إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، والاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد فيه [1]

شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، والاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد فيه [1]للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • شرع الله تعالى النوافل مكملة للفرائض، ورتب عليها الأجر العظيم، فمن حافظ على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتاً في الجنة كما ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    شرح حديث: (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، وذكر اختلاف الناقلين فيه بخبر أم حبيبة في ذلك، والاختلاف على عطاء.

    أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري حدثنا إسحاق بن سليمان حدثنا مغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ثابر على اثنتي عشرة ركعةً في اليوم والليلة دخل الجنة: أربعاً قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر)].

    يقول النسائي رحمه الله: باب ثواب من ثابر على صلاة اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، وذكر الاختلاف في رواية حديث أم حبيبة رضي الله تعالى عنها، والاختلاف على عطاء في ذلك الحديث. المقصود من الترجمة هو: بيان أن المداومة على ثنتي عشرة ركعة، من الرواتب المتعلقة بالصلوات، وأن ذلك سبب في دخول الجنة، وأنه من الأعمال التي يثيب الله عز وجل عليها بالجنة، وقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، أن النبي علي الصلاة والسلام قال: (من ثابر على ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة)، ثم بينها في قوله: (أربعاً قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر)، فهذه اثنتا عشرة ركعة من النوافل الراتبة التي يداوم عليها، ويحرص على المداومة عليها؛ لأن فيها هذا الثواب العظيم، وهو دخول الجنة لمن فعل ذلك، وهي متعلقة بالصلوات، وتابعة للصلوات، منها ما هو قبل الصلاة، ومنها ما هو بعد الصلاة، فقبل الصلوات ست: أربعاً قبل الظهر، وثنتين قبل الفجر، وست بعد الصلوات، ثنتين بعد الظهر، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، هذا الحديث يدل على ثواب هذا العمل، وعلى عظم ثواب هذا العمل عند الله عز وجل، وينبغي للإنسان أن يداوم عليها وأن يحافظ عليها، وهذا هو معنى (ثابر)، يعني: أنه يحافظ ويداوم عليها، ويكون ذلك في الحضر.

    أما بالنسبة للسفر، فإن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه ما كان يداوم منها إلا على ركعتين، وهما الركعتان قبل الفجر، في السفر والحضر، وأما الركعات الأخرى فإنه ليس من هديه عليه الصلاة والسلام أن يصليها، وإنما الذي كان يداوم عليها ركعتان قبل الفجر والوتر، هذا هو الذي كان يفعله في الحضر والسفر، والحديث فيه عظم الثواب لمن عمل هذا العمل، والحديث فيه ذكر العدد إجمالاً: وهو اثنتي عشرة ركعة، وتفصيل العدد: وأنه أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها وثنتين بعد المغرب وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل الفجر.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة ...)

    قوله: [أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري].

    ثقة، أخرج حديثه البخاري، والنسائي.

    [حدثنا إسحاق بن سليمان].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا مغيرة بن زياد].

    صدوق له أوهام، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.

    [عن عطاء].

    هو عطاء بن أبي رباح المكي، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة رضي الله تعالى عنها].

    أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي ممن حفظ الله بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي واحدة من سبعة أشخاص، عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله الأنصاري، هؤلاء ستة رجال، وامرأة واحدة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

    شرح حديث: (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة ...) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي عن المغيرة بن زياد عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة بنى الله عز وجل له بيتاً في الجنة؛ أربعاً قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر)].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، إلا أن بدل (دخل الجنة)، (بنى الله له بيتاً في الجنة)، والحديثان مؤداهما واحد، والمتنان مؤداهما واحد، وهما: حديث واحد عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها جاء من طريقين.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة ...) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا أحمد بن يحيى].

    هو ابن زكريا الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا محمد بن بشر].

    هو محمد بن بشر العبدي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي].

    وقد مر ذكره.

    [عن المغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة].

    مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

    حديث: (من ركع ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته سوى المكتوبة ...) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن عطاء قال: أخبرت أن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من ركع ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته سوى المكتوبة، بنى الله له بها بيتا في الجنة)].

    أورد النسائي حديث أم حبيبة رضي الله تعالى عنها، وهو مثل حديث عائشة إلا أنه ليس فيه التفصيل، فحديث أم حبيبة رضي الله عنها مثل حديث عائشة؛ لأن من عمل هذا العمل فإن الله تعالى يثيبه على ذلك أن يبني له بيتاً في الجنة، وهو مثل حديث عائشة من حيث الإجمال، وليس فيه ذكر التفصيل.

    قوله: [أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى].

    هو محمد بن معدان بن عيسى الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا الحسن بن أعين].

    صدوق، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي.

    [حدثنا معقل].

    هو معقل بن عبيد الله الرقي، وهو صدوق يخطئ، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.

    [عن عطاء].

    هو عطاء بن أبي رباح، وقد مر ذكره.

    [أن أم حبيبة].

