إسلام ويب

مختصر صحيح مسلم - كتاب الجنائز للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله سبحانه وتعالى كتب الموت على الناس جميعاً، لذا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر وأنه لا ينبغي النياحة على الميت ولا ضرب الخدود وشق الجيوب، وأخبر أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وحث على تحسين كفن الميت والإسراع بالجنازة، والصلاة عليها، ونهى النساء عن اتباعها، وقد نسخ القيام لها.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل.

    أما بعد:

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ باب: البكاء على الميت.

    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، و عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فلما دخل عليه وجده في غشية فقال: أقد قضى؟ قالوا: لا يا رسول الله. فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا، فقال: ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم)].

    هذا الحديث متفق عليه.

    وله هذا الحديث فيه فوائد:

    شرط جواز تحدث الإنسان عن مرضه

    الفائدة الأولى: أنه لا بأس أن يتحدث الإنسان عن مرضه إذا كان ذلك من باب الخبر، شريطة ألا يظهر منه الجزع، وهو قوله: اشتكى سعد بن عبادة فـسعد بن عبادة تحدث عن حاله، ورغبة النبي صلى الله عليه وسلم في زيارته.

    ويستحب للإنسان أن يبادر في الزيارة، وألا يتعذر بالمعاذير؛ لأن الطوارق والمشاغل كثيرة.

    ما يعذب الله به في الحزن على الميت وما لا يعذب به

    الفائدة الثانية: أن دمع العين، وحزن القلب، وضيق الصدر لا يعذب الله سبحانه وتعالى بها عبده، وإنما يعذبه بصوته، أو يرحمه، فإذا أخرج صوتاً مثل النياحة فهذا هو الممنوع، وعلى هذا فإذا حصل منه نشيج من غير إرادته فإنه معذور، أما أن يرفع صوته بالعويل والصراخ فهذا لا يشرع ولا يجوز، وقال بعض العلماء: إلا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، استدلالاً بفعل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فإنها قالت: ( واكرب أباه! فقال: ليس على أبيك كرب بعد اليوم )، ولم ينهها عن ذلك، وهذا له وجه، وأما حديث النسائي : ( ما من مسلم يبكي على قريب له إلا وملكان يلهزانه يقولان: أكنت كما قيل ) فهذا في حق غير النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ما من مصيبة إلا ومصيبة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم منها.

    فالذين يبكون من غير صوت لا يعذبون، وأما الذي يبكي بصوت فإنه ممنوع، وