إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - باب ذكر الاختلاف في خبر ثواب قيام رمضان وصيامه - باب فضل الصيام والاختلاف على أبي إسحاق في حديث علي في ذلك

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - باب ذكر الاختلاف في خبر ثواب قيام رمضان وصيامه - باب فضل الصيام والاختلاف على أبي إسحاق في حديث علي في ذلكللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بين الشرع الحكيم فضل صيام وقيام رمضان إيماناً واحتساباً كما بين عظم الصوم وأجره.

    شرح حديث: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً ...) من طريق ثالثة عشرة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر اختلاف يحيى بن أبي كثير والنضر بن شيبان فيه.

    أخبرني محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن هشام وأبو الأشعث واللفظ له، قالوا: حدثنا خالد عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه حدثني أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)].

    فهذه طرق أخرى في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، المشتمل على بيان فضل قيام رمضان، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، والحديث عن أبي هريرة قد مر من طرق عديدة، وهذه من الطرق التي ورد بها هذا الحديث، والكلام فيه كالكلام فيما تقدم: (من قام رمضان إيماناً)، أي: تصديقاً، واعتقاداً بما ورد فيه من الترغيب، ومن الفضل، واحتساباً، طلبا للأجر، والثواب من الله سبحانه وتعالى، (غفر له ما تقدم من ذنبه)، ومن المعلوم أن المغفرة في مثل هذا إنما هي للصغائر، وأما بالنسبة للكبائر، فإنه لا بد فيها من التوبة، والله تعالى يقول: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31]، أي: الصغائر، وكذلك ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام: (العمرة إلى العمرة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارةٌ لما بينهن ما اجتنبت الكبائر)، فالكبائر تحتاج إلى توبة يتوب الإنسان منها، و(التوبة تجب ما قبلها)، ومن تاب تاب الله عليه.

    وكذلك قوله: [(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)]، وهي ليلة من رمضان، بل هي ليلة من العشر الأواخر من رمضان، وهي داخلة تحت قيام الليل الذي مر (من قام رمضان إيماناً، واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، يدخل في ذلك ليلة القدر، لكنه نص عليها على سبيل الإفراد بعد أن كانت داخلة ضمن ليالي الشهر؛ للتنويه بشأنها، ولعظيم شأنها، وقد جاء بيان فضلها في القرآن الكريم، وأنها خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، وألف شهر تعادل ثلاثة وثمانين سنة، فهي تعادل عمراً طويلاً، وهذا يدل على عظم شأن هذه الليلة، وهي ليلة واحدة من ليالي شهر رمضان، بل من ليالي العشر الأواخر من رمضان.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً ...) من طريق ثالثة عشرة

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].

    هو الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    محمد بن هشام].

    هو ابن أبي خيرة، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي.

    أبو الأشعث].

    هو أحمد بن المقدام، وهو صدوق، أخرج له البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [واللفظ له].

    أي: لـأبي الأشعث الذي هو الأخير من الثلاثة؛ لأن للنسائي في هذا الحديث ثلاثة شيوخ، والأخير منهم هو: أبو الأشعث أحمد بن المقدام، واللفظ له، أي: اللفظ المسوق إنما هو لـأحمد بن المقدام، وأما الشيخان الأول والثاني، فهذا ليس لفظهما، ولكنه بالمعنى.

    [حدثنا خالد].

    هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن هشام].

    هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن يحيى].

    هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي سلمة].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، فقيه، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    حديث: (من قام شهر رمضان إيماناً واحتساباً ...) من طريق رابعة عشر وتراجم رجال إسنادها

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمود بن خالد عن مروان أخبرنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)].

    ثم أورد النسائي الحديث عن أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل الطريق السابقة يعني متنها هو نفس المتن.

    قوله: [أخبرنا محمود بن خالد].

    هو محمود بن خالد الدمشقي، وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن مروان].

    وهو ابن محمد الدمشقي، وهو ثقة، أخرج له أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [أخبرنا معاوية بن سلام].

    هو معاوية بن سلام الدمشقي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة].

    وقد تقدم ذكرهم.

    شرح حديث: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً ...) من طريق خامسة عشرة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا الفضل بن دكين أخبرنا نصر بن علي حدثني النضر بن شيبان: (أنه لقي أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال له: حدثني بأفضل شيءٍ سمعته يذكر في شهر رمضان؟ فقال أبو سلمة: حدثني عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه ذكر شهر رمضان ففضله على الشهور، وقال: من قام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ، والصواب: أبو سلمة عن أبي هريرة].

    أورد النسائي حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه، في رواية ابنه أبي سلمة عنه، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، وهذا لفظ آخر غير اللفظ المتقدم؛ لأن اللفظ المتقدم: (غفر له ما تقدم من ذنبه)، وهنا: (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).

    تراجم رجال إسناد حديث: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً ...) من طريق خامسة عشرة

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

    هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، فقيه، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، فإنه لم يخرج له شيئا.

    [عن الفضل بن دكين].