    هي رملة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، مشهورة بكنيتها أم حبيبة، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة رضي الله عنها وأرضاها، وقوله: (أخبرت)، هذا فيه انقطاع، يعني معناه أنه بلغه ذلك عن أم حبيبة؛ لأنه لم يذكر الواسطة، لكنه جاء في بعض الأسانيد الآتية، بيان تلك الواسطة، والحديث صحيح؛ لأنه لم يأت من هذه الطريق وحده، بل جاء من طرق أخرى، وفيها التصريح بالواسطة.

    حديث: (من ركع ثنتي عشرة ركعة ...) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني إبراهيم بن الحسن حدثنا حجاج بن محمد قال ابن جريج: قلت لـعطاء بلغني: أنك تركع قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة، ما بلغك في ذلك؟ قال: أُخبِرتُ أن أم حبيبة، حدثت عنبسة بن أبي سفيان: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ركع اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة سوى المكتوبة بنى الله عز وجل له بيتاً في الجنة)].

    أورد النسائي حديث أم حبيبة رضي الله تعالى عنها، وهو مثل الذي قبله: (من ركع ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بنى الله له بيتاً في الجنة)، وهو مثل المتن الذي قبله، وفيه ذكر تلك الركعات مجملة، وذكر ثواب ذلك، وأن الله تعالى يبني له بيتاً في الجنة، فهو مثل الذي قبله تماماً.

    قوله: [أخبرني إبراهيم بن الحسن].

    هو إبراهيم بن الحسن المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا حجاج بن محمد].

    هو المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن جريج].

    هو عبد الملك بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [قلت لـعطاء]

    هو عطاء بن أبي رباح، وقد مر ذكره.

    قلت لـعطاء: (بلغني أنك تركع قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة، ما بلغك في ذلك؟ قال: أخبرت أن أم حبيبة).

    يعني: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج يسأل عطاء بن أبي رباح، قال: إنك تركع قبل الجمعة ثنتي عشرة ركعة، ما بلغك في ذلك، أي: ما هو مستندك الذي بنيت عليه هذا العمل؟ فقال: أُخبرت أن أم حبيبة، حدثت عنبسة بن أبي سفيان: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من ركع ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة سوى المكتوبة بنى الله له بيتاً في الجنة)، فهو مثل الذي قبله، إلا أن عطاء بن أبي رباح رآه عبد الملك بن جريج يصلي ثنتي عشرة ركعة قبل الجمعة، فلعله فهم من ذلك أن الإنسان يأتي بثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة في يومه وليلته، فأتى بها قبل الجمعة.

    ومن المعلوم أن طريقة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك من كان بعدهم من التابعين، كان الواحد منهم إذا دخل المسجد يوم الجمعة صلى ما أراد أن يصلي، والأمر في ذلك واسع، ليس فيه تقييد، وإنما يصلون ما أمكنهم أن يصلوا، ثم يجلسون ولا يقومون إلا للصلاة، فلعل عبد الملك بن جريج رأى عطاء بن أبي رباح يصلي ثنتي عشرة ركعة قبل الجمعة، فسأله عن هذا العدد: ما بلغك في ذلك؟ فذكر له العدد المجمل، الذي (من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، بنى الله له بيتاً في الجنة)، يعني: كأنه فهم أن الإنسان إذا أتى بثنتي عشرة ركعة مطلقاً، سواءً كانت متصلة بالصلوات، أو مجتمعة في موضع واحد، أو في زمن واحد، فإنها تدخل تحت هذا الحديث، لكن الأظهر هو: ما جاء في حديث عائشة مفصلاً، أنها رواتب، وأنها متصلة بالصلوات، ومتعلقة بالصلوات، أربعاً قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل الفجر.

    ومن المعلوم أن الجمعة ليس لها سنة راتبة قبلها معلومة، ولم يرد في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديد، ولكن جاء بعد الجمعة، من صلى في المسجد صلى أربعاً، ومن صلى في بيته صلى ركعتين، وأما قبل الجمعة فلم يأت فيها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام شيء، وإنما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أنهم كانوا إذا دخلوا يوم الجمعة صلوا ما أرادوا أن يصلوا، يعني: يصلون ما شاءوا من الصلوات، ثم إذا فرغوا من الصلاة جلسوا، ثم لا يقومون إلا للصلاة، فلعل عطاء بن أبي رباح، فهم من هذا الحديث أن الإتيان بهذا العدد في أي وقت من الأوقات، سواءً كانت مجتمعة أو متفرقة في اليوم والليلة، فإن من يفعل ذلك يبني الله له بيتاً في الجنة، ولكن الأظهر أن المراد بهذه الثنتي عشرة ركعة هي التي جاءت في حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها، مفصلة بالسنن الرواتب التي هي قبل الصلوات وبعدها.

    [أن أم حبيبة حدثت عنبسة بن أبي سفيان].

    أما عنبسة بن أبي سفيان فهو أخو أم حبيبة رضي الله عنها وأرضاها، وقيل: إن له رؤية، ومن العلماء من قال: إنه تابعي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    حديث: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة ...) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده

    [أخبرني أيوب بن محمد أخبرنا معمر بن سليمان حدثنا زيد بن حبان عن ابن جريج عن عطاء عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله عز وجل له بيتاً في الجنة)، قال أبو عبد الرحمن: عطاء لم يسمعه من عنبسة].

