير سورة الزخرف [19-28]للشيخ : المنتصر الكتاني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله عز وجل أرسل الرسل ليدعوا الناس إلى توحيده سبحانه وتعالى، ومن هؤلاء الرسل إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وأحد أولي العزم، فقد دعا قومه إلى نبذ عبادة الأوثان وتوحيد الله بالعبادة فلما أصروا واستكبروا تبرأ منهم وأعرض عنهم وعن معبوداتهم فأثابه الله تعالى بأن جعله أمة قانتاً لله حنيفاً.
    قال تعالى: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [الزخرف:19].

    ذكر الله في هذه الآية أن الكفار ارتكبوا أخطاء كثيرة منها:

    أولاً: أنهم جعلوا لله ولداً بنتاً، وهذا شرك وكذب، فقد كذبوا على الله وافتروا فقالوا: إن الملائكة بنات الله، فرد الله عليهم بقوله: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ [الزخرف:19] أي: أحضروا يوم خلقهم الله فرأوا خلقتهم كما يرى الأب والأم ومن في البيت الوليد عندما يولد عارياً، أذكراً أم أنثى؟

    فهل حضروا خلق الملائكة فرأوهم إناثاً؟ ومن أين قالوا ذلك؟ إن هو إلا الكذب والبهتان والضلال.

    وقوله تعالى: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ [الزخرف:19] وقرئ: (الذين هم عند الرحمن) أي: أنهم جند من جنده، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

    وقوله تعالى: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ [الزخرف:19] يقول الله لهم: من أين جئتم بهذا، أحضرتم خلقهم؟ وهذا استفهام إنكاري توبيخي تقريعي.

    فالكفار لم يشهدوا خلقهم، ولم يدع ذلك أحد من خلق الله، فكيف يأتي البشر الذين جاءوا بعد الملائكة والجن ويزعمون أنهم أدركوا أن الله جعل الملائكة إناثاً؟ فهم كاذبون مفترون.

    وقوله تعالى: سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [الزخرف:19] أي: ستكتب شهادتهم في الصحائف التي يحصيها ملك اليمين وملك اليسار، ويسألون عنها ويحاسبون يوم القيامة، وإن ماتوا عليها فيعذبون العذاب المهين في جهنم خالدين مخلدين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088455922

    عدد مرات الحفظ

    776837839