    هو أبو نعيم مشهور بكنيته، ويأتي باسمه كما هنا، ولكن أكثر ما يأتي ذكره بالكنية أبو نعيم، وهو من كبار شيوخ البخاري، وهنا يروي عنه النسائي بواسطة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وقد وصف بالتشيع، ولكن نقل الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح عن بعض العلماء عنه أنه قال: ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية. وهذا يدل على سلامته من التشيع؛ لأن سب معاوية، وشتم معاوية هذا من أسهل الأشياء عند الشيعة، بل حتى الزيدية الذين هم أهون الشيعة، وأخف من الرافضة بكثير، يتفقون معهم على سب معاوية، وإن كانوا لا يسبون الشيخين أبا بكر، وعمر، والرافضة يسبونهم، إلا أن معاوية سبه أمر مشترك بين هذه الفرق الضالة، وكلام أبي نعيم الفضل بن دكين الذي نقل عنه يدل على سلامته من التشيع؛ لأنه كونه يقول: ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية. يدل على سلامته؛ لأن الشيعة لا يسلمون من سب معاوية، ومن القدح في معاوية رضي الله تعالى عنه وأرضاه. وأبو نعيم الفضل بن دكين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن نصر بن علي].

    هو ابن صهبان الجهضمي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب السنن الأربعة، ويتفق معه في الاسم واسم الأب حفيده، نصر بن علي بن نصر بن علي الذي يأتي في شيوخ النسائي، فهو حفيد لهذا، يعني ابن ابن، واسمه مع اسم أبيه مكرر؛ لأنه نصر بن علي بن نصر بن علي، والذي معنا هو الجد، وأما الذي يأتي في شيوخ النسائي وغيره في طبقة متأخرة، فهو الحفيد نصر بن علي بن نصر بن علي.

    وقوله: [أنا] يعني أخبرنا، وعلى كلٍ بعض العلماء لا يفرق بين حدثنا وأخبرنا، ومنهم من يفرق بين حدثنا وأخبرنا، فيستعمل حدثنا في السماع وأخبرنا في العرض، والقراءة على الشيخ، ومنهم من يسوي بينهما، ويأتي بهما على حد سواء.

    [عن النضر بن شيبان].

    لين الحديث، وأخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.

    [عن أبي سلمة].

    وقد مر ذكره.

    [عن عبد الرحمن].

    هو عبد الرحمن بن عوف صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة في حديث واحد فسردهم فقال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وطلحة بن عبيد الله في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة)، سردهم في حديث واحد عشرة، ولهذا يقال لهم: العشرة المبشرون بالجنة، ولا يعني أنه لم يبشر بالجنة أكثر من العشرة، بل هناك غيرهم بشر، ومنهم بلال، والحسن، والحسين، وفاطمة، وثابت بن قيس بن شماس، وعكاشة بن محصن، وعدد كبير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشروا بالجنة، لكن أطلق لقب العشرة على هؤلاء العشرة؛ لأنهم بشروا بالجنة في حديث واحد، سردهم النبي صلى الله عليه وسلم واحداً واحداً، كل واحد منهم قال عنه على سبيل الخصوص: فلان في الجنة، وفلان في الجنة، حتى سرد العشرة، وكل واحد يقول: إنه من أهل الجنة، فقيل لهم: العشرة المبشرون بالجنة.

    ثم قال النسائي: [هذا خطأ، والصواب: عن أبي سلمة عن أبي هريرة]؛ لأن المحفوظ أن الحديث أو رواية أبي سلمة إنما يروي عن أبي هريرة، يعني هذا الحديث، ثم المتن فيه: (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، وهذا ليس متفقاً مع ما مر في الروايات التي تقدمت، والحديث ضعفه الشيخ الألباني، ولعله بسبب النضر بن شيبان.

    حديث: (من صامه وقامه إيماناً واحتساباً) من طريق سادسة عشرة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا القاسم بن الفضل حدثنا النضر بن شيبان عن أبي سلمة: فذكر مثله، وقال: (من صامه وقامه إيماناً واحتساباً)].

    ثم ذكر الحديث من طريق آخر وهو حديث عبد الرحمن بن عوف، وهو مثل ما تقدم، وإنما فيه: (من صامه وقامه إيماناً واحتساباً)، يعني: ذكر الصيام والقيام مع بعض.

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

    قد مر ذكره.

    [أخبرنا النضر بن شميل].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرنا القاسم بن الفضل].

    ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث: (... فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً ...) من طريق سابعة عشرة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك حدثنا أبو هشام حدثنا القاسم بن الفضل حدثنا النضر بن شيبان أنه قال: قلت لـأبي سلمة بن عبد الرحمن: حدثني بشيء سمعته من أبيك سمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليس بين أبيك وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد، في شهر رمضان، قال: نعم، حدثني أبي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامة إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)].

    أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم، إلا أن في أوله ذكر فرض الله عز وجل الصيام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم سن القيام، أي: رغب فيه، وحث عليه، كما مر في بعض الروايات: أنهم كان يرغبهم من غير عزيمة أمر فيه، بل هو يخاف، وكان يخشى أن يفرض عليهم، فلم يواصل بهم الصلاة، وقد صلى بهم عدة أيام في آخر الشهر، وترك خشية أن يفرض عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فهو سنة من السنن المستحبة التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من هديه عليه الصلاة والسلام، ولكنه ليس واجباً، وإنما هو مستحب.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً ...) من طريق سابعة عشرة

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك].

    هو المخرمي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثنا أبو هشام].

    هو المغيرة بن سلمة، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقا، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، ما خرج له الترمذي، ولا البخاري في الأصل، وإنما خرج له في التعاليق.

    [عن القاسم بن الفضل عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن عبد الرحمن].

    وقد مر ذكر هؤلاء الأربعة.

    والطرق الثلاث كلها تدور على النضر بن شيبان، وهو لين الحديث كما قال الحافظ ابن حجر.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088791835

    عدد مرات الحفظ

    779071164