إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - (باب قوله عز وجل: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) ) إلى (باب تزيين القرآن بالصوت)

شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - (باب قوله عز وجل: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) ) إلى (باب تزيين القرآن بالصوت)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • نبه الشرع الحكيم على التوسط في رفع الصوت بالقرآن الكريم وعدم الجهر به إلا إذا لم يكن هناك أذية للآخرين، ويستحب تزيين القرآن الكريم بالصوت الحسن، لأنه يزيده حسناً.

    شرح حديث ابن عباس في سبب نزول قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [قوله عز وجل: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء:110].

    أخبرنا أحمد بن منيع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا: حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر جعفر بن أبي وحشية وهو ابن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء:110]، قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته. وقال ابن منيع: يجهر بالقرآن، وكان المشركون إذا سمعوا صوته سبوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، فقال الله عز وجل لنبيه: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ [الإسراء:110]، أي: بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن، وَلا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء:110]، عن أصحابك فلا يسمعوا، وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا [الإسراء:110])].

    يقول النسائي رحمه الله: قول الله عز وجل: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء:110]، المراد من هذه الترجمة بيان سبب نزول هذه الآية، والمراد بها أو تفسيرها وبيان معناها، وأورد فيه النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قول الله عز وجل: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء:110]، قال: نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة مختف، فكان إذا رفع صوته بالقراءة وهو يصلي بأصحابه سب المشركون القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، وإذا خافت به وأسر، فإن أصحابه لا يسمعون قراءته، فأمره الله عز وجل بالتوسط بين الرفع الذي يكون معه سماع الكفار، وما يترتب على ذلك من الأذى، وبين المخافتة والإخفاء الذي لا يسمعه أصحابه، وإنما يكون وسطاً بين هذا وهذا، فلا يحصل رفع الصوت بالقرآن؛ لئلا يسمعه الكفار، فيسبونه، ويسبون من أنزله، ومن جاء به، ولا تحصل المخافتة بحيث لا يسمعه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما تكون قراءة متوسطة، فالصوت يكون خافتاً بحيث يسمعه من وراءه، ولا يسمعه الكفار فيترتب على ذلك ما يترتب من الأذى.

    ففي هذا الذي جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما تفسير هذه الآية، وبيان المراد منها، وبيان سبب نزولها، وفيه أن السنة تفسر القرآن، وتبينه، وتدل عليه؛ لأن سبب النزول، ومعرفة سبب النزول، يعين على فهم المعنى، وعلى معرفة المعنى.

    وإذاً: فالنهي عن الرفع بالصوت له سبب وله حكمة، والقراءة المتوسطة التي لا يكون معها إخفاء، أيضاً من ورائها فائدة، ويترتب عليها مصلحة، فأُمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن يبتغي بين ذلك سبيلاً، وهي أن يتخذ طريقاً وسطاً يحصل من ورائه فائدة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام من قراءة النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يحصل الذي يُخشى من السب من المشركين للقرآن ومن أنزله ومن جاء به.

    وقوله: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ [الإسراء:110]، المراد به كما جاء في الحديث: القراءة، يعني: لا يجهر بالقراءة في الصلاة، وإنما يكون الجهر بحيث يسمعه أصحابه، ولا يكون الجهر الرفيع العالي الذي يمكن أن يسمعه الكفار، فيسبون الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من القرآن، وفي الآية الكريمة دلالة على درء المفاسد، وأن رفع الصوت وإن كان به فائدة وهي مصلحة، فإنه يخفض الصوت بحيث لا يترتب على ذلك المفسدة التي تخشى من ورائه، ولكن الرفع يكون نسبياً بحيث يستفيد أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يفوتهم سماع قراءة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في سبب نزول قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ...)

    قوله: [أخبرنا أحمد بن منيع].

    أحمد بن منيع، وهو ثقة، حافظ، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    يعقوب بن إبراهيم الدورقي].

    وهو ثقة، حافظ، خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا هشيم].

    هشيم هو: ابن بشير الواسطي، وهو ثقة، ثبت، كثير التدليس، والإرسال الخفي، أخرج له أصحاب الكتب الستة. والتدليس هو رواية الراوي عن شيخه ما لم يسمعه منه بلفظ موهم للسماع كعن أو قال، وأما الإرسال الخفي فهو: أن يروي الراوي عمن عاصره ولم يلقه؛ لأن هذا سمي إرسالاً خفي؛ لأنه يوهم الاتصال؛ لأنه في زمانه، ويمكن أن يروي عنه، لكن لكونه لم يلقه، فإذا أسند إليه يكون مرسلاً، لكنه مرسل خفي.

    والمرسل الجلي هو: أن يروي إنسان عمن لم يدرك عصره، فإن هذا يكون الأمر واضحاً بأن فيه سقط، وفيه تجاوز وحذف، فهناك إرسال واضح وإرسال خفي، إرسال واضح هو أن يروي الراوي عمن لم يدرك عصره بأن يقول: قال فلان أو عن فلان، هذا هو الإرسال الواضح الجلي، والإرسال الخفي أن يروي عمن أدرك عصره ولم يلقه؛ لأن كونه معاصر له، يحتمل معه أن يكون قد سمعه، فيتوهم من يتوهم بأن فيه اتصال، لكن الذي يعلم بأنه ما حصل لقاء أصلاً، وإن وجدت له المعاصرة، فإنه يكون من قبيل الإرسال الخفي.

