إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجنائز
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب الرخصة في البكاء على الميت) إلى (باب شق الجيوب)

شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب الرخصة في البكاء على الميت) إلى (باب شق الجيوب)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • رخص الشرع في البكاء على الميت لكن دون دعوى الجاهلية أو السلق أو ضرب الخدود، أو حلق الرءوس وشق الجيوب؛ لأن كل ذلك منهيٌ عنه لما فيه من التسخط وعدم الرضا بأقدار الله.

    شرح حديث: (... دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرخصة في البكاء على الميت

    أخبرنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل هو ابن جعفر عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء أن سلمة بن الأزرق قال: سمعت أبا هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: (مات ميت من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمع النساء يبكين عليه، فقام عمر ينهاهن ويطردهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن يا عمر! فإن العين دامعة، والقلب مصاب، والعهد قريب)].

    يقول النسائي رحمه الله: الرخصة في البكاء على الميت.

    لما ذكر في الباب السابق النياحة وما ورد من الأحاديث في تحريمها والمنع منها، ذكر هذه الترجمة وهي: الرخصة في البكاء، وسبق أن مر أيضاً قبل النياحة في البكاء على الميت، وأورد فيه أحاديث دالة على الجواز، ولكنه أعاد هذه الترجمة بهذا اللفظ: الرخصة في البكاء على الميت، وأورد فيها حديثاً عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه مات ميت من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فاجتمع النساء، فجعلن يبكين، فنهاهن عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهن، فإن العين باكية، والقلب مصاب، والعهد قريب) المقصود منه: دعهن فإن العين دامعة، يعني: دعهن يبكين، وأنه يتركهن دون منع، ولعل ذلك كما هو واضح من نص الحديث أنه مجرد بكاء، وليس نياحة، ولا صياح، وإنما هو دمع عين، وحزن قلب، وهذا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعل بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث قد مضت من حديث جابر رضي الله عنه وغيره، وأن البكاء على الميت سائغ حيث لا يكون فيه رفع صوت بالمصيبة، وإنما دمع عين، وحزن قلب، فإنه والحالة هذه سائغ فلا بأس به.

    وقال هنا: [(فإن العين دامعة، والقلب مصاب)]، يعني: أنه حصلت مصيبة حزن القلب لها، [(والعهد قريب)] يعني: العهد بالوفاة قريب، وهذا وقت شدة المصيبة. ولهذا من يملك نفسه عند الصدمة الأولى هذا هو الذي يحصل منه الصبر، الصدمة الأولى وهي: عندما يفاجأ الإنسان بالمصيبة، هذا هو الذي يكون عنده الثبات والصبر، أو الجزع، أما إذا طال العهد ومضى وقت، فإنه يحصل السلوان، وتخف المصيبة في القلب، ولكن عند الموت وعند حلول المصيبة هذا هو الذي يكون فيه شدة الخطب، وهو الذي يتميز فيه من يكون صابراً ممن يكون غير صابر، ولهذا قال: [(والعهد قريب)].

    تراجم رجال إسناد حديث: (... دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب)

    قوله: [أخبرنا علي بن حجر].

    هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، هو ثقة، حافظ، أخرج له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

    [عن إسماعيل].

    هو ابن جعفر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن محمد بن عمرو بن حلحلة].

    هو محمد بن عمرو بن حلحلة، وهو ثقة، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

    [عن محمد بن عمرو].

    هو محمد بن عمرو بن عطاء، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [أن سلمة بن الأزرق].

    مقبول، أخرج له النسائي وابن ماجه.

    [سمعت أبا هريرة].

    رضي الله تعالى عنه هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر هؤلاء السبعة حديثاً رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين، وهذا الحديث مما ضعفه الألباني، ولا أدري وجه تضعيفه، والحديث كما هو معلوم: معناه دلت عليه أحاديث سبقت ومرت، ذكرها النسائي، وأشياء لم يذكرها النسائي، وهي صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك بكاؤه هو على ابنه إبراهيم، وقوله: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) فالبكاء ثابت، ودمع العين جاءت السنة بالدلالة عليه، فمعناه وما اقتضاه الحديث وما دل عليه الحديث هو ثابت في أحاديث أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088801690

    عدد مرات الحفظ

    779131792