إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - تابع صوم النبي بأبي هو وأمي - باب ذكر الاختلاف على عطاء في خبر صوم النبي

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - تابع صوم النبي بأبي هو وأمي - باب ذكر الاختلاف على عطاء في خبر صوم النبيللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بيّن الشرع الحكيم كيف كان صوم النبي عليه الصلاة والسلام وهو صيام الإثنين والخميس، أو ثلاثة أيام من كل شهر، ونهى عن صيام الدهر أو صيام الأبد.

    شرح حديث: (كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم الإثنين والخميس) من طريق خامسة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [صوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأبي هو وأمي

    أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عاصم عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم الإثنين والخميس)].

    فهذا الحديث -حديث عائشة- فيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الإثنين والخميس، وقد مرت جملة من الأحاديث في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس، وهذا من جملة الأحاديث، وهو دال على فضل صيام هذين اليومين، وقد مر في بعض الأحاديث أن الأعمال ترفع فيهما، فيقول صلى الله عليه وسلم: (إنه يحب أن يعرض عمله وهو صائم) صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم الإثنين والخميس) من طريق خامسة

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد].

    إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود في المراسيل، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا يحيى بن اليمان].

    صدوق يخطئ كثيراً، وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن سفيان].

    هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، فقيه، حجة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عاصم].

    هو عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود، وهو صدوق، له أوهام، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن المسيب بن رافع].

    ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سواء الخزاعي].

    سواء الخزاعي، أخرج حديثه أبو داود والنسائي.

    [عن عائشة].

    أم المؤمنين رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    شرح حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين والخميس...) من طريق سادسة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني أبو بكر بن علي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن سواء عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: الإثنين والخميس من هذه الجمعة، والإثنين من المقبلة)].

    أورد النسائي حديث أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر: الإثنين والخميس من هذه الجمعة، والإثنين من الجمعة المقبلة. والمراد بالجمعة: الأسبوع، الإثنين والخميس من الجمعة أي: من الأسبوع، ثم الأسبوع الثاني يصوم منه الإثنين، ويطلق على الأسبوع جمعة، كما يطلق عليه سبت، وكما جاء في الحديث: (فما رأينا الشمس سبتاً)، أي: أسبوعاً، وهنا الجمعة يراد بها الأسبوع، فكان عليه الصلاة والسلام يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وكان يتحرى الإثنين والخميس، فيصوم الإثنين والخميس من جمعة الأسبوع، ومن الأسبوع الثاني يصوم الاثنين منه، وهو دال على فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، والحسنة بعشرة أمثالها، وهو مثل صيام الدهر؛ لأن اليوم عن عشرة أيام، فإذا صام من كل شهر ثلاثة أيام فيكون كأنه صام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وهو أيضاً دال على استحباب صيام الإثنين والخميس، وتحري الإثنين والخميس، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى من صيامه هذين اليومين.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين والخميس) من طريق سادسة

    قوله: [أخبرني أبو بكر بن علي].

    هو أحمد بن علي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا أبي نصر التمار].

    هو عبد الملك بن عبد العزيز، اسمه واسم أبيه مثل ابن جريج، وهذا عبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم والنسائي.

    [حدثنا حماد بن سلمة].

    هو حماد بن سلمة بن دينار البصري، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن عاصم عن سواء].

    وقد مر ذكرهما.

    [عن أم سلمة].

    هي أم المؤمنين، هند بنت أبي أمية، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (كان رسول الله يصوم من كل شهر يوم الخميس ويوم الإثنين...) من طريق سابعة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق أنبأنا النضر أنبأنا حماد عن عاصم بن أبي النجود عن سواء عن حفصة رضي الله عنها، أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم من كل شهرٍ يوم الخميس ويوم الإثنين، ومن الجمعة الثانية يوم الإثنين)].

    أورد النسائي حديث حفصة، وهو مثل حديث أم سلمة: [(كان يصوم من كل شهر الخميس والإثنين، ومن الجمعة الثانية الإثنين)]، أي: أسبوع يصوم منه إثنين وخميس، وأسبوع يصوم منه إثنين، فيصوم من أسبوع إثنين وخميس ثم من الأسبوع الثاني الذي يليه يصوم الإثنين، وهو مثل حديث أم سلمة المتقدم.

    تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله يصوم من كل شهر يوم الخميس ويوم الإثنين...) من طريق سابعة

    قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].

    هو زكريا بن يحيى السجزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [حدثنا إسحاق].

    هو ابن إبراهيم الحنظلي بن راهويه، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [أنبأنا النضر].

    هو النضر بن شميل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أنبأنا حماد عن عاصم].

    حماد، هو ابن سلمة، عن عاصم، وهو ابن أبي النجود.

    [عن سواء عن حفصة].

