إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الزكاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الزكاة - (باب تفسير المسكين) إلى (باب الصدقة على اليتيم)

شرح سنن النسائي - كتاب الزكاة - (باب تفسير المسكين) إلى (باب الصدقة على اليتيم)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المسكين الحق هو المتعفف عن سؤال الناس، وهو الذي ينبغي الحرص على معرفته والتصدق عليه، وإن من الأمور غير اللائقة بالفقير أن يكون مختالاً مزهواً بنفسه مع فقره، فهذا ذمه الله تعالى ولا يكلمه يوم القيامة، وهناك أصناف من الناس المحتاجين الذين حث الشرع على التصدق عليهم كالأرامل واليتامى والمحتمل حمالة قوم لأجل إصلاح ذات بينهم، والمؤلفة قلوبهم.

    شرح حديث: (ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ تفسير المسكين.

    أخبرنا علي بن حجر أنبأنا إسماعيل أخبرنا شريك عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، إن المسكين المتعفف، اقرءوا إن شئتم: لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً [البقرة:273] ) ].

    ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: تفسير المسكين، يعني: من هو المسكين حقاً؛ لأن الحديث فيه تفسير المسكين حقاً، وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، إن المسكين المتعفف الذي لا يسأل ولا يفطن له فيتصدق عليه ) كما جاء مبيناً في الرواية الأخرى والأحاديث الأخرى، هذا هو المسكين حقاً، المسكين حقاً ذلك الذي يكون شديد الحاجة ويكون متعففاً ولا يمد يده، ولا يفطن له فيتصدق عليه، هذا هو المسكين حقاً، وذاك مسكين لكن ليس هو المسكين حقاً، يعني: ذاك المحتاج الذي يمد يده لا يقال أنه ليس مسكيناً، وإنما الذي نفي عنه المسكنة الحق الأشد؛ لأن هذا يحصل شيئاً يأكله، وأما هذا جالس في بيته متعفف ولا يسأل، فيكون شديد الحاجة ومع ذلك لا يمد يده، فهذا هو المسكين حقاً، وذاك مسكين لكن ليس هو المسكين حقاً، فهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ( ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) يعني: معناه هذا هو الواصل حقاً، وذاك ليس واصلاً حقاً وإن كان هذا شيء طيب وهي المكافأة والمقابلة بالمثل، وكذلك أيضاً ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب ) يعني: لا يعني أن القوي ليس بشديد، الذي هو قوي في جسده وفي قوته وفي مغالبته ومصارعته هو قوي شديد، لكن الشديد حقاً هو الذي يملك نفسه عند الغضب، فهذا نفي ليس معنى ذلك أن الذي ينفى عنه لا يكون متصفاً بذلك الوصف، بل أنه ليس متصفاً به على التمام والكمال، وإنما الذي يتصف به على التمام والكمال هو الذي يأتي فيما بعد في الإثبات؛ لأن الجملة تأتي فيها نفي وإثبات، والنفي هو ليس للنفي المطلق بل لنفي الوصف الكامل، والإثبات إنما هو للوصف الكامل.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان...)

    قوله: [ أخبرنا علي بن حجر ].

    هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي ، ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

    [ أنبأنا إسماعيل ].

    هو ابن علية إسماعيل بن جعفر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن شريك ].

    هو شريك بن عبد الله بن أبي نمر، وهو صدوق، يخطئ، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، فإنه لم يخرج له في السنن ولكنه خرج له في الشمائل.

    [ عن عطاء بن يسار ].

    وقد مر ذكره.

    [ عن أبي هريرة ].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق.

    وفي آخر الحديث ذكر الآية: لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً [البقرة:273].

    لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً [البقرة:273] وهذه ذكرها الشيخ الألباني أنه شاذ بهذه الزيادة.

    شرح حديث: (ليس المسكين بهذا الطواف...) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس، ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، قالوا: فما المسكين؟ قال: الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس) ].

    يقول النسائي رحمه الله: تفسير المسكين، والمراد من هذه التراجم: المسكين حقاً الذي يستحق أن تدفع له الزكاة وأن تعطى له الصدقات، والفقير والمسكين هما صنفان من الأصناف الثمانية الذين جاء ذكرهم في سورة التوبة: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ [التوبة:60]، فهؤلاء ثمانية أصناف، أولهم: الفقراء والمساكين، وقد قال أهل العلم: إن الفقير والمسكين من الألفاظ التي إذا جمع بينها في الذكر فرق المعنى، وإذا انفرد أحدهما عن الآخر فإنه يتسع للجميع، وعلى هذا فإن المسكين والفقير إذا جاء ذكرهما في موضع واحد؛ فيفسر الفقير بأنه الذي ليس عنده شيء أصلاً، والمسكين الذي عنده شيء ولكنه لا يكفيه، وإذا انفرد أحدهما عن الآخر دخل فيه الجميع، كما في قوله في حديث معاذ بن جبل: ( فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم )، فهنا جاء ذكر الفقير ليس معه المسكين، ويكون معناه شاملاً لمن لا يجد شيئاً أصلاً ولمن يجد ما لا يكفيه، والتراجم التي معنا وقد أورد تحتها النسائي الأحاديث فيها بيان المسكين حقاً، وقال عليه الصلاة والسلام: ( ليس المسكين بذاك الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال: الذي ليس عنده غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس ) هذا هو المسكين حقاً.