    [حدثنا أبو بشر جعفر بن أبي وحشية].

    أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وهو: ابن إياس، جعفر بن إياس الذي يقال له، أي: لأبيه: ابن أبي وحشية، فلما قال جعفر بن أبي وحشية، قال: وهو: ابن إياس، يعني أبوه إياس، وجعفر بن إياس، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. ويقال عن جعفر هذا: إنه أثبت الناس في سعيد بن جبير.

    [عن سعيد بن جبير].

    سعيد بن جبير، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن عباس].

    ابن عباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة في الصحابة، والذين أطلق عليهم لقب العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، فهؤلاء الأربعة يقال لهم: العبادلة الأربعة في الصحابة، وفي الصحابة من يسمى عبد الله سواهم، مثل عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن قيس الأشعري أبو موسى الأشعري وغيرهم، لكن هؤلاء الأربعة هم الذين اشتهروا بلقب العبادلة الأربعة، وهو أيضاً أحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.

    قوله: [وهو ابن إياس].

    هذه الذي ذكرها هو من دون هشيم بن بشير الذي روى عن جعفر بن أبي وحشية، يعني: من دون هشيم هو الذي زادها ليوضح أباه ويسمي أباه، فاحتاج إلى ذلك لما أراد أن يوضح من دون تلميذه وهو هشيم أتى بكلمة (هو) الدالة على أن هذه الزيادة، أو هذه الإضافة التي فيها توضيح ليست من تلميذ الراوي، ولكن ممن دون تلميذه الذي هو: يعقوب بن إبراهيم الدورقي، أو أحمد بن منيع، أو النسائي، أو من دون النسائي.

    وفي الحديث الذي تقدم يعني النسائي رواه عن شيخين، لكن أحدهما زاد: يجهر بالقرآن أو يجهر به، وهو أحمد بن منيع ؛ لأن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ما أتى بهذه الزيادة التي هي قوله: (يجهر بالقرآن أو يجهر به)، وإنما هذه من لفظ شيخه الأول، من الشيخين اللذين أسند عنهما وهو أحمد بن منيع، يعني ذكر القدر المشترك، لكنه ذكر لفظاً زاده أحد الشيخين وهو أحمد بن منيع وهو قوله: (يجهر به، أو يجهر بالقرآن).

    شرح حديث ابن عباس في سبب نزول قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ...) من طريق أخرى

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن قدامة حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بالقرآن، وكان المشركون إذا سمعوا صوته سبوا القرآن ومن جاء به، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخفض صوته بالقرآن ما كان يسمعه أصحابه، فأنزل الله عز وجل: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا [الإسراء:110])].

    وهذه طريق أخرى لحديث ابن عباس فيها ما في التي قبلها، أنه لما كان يرفع صوته يسمعه المشركون فيسبون القرآن ومن جاء به، فكان يخفضه خفضاً لا يسمعه أصحابه، فأمر بأن يتخذ طريقاً وسطاً، وهي أن يرفع صوته قليلاً بحيث يسمعه أصحابه الذين وراءه، ولا يسمعه المشركون.

    والحديث من أدلة سد الذرائع؛ لأنه لما كان رفع الصوت ذريعة ووسيلة إلى السب، جاء الأمر بخفضه خفضاً لا يسمع معه المشركون، ويسمع معه أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهو من أدلة سد الذرائع، وأدلة سد الذرائع كثيرة، قد جمع ابن القيم منها في كتابه إعلام الموقعين تسعة وتسعين دليلاً، أو مثالاً من الأمثلة التي تدل على سد الذرائع، وذكرها في ذلك الكتاب الذي هو كتاب إعلام الموقعين، وهو كتاب نفيس عظيم، عظيم القدر جليل الفائدة، الكتاب فيه الحِكم والأحكام، أحكام الشريعة وحكمها، وهو كتاب عظيم، مما اشتمل عليه أنه أورد تسعة وتسعين دليلاً على سد الذرائع.

    والحديث الذي معنا هو من الأحاديث الدالة على سد الذرائع؛ لأنه نهي أن يرفع الصوت؛ لأنه ذريعة إلى سماع الكفار له، وسبهم للقرآن ومن أنزله ومن جاء به.

    تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في سبب نزول قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ...) من طريق أخرى

    قوله: [أخبرنا محمد بن قدامة].

    محمد بن قدامة، وهو: المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا جرير].

    وهو ابن عبد الحميد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الأعمش].

    الأعمش، وهو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ويأتي ذكره باللقب أحياناً كما هنا، ويأتي ذكره بالاسم في بعض المواضع، وفائدة معرفة الألقاب ألا يظن الواحد شخصين بحيث يظن من لا يعرف أن سليمان شخص، وأن الأعمش شخص آخر، ومن عرف أن الأعمش لقب لـسليمان بن مهران لم يلتبس عليه الأمر، وعلم أنهما شخص واحد وليسا شخصين، وحديث الأعمش أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [جعفر بن إياس].

    هو ابن أبي وحشية الذي تقدم، وكذلك جعفر بن إياس، وسعيد بن جبير، وابن عباس، مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3088792191

    عدد مرات الحفظ

    779074181