    أورد النسائي حديث أم حبيبة رضي الله عنها من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله: (من صلى في يومٍ ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة).

    قوله: [أخبرني أيوب بن محمد].

    هو أيوب بن محمد الوزان مولى ابن عباس، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [أخبرنا معمر بن سليمان].

    هو النخعي، ثقة فاضل، أخرج له البخاري، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا زيد بن حبان].

    صدوق يخطئ كثيراً، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.

    [عن ابن جريج].

    وقد مر ذكره.

    [عن عطاء عن عنبسة عن أم حبيبة].

    وقد مر ذكرهم.

    ثم قال النسائي: إن عطاء لم يسمعه من عنبسة، قال: إنه لم يسمعه، يعني لم يسمع هذا الحديث؛ لأنه قال فيما مضى: أخبرت عن أم حبيبة، وسيأتي أنه هناك بينه وبين عنبسة واسطة، ومعنى هذا أنه لم يسمع هذا الحديث من عنبسة بن أبي سفيان.

    شرح حديث: (من صلى ثنتي عشرة ركعة بالنهار أو بالليل ...) من طريق سادسة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن رافع حدثنا زيد بن الحباب حدثني محمد بن سعيد الطائفي حدثنا عطاء بن أبي رباح عن يعلى بن أمية قال: (قدمت الطائف فدخلت على عنبسة بن أبي سفيان وهو بالموت، فرأيت منه جزعاً، فقلت: إنك على خير، فقال: أخبرتني أختي أم حبيبة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى ثنتي عشرة ركعة بالنهار أو بالليل بنى الله عز وجل له بيتاً في الجنة)، خالفهم أبو يونس القشيري].

    أورد النسائي حديث أم حبيبة رضي الله تعالى عنها وأرضاها وهو مثل الذي قبله: (من صلى ثنتي عشرة ركعة في النهار أو في الليل)، معناه: أنه سواء أتى بها بالليل أو بالنهار، والرواية التي قبلها قال: في اليوم، وهنا قال: في الليل أو في النهار، لكن لا إشكال فيه؛ لأنه قد يذكر اليوم والليلة تبع له، وقد تذكر الليلة والنهار تبع لها، وهنا قال: في الليل أو في النهار، يعني معناه أنه إذا أتى بها، إما في هذا أو في هذا، فإنه يكون قد حصل المقصود، ولعل هذا هو الذي جعل عطاء بن أبي رباح رحمة الله عليه يصلي قبل الجمعة ثنتي عشرة ركعة، فيأتي بها كلها بالنهار.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من صلى ثنتي عشرة ركعة بالنهار أو بالليل ...) من طريق سادسة

    قوله: [أخبرنا محمد بن رافع].

    هو القشيري النيسابوري، ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [حدثنا زيد بن الحباب].

    صدوق يخطئ في حديث الثوري، أخرج له البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثني محمد بن سعيد الطائفي].

    صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا عطاء بن أبي رباح].

    وقد مر ذكره.

    [عن يعلى بن أمية].

    صحابي مشهور، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عنبسة بن أبي سفيان].

    وقد مر ذكره.

    [عن أم حبيبة].

    وقد مر ذكرها، وهذا فيه بيان الواسطة التي بين عطاء، وبين عنبسة بن أبي سفيان، أو ذكر الشخصين اللذي بين عطاء، وبين أم حبيبة؛ لأنه قال: أخبرت أن أم حبيبة، فإذاً: بينه وبينها واسطتان هما: يعلى بن أمية، وعنبسة بن أبي سفيان، وفي بعض الطرق أنه قال: عن عطاء عن عنبسة، وقال النسائي: لم يسمعه، وذلك أن فيه واسطة بينه وبينه وهو يعلى بن أمية، والحديث من رواية صحابي عن تابعي؛ لأن يعلى بن أمية صحابي، وعنبسة بن أبي سفيان هو من التابعين، وهو ثقة، فالحديث من رواية صحابي عن تابعي، وهو قليل؛ لأن رواية الصحابة عن التابعين هي قليلة جداً؛ لأن غالب رواية الصحابة عن الصحابة، وروى يعلى بن أمية عن عنبسة بمناسبة، وهو أنه زاره وهو مريض، فرأى جزعاً فقال: إنك على خير، فقال: حدثتني أختي أم حبيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى في اليوم أو الليلة ثنتي عشرة ركعة بنا الله له بيتاً في الجنة)، يعني: أن تحديثه إياه بهذا الحديث بمناسبة زيارته إياه في مرضه.

    وقوله: (إنك على خير)، فأخبره بما سمعه من أخته أم حبيبة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهذا من الروايات القليلة التي هي رواية الصحابة عن التابعين، وإلا فإن الأصل هو رواية التابعين عن الصحابة، رواية الأصاغر عن الأكابر، وأما رواية الأكابر عن الأصاغر فهي قليلة في رواية الصحابة عن التابعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088805080

    عدد مرات الحفظ

    779157107