    سواء مر ذكره وحفصة وهي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (كان رسول الله إذا أخذ مضجعه... وكان يصوم الإثنين والخميس ...) من طريق ثامنة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار حدثنا حسين عن زائدة عن عاصم عن المسيب عن حفصة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أخذ مضجعه جعل كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وكان يصوم الإثنين والخميس)].

    أورد النسائي حديث حفصة، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا اضطجع وضع كفه اليمنى تحت خده، أي: ينام على جنبه الأيمن، ويضع يده اليمنى تحت خده عليه الصلاة والسلام، وكان يصوم الإثنين والخميس، وهذا المقصود من إيراد الحديث، كونه يصوم الإثنين والخميس، هذا من هديه عليه الصلاة والسلام، أنه يصوم الإثنين والخميس.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا أخذ مضجعه... وكان يصوم الإثنين والخميس...) من طريق ثامنة

    قوله: [أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار].

    ثقة، أخرج حديثه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.

    [حدثنا حسين].

    هو حسين بن علي الجعفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن زائدة].

    هو زائدة بن قدامة الثقفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عاصم عن المسيب عن حفصة].

    وقد مر ذكرهم.

    شرح حديث: (كان رسول الله يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال أبي: أخبرنا أبو حمزة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر، وقلما يفطر يوم الجمعة)].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن مسعود: [(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر)]، أي: من أوائل الشهر، [(وقلما كان يفطر يوم الجمعة)]، ولعل المقصود من ذلك: أنه كان يصومه مع غيره؛ لأنه جاء عنه عليه الصلاة والسلام النهي عن إفراده بالصوم، وأنه يصام معه يوم قبله ويوم بعده، كما جاء في ذلك أحاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها حديث جويرية أم المؤمنين في صحيح البخاري: (أن النبي عليه الصلاة والسلام دخل عليها وهي صائمةٌ يوم الجمعة فقال: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أتريدين أن تصومي غداً؟ قالت: لا، قال: فأفطري)، فدل هذا على أن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه لا يفرد الجمعة بالصوم، وأنه يصام ومعه غيره، وما جاء في هذا الحديث أنه قلما كان يفطر يوم الجمعة، أي: أنه كان يصوم معه غيره، أي: الخميس أو السبت، وغالباً ما يكون الخميس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الخميس.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر...)

    قوله: [أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق].

    ثقة، أخرج حديثه الترمذي والنسائي، يروي عن أبيه، وأبوه ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرنا أبو حمزة].

    هو محمد بن ميمون السكري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. أبو حمزة محمد بن ميمون السكري.

    [عن عاصم].

    هو ابن أبي النجود، وقد مر.

    [عن زر].

    هو ابن حبيش، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله بن مسعود الهذلي].

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد الفقهاء المعروفين في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (أمرني رسول الله ... وصيام ثلاثة أيام من الشهر)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة عن رجل عن الأسود بن هلال عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بركعتي الضحى، وأن لا أنام إلا على وتر، وصيام ثلاثة أيام من الشهر)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة المتعلق بقول أبي هريرة: [(أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أنام على وتر)]، وهذا الحديث هو من قوله صلى الله عليه وآله وسلم وليس من فعله، والترجمة تتعلق بفضل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا يتعلق بأمره، وقد مر أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فهو يفعل ذلك، ويأمر بذلك، ويرشد إلى ذلك، وجاء هذا الحديث في الصحيحين عن أبي هريرة يقول: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام)، وجاء من حديث أبي الدرداء في صحيح مسلم: (أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث: ركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أوتر قبل أن أرقد)، فصيام ثلاثة أيام من كل شهر جاء من قوله ومن فعله ومن حثه وترغيبه؛ لأنه أوصى أبا هريرة أبا الدرداء بأن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر، واجتمع فيه أمره وقوله، وكما قلت: الترجمة هي في صوم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي ليس فيها التنصيص على صوم الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنما فيها التوصية، ولكن الأحاديث التي مرت فيها أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وصيام ثلاثة أيام من كل شهر)

    قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].

    هو زكريا بن يحيى السجزي، وهو ثقة أخرج له النسائي وحده.

    [حدثنا أبو كامل].

    هو فضيل بن حسين الجحدري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثنا أبو عوانة].

    هو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وهو ثقة، متقن، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عاصم بن بهدلة عن رجل عن الأسود بن هلال].

    عاصم بن بهدلة عن رجل، والرجل هذا غير مسمى.. مبهم، لكن الحديث ورد في الصحيحين عن أبي هريرة وفيه هذه الأمور الثلاثة، فالحديث صحيح، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة وهو مشتمل على هذه الأمور الثلاثة.

    والأسود بن هلال، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق رضي الله عنه وأرضاه.

    شرح حديث ابن عباس: (ما علمت النبي صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم، أي شهر رمضان ويوم عاشوراء)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا سفيان عن عبيد الله: أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما: (وسئل عن صيام عاشوراء؟ قال: ما علمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم، أي: شهر رمضان، ويوم عاشوراء)].

    أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: (ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم صام يوماً يتحرى صيامه لفضله إلا شهر رمضان، وعاشوراء)، أي: هذا اليوم الذي هو عاشوراء، ورمضان فرض، وعاشوراء من آكد صيام التطوع.

    تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس: (ما علمت النبي صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم، أي شهر رمضان ويوم عاشوراء)

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا سفيان].

    هو ابن عيينة المكي، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبيد الله].

    هو عبيد الله بن أبي يزيد المكي، وهو ثقة، كثير الحديث، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [أنه سمع ابن عباس].

    ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    وهذا الإسناد من رباعيات النسائي؛ لأنه من أعلى الأسانيد عنده؛ لأن بين النسائي وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام، أربعة أشخاص: قتيبة، وسفيان بن عيينة، وعبيد الله بن أبي يزيد، وابن عباس، أربعة أشخاص، وهذا من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأنه ليس عنده ثلاثيات، وما عنده إلا الرباعيات، وهذا منها.

    شرح حديث معاوية: (سمعت رسول الله يقول في هذا اليوم: إني صائم فمن شاء أن يصوم فليصم)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة عن سفيان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: سمعت معاوية رضي الله عنه يوم عاشوراء وهو على المنبر يقول: (يا أهل المدينة! أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في هذا اليوم: إني صائم، فمن شاء أن يصوم فليصم)].

    أورد النسائي حديث معاوية رضي الله عنه المتعلق بيوم عاشوراء، وأنه قال: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم يقول: (إني صائم، فمن شاء أن يصوم فليصم)، أي: هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إني صائم، فمن شاء أن يصوم فليصم)، وهذا يدل على فضل صيام هذا اليوم الذي هو يوم عاشوراء، وقول معاوية رضي الله عنه: (أين علماؤكم؟)، لأنه قد بلغه أن فيهم من يتكلم في صيام هذا اليوم إما بكراهة أو بإيجاب، فأراد أن يبين السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أنه أراد (أين علماؤكم؟)، أي: لا يعلمونكم السنن، ولا يبينون لكم ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

    تراجم رجال إسناد حديث معاوية: (سمعت رسول الله يقول في هذا اليوم: إني صائم فمن شاء أن يصوم فليصم)

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    وقد مر ذكره.

    [عن سفيان].

    هو ابن عيينة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، وهو ثقة، فقيه، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن حميد بن عبد الرحمن].

    هو حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [أن قال: سمعت معاوية].

    هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (أن النبي كان يصوم يوم عاشوراء...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني زكريا بن يحيى حدثنا شيبان حدثنا أبو عوانة عن الحر بن صياح عن هنيدة بن خالد عن امرأته أنها قالت: حدثتني بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم عاشوراء، وتسعاً من ذي الحجة، وثلاثة أيام من الشهر، أول إثنين من الشهر وخميسين)].

    أورد النسائي حديث بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في بعض الطرق أنها أم سلمة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم عاشوراء، وتسعاً من ذي الحجة، وثلاثة أيام من الشهر، أول إثنين من الشهر وخميسين)، (أول إثنين)، أي من الشهر، (وخميسين)، وهذا يفيد بأنه في بعض الأحيان يفعل هذا، ويفعل ما تقدم إثنين وخميس وإثنين، وهنا إثنين وخميسين، وقد تقدم أنه كان يصوم إثنين وخميس، ثم من الجمعة الثانية يوم الإثنين، فهذا يفيد أنه أحياناً يفعل كذا، وأحياناً يفعل كذا، وفيه صيام تسعة ذي الحجة، وهي التسع الأولى التي لها شأن عظيم وفضل؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنها: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)، والحديث في صحيح البخاري، وهنا فيه أن من الأعمال التي تعمل في تلك العشر أن تصام التسع التي آخرها يوم عرفة، وكذلك فيه صيام عاشوراء وقد مر في بعض الأحاديث.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان يصوم يوم عاشوراء...)

    قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].

    زكريا بن يحيى السجزي، مر ذكره.

    [حدثنا شيبان].

    هو شيبان بن فروخ، وهو صدوق يهم، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي، وهو من شيوخ مسلم.

    [حدثنا أبي عوانة].

    هو أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، مر ذكره.

    [عن الحر بن صياح].

    ثقة، أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي.

    [عن هنيدة بن خالد].

    معدود في الصحابة، وحديثه أخرجه أبو داود والنسائي.

    [عن امرأته].

    لا يعرف اسمها كما قال الحافظ ابن حجر، وهي صحابية، أخرج حديثها أبو داود، والنسائي، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء في بعض الروايات: أنها أم سلمة، وقد مر ذكرها. وعلى هذا فالحديث من رواية ثلاثة من الصحابة: هنيدة، وزوجته، وأم المؤمنين أم سلمة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088801031

    عدد مرات الحفظ

    779127303