إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الأشربة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الأشربة - (باب الرواية في المدمنين في الخمر) إلى (باب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر)

شرح سنن النسائي - كتاب الأشربة - (باب الرواية في المدمنين في الخمر) إلى (باب ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب السكر)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حرمة الخمر، وحذر من شربها، كما بين أنه لا يدخل الجنة مدمن خمر، ومن المعلوم أن نفي دخول الجنة للعاصي ليس المقصود به عدم دخولها أبداً.

    شرح حديث: (لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ الرواية في المدمنين في الخمر.

    قال: أخبرنا محمد بن بشار عن محمد قال: حدثنا شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن نبيط عن جابان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( لا يدخل الجنة منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر ) ].

    يقول النسائي رحمه الله: الرواية في المدمنين الخمر.

    المدمن للخمر هو: الذي يداوم أو مستمر أو مفتون بها، بحيث يشربها باستمرار، هذا هو المدمن للخمر، والرواية أي: ما ورد من الوعيد الشديد في حق من يكون كذلك، وقد أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما: ( لا يدخل الجنة منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر )، فهذا الحديث فيه إثم هؤلاء الثلاثة، وعظيم جرمهم، وأنهم لا يدخلون الجنة، ومن المعلوم أن نفي دخول الجنة في المعاصي ليس المقصود به عدم دخولها أبداً؛ لأن من كان من أهل الإيمان ومن أهل التوحيد وماتوا على ذلك، فإنه لابد وأن يدخل الجنة، ولو دخل النار ومكث فيها ما شاء الله أن يمكث فإنه لابد من خروجه من النار ودخوله الجنة.

    ولكن الذنوب الكبيرة إذا استحلها الإنسان أو ما علم من دين الإسلام بالضرورة واستحله الإنسان فإنه يكفر باستحلاله، ومن يكون كذلك لا يدخل الجنة؛ لأن من يكون كافراً لا يدخل الجنة، ولكن من كان غير مستحل فإن نفي دخوله الجنة ليس نفياً مؤبداً، وإنما هو نفي لفترة معينة وهي المدة التي شاء الله عز وجل أن يعذب فيها في النار، ثم يدخل الجنة بعد ذلك؛ لأن كل من مات على التوحيد وعنده ذنوب وكبائر وشاء الله عز وجل دخوله النار، فإنه لابد من خروجه من النار ولابد أن يدخل الجنة، وعلى هذا فيكون لا يدخلها مع أول من يدخلها إذا شاء الله عز وجل أن يعذب، وإن تجاوز الله عنه وعفا عنه فإنه يدخل الجنة بفضله وكرمه سبحانه وتعالى.

    والمنان هو الذي يمن بما أعطى، وكلمة (منان) هي للمبالغة، يعني: أن من شأنه ذلك ومن صفته ذلك، والعاق هو العاق لوالديه، ومدمن الخمر هو المداوم على شربها والملازم لشربها، فإن هؤلاء الثلاثة عقوبتهم عظيمة وذنبهم كبير كما جاء ذلك في هذا الحديث وغيره من الأحاديث الكثيرة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر)

    قوله:[ أخبرنا محمد بن بشار] .

    محمد بن بشار، هو: الملقب بندار ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا محمد ].

    هو: ابن جعفر، الملقب غندر ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن شعبة ].

    هو: شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن منصور] .

    هو: منصور بن المعتمر ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن سالم بن أبي الجعد ].

    سالم بن أبي الجعد ، وهو ثقة يرسل كثيراً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن نبيط ].

    نبيط، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [ عن جابان ].

    جابان، وهو مقبول أيضاً، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [ عن عبد الله بن عمرو ].

    هو: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، وهو صحابي جليل، أحد العبادلة الأربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    والحديث فيه مقبولان، ولكن الحديث له شواهد، وقد جاء له شواهد، فهو حديث ثابت.

    شرح حديث: (من شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها .. لم يشربها في الآخرة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن حماد بن زيد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( من شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة ) ].

    أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: ( من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها لم يشربها في الآخرة )، يعني: أنه مات غير تائب، ومن تاب تاب الله عليه؛ لأن (من تاب من الذنب كمن لا ذنب)، وإنما العقوبة هذه لمن لم يتب، (من شرب الخمر ثم مات ولم يتب منها لم يشربها في الآخرة)، يعني: يعاقب بأنه لا يشربها في الآخرة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (من شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها ... لم يشربها في الآخرة)

    قوله: [أخبرنا سويد ].

    هو: سويد بن نصر المروزي ، ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي .

    [أخبرنا عبد الله ].

    هو: ابن المبارك المروزي، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا حماد بن زيد ].

    حماد بن زيد ، وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أيوب ].

    هو: أيوب بن أبي تميمة السختياني ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن نافع ].

    وهو: مولى ابن عمر ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله بن عمر].

    هو: عبد الله بن عمر الخطاب رضي الله عنهما، أحد العبادلة الأربعة من الصحابة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    حديث ابن عمر: (من شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يشربها في الآخرة) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يحيى بن درست حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( من شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يشربها في الآخرة ) ].

    أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله.

    قوله:[ أخبرنا يحيى بن درست ].

    يحيى بن درست ، هو ثقة أخرج حديثه الترمذي والنسائي وابن ماجه.

    [حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر] .

    وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

    أثر الضحاك: (من مات مدمناً للخمر نضح في وجهه بالحميم حين يفارق الدنيا) وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن الحسن بن يحيى عن الضحاك أنه قال:( من مات مدمناً للخمر نضح في وجهه بالحميم حين يفارق الدنيا ].

    أورد النسائي هذا الأثر عن الضحاك هو ابن مزاحم قال: (من مات مدمناً للخمر نضح في وجهه بالحميم حين يفارق الدنيا).

    يعني: هذا أثر عن الضحاك بن مزاحم، ويقال له المقطوع؛ لأن ما انتهى سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال له مرفوع، وما انتهى إلى الصحابي قيل له: موقوف، وما انتهى إلى التابعي أو من دونه قيل له: مقطوع.

    ومثل ذلك: إذا جاء عن صحابي يكون له حكم الرفع، لكن ما جاء عن التابعين ومن دونهم لا يكون كذلك، ويمكن أن يكون هذا أخذه من بعض الكتب المتقدمة، أو رواه عن غيره، لكن مثل هذه الأمور الغيبية لا تثبت إلا بالدليل، ومن المعلوم أن كلام غير الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الذي له حكم الرفع لا يعتبر ثابتاً، ويعتقد ما يقتضيه بناءً على قول من دون الصحابة مما يكون له حكم الرفع، فهذا فيه زجر وفيه كلام شديد في حق من يكون شارباً للخمر ومدمناً لها، ويمكن أن يكون ذلك أخذه من بعض الكتب السابقة، أو مما اطلع عليه مأثوراً عن المتقدمين، ومن حيث الثبوت لا يثبت مثل ذلك ولا يقال: إن هذا ثابت.

    قوله: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن الحسن بن يحيى ].

    سويد وعبد الله مر ذكرهما، والحسن بن يحيى ، مقبول أخرج حديثه النسائي .

    [ عن الضحاك ].

    هو: الضحاك بن مزاحم ، وهو صدوق أخرج له أصحاب السنن الأربعة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088794898

    عدد مرات الحفظ

    779088641