    وليس معنى قوله: ( ليس المسكين بذاك الطواف ) أن الطواف الذي يمد للناس ليس مسكيناً، بل هو مسكين، ولكن ليس هو المسكين حقاً؛ لأن هذا يحصل شيئاً يأكله؛ لأنه يمد يده، لكن الذي يتعفف وليس عنده شيء، ولا يمد يده ولا يفطن له فيتصدق عليه، هذا هو المسكين حقاً الذي ينبغي أن يحرص على معرفته، وأن توصل إليه الزكاة والصدقة.

    ومثل هذا الكلام الذي جاء في هذا الحديث في قوله: (ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان، وإنما المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه)، مثله ما جاء في بعض الأحاديث: ( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )، الذي عنده القوة والشجاعة وغلبة الناس عند المصارعة هو شديد، لكن ليس هذا هو الشديد حقاً، الشديد حقاً هو الذي يملك نفسه عند الغضب، ومثله أيضاً ما جاء في الحديث: ( ليس الصيام بالإمساك عن الأكل والشرب، وإنما الإمساك عن اللغو والرفث )، يعني: أن هذا هو الصيام حقاً الذي يمسك عن اللغو والرفث، وإن كان الإمساك عن الأكل والشرب أيضاً إمساكاً، وهو الصيام، والذي لو أكل الإنسان أفطر، ولكن الصيام حقاً هو الصيام عن اللغو والرفث، ومثل قوله عليه الصلاة والسلام: ( ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها )، ومثله أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام: ( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال عليه الصلاة والسلام: المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وحج، ويأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى عليه، أخذ من سيئاته فطرح عليه، ثم طرح في النار )، هذا هو المفلس حقاً مفلس الآخرة، ومفلس الدنيا مفلس أيضاً؛ الذي ما عنده شيء يقال له: مفلس.

    ولهذا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم قالوا: المفلس من لا درهم له ولا متاع، والرسول صلى الله عليه وسلم أراد المفلس حقاً الذي هو المفلس في الآخرة، الذي يأتي وعنده حسنات، ولكن آذى الناس، وتعدى على الناس، فيؤخذ للذين آذاهم واعتدى عليهم من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى عليه أخذ من سيئاتهم فطرح عليه، ثم طرح في النار، هذا هو المفلس حقاً، وإن كان الذي ليس عنده درهم ولا متاع يقال له: مفلس، لكن هذا هو المفلس حقاً.

    إذاً: هذه الأحاديث هي من هذا الباب: نفي الشيء على الحقيقة والكمال، وإثباته على الحقيقة والكمال في أمر آخر، ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان، هو مسكين في الحقيقة لكن ليس هو المسكين حقاً؛ لأن هذا يمد يده يحصل شيئاً يأكله، ما يموت من الجوع؛ لأن الناس يعطونه، وهو يمد يده، لكن الذي يتعفف ولا يمد يده ولا يقوم ويسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه هذا هو المسكين حقاً الذي ينبغي أن يحرص على معرفته حتى توصل إليه الزكاة، وحتى توصل إليه الصدقات.

    تراجم رجال إسناد حديث: ( ليس المسكين بهذا الطواف...) من طريق ثانية

    قوله: [ أخبرنا قتيبة ].

    هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني ، ثقة، ثبت، وبغلان قرية من قرى بلخ، وبلخ هي إحدى المدن الرئيسية في خراسان، وهي أربع: بلخ وهرات ونيسابور، والرابعة مرو، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن مالك ].

    هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، وهو أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وقد قال عنه الحافظ ابن حجر : هو رأس المتقنين، وكبير المثبتين، فهو في القمة في الثقة والعدالة وفي الحديث والفقه رحمة الله عليه، وهو أحد أفراد السلسلة الذهبية عند البخاري، وهي: مالك عن نافع عن ابن عمر، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    وقتيبة بن سعيد يروي عن مالك، ومالك متقدم؛ لأنه توفي سنة 179هـ، وقتيبة عاش تسعين سنة؛ لأنه ولد سنة 150 هـ ومات سنة 240هـ، فعمره تسعون سنة، ولهذا مع كونه متأخراً إلا أنه أدرك المتقدمين؛ لأنه من المعمرين.

    [ عن أبي الزناد ].

    هو عبد الله بن ذكوان المدني، وأبو الزناد لقب على صفة الكنية، وكنيته أبو عبد الرحمن، ولكنه اشتهر بلقب أبي الزناد الذي هو لقب على صيغة الكنية، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ الأعرج ].

    هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بلقبه الأعرج ، ولهذا يأتي ذكره أحياناً بلقبه وأحياناً باسمه ونسبته، ومعرفة ألقاب المحدثين فائدتها عند المحدثين: أن لا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر مرة باسمه ومرة بلقبه؛ فإن من لا يعرف أن هذا اللقب هو لصاحب هذا الاسم فإنه يظن أن عبد الرحمن بن هرمز شخص، وأن الأعرج شخص آخر، لكن من عرف أن عبد الرحمن بن هرمز لقبه الأعرج فإذا جاء الأعرج في إسناد كما هنا، أو جاء عبد الرحمن بن هرمز في إسناد آخر، فلا يلتبس على من لا يعرف ذلك؛ لأن هذا لقب لصاحب هذا الاسم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبي هريرة ].

    عبد الرحمن بن صخر الدوسي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحابه حديثاً على الإطلاق، والسبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثرهم أبو هريرة، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر، وأنس، وأم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين، فهؤلاء السبعة عرفوا بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

    شرح حديث: (ليس المسكين بهذا الطواف...) من طريق ثالثة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا نصر بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، والتمرة والتمرتان، قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟! قال الذي لا يجد غنى، ولا يعلم الناس حاجته فيتصدق عليه ) ].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مشتمل على ما اشتملت عليه الطريقة السابقة في بيان المسكين حقاً، وأنه الذي ليس الذي ترده الأكلة والأكلتان، والمراد بالأكلة: اللقمة واللقمتان، الأكلة والأكلتان، والتمرة والتمرتان، فالمراد بالأكلة هي اللقمة، فهي مثل اللقمة التي جاءت في الرواية السابقة، والكلام عليه كالكلام في اللفظ السابق في الرواية السابقة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ليس المسكين بهذا الطواف...) من طريق ثالثة

    قوله: [ أخبرنا نصر بن علي ].

    هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، يعني: اسمه واسم أبيه يوافق اسم جده وجد أبيه، نصر بن علي بن نصر بن علي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ حدثنا عبد الأعلى ].

    هو ابن عبد الأعلى البصري ، وهو ثقة أيضاً أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ حدثنا معمر ].

    هو معمر بن راشد الأزدي البصري ثم اليماني، وهو ثقة، أيضاً أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن الزهري ].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، وهو ثقة، فقيه، من صغار التابعين، مكثر من رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبي سلمة ].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة المشهورين في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم؛ لأن الفقهاء فقهاء المدينة السبعة المشهورين بهذا اللقب فيهم ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال، قيل: أبو سلمة الذي معنا هذا، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأما الستة المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة، فهم: سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام وخارجة بن زيد بن ثابت وسليمان بن يسار والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال، أحد الأقوال الثلاثة أن السابع منهم هذا الذي معنا في الإسناد، وهو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

    [ عن أبي هريرة ].

    وقد مر ذكره.

    شرح حديث: (إن لم تجدي شيئاً تعطينه إياه إلا ظلفاً محرقاً فادفعيه إليه)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد رضي الله عنهما -وكانت ممن بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئاً أعطيه إياه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لم تجدي شيئاً تعطينه إياه إلا ظلفاً محرقاً فادفعيه إليه ) ].

    أورد النسائي حديث أم بجيد حواء ، صحابية بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سألته: إن المسكين يقف على بابها ولم تجد ما تعطيه شيئاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشدها إلى أن لا ترده بدون شيء، ولو كان ذلك نزراً يسيراً جداً، ولو كان ظلفاً محرقاً، والظلف هو: للغنم والبقر، كالخف للبعير، وكالحافر للفرس، والحمير، يقال: حافر، ويقال: خف، ويقال: ظلف، فالظلف هو للبقر والغنم، والمقصود من ذلك: هذا هو الذي رأس اليدين أو الرجلين، وما يعلق به من الشيء الذي ليس له أهمية، ولكنه ينفع لمن هو محتاج إليه.

    والحديث فيه بيان المسكين، وهو أن من يطوف بالأبواب يقال له: مسكين؛ لأن هذا سائل يقف في الباب يسأل، والنسائي أورد الحديث تحت تفسير المسكين، فهو مسكين، ولكن ليس هو المسكين حقاً، بل المسكين حقاً هو الذي بينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: ( إنما المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس )، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد أم بجيد أنها لا ترد السائل بدون شيء ولو أن تعطيه شيئاً يسيراً، ولو كان ظلفاً محرقاً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إن لم تجدي شيئاً تعطينه إياه إلا ظلفاً محرقاً فادفعيه إليه)

    قوله: [ أخبرنا قتيبة ].

    هو قتيبة بن سعيد، وقد مر ذكره.

    [ عن الليث ].

    هو ابن سعد المصري، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن سعيد بن أبي سعيد ].

    هو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن عبد الرحمن بن بجيد ].

    معدود في الصحابة، وحديثه أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.

    [ عن جدته ].

    هي أم بجيد، واسمها حواء، وهي صحابية بايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثها أخرجه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي.

    وليس لها إلا هذا الحديث الواحد، وليس لها شيء في البخاري ولا مسلم ولا عند ابن ماجه، ولها عند أبي داود والترمذي والنسائي هذا الحديث الواحد، فما يأتي ذكرها مرة أخرى في غير هذا الموضع في غير هذا الحديث؛ لأن هذا هو الحديث الوحيد لها في هذه الكتب.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088794400

    عدد مرات الحفظ

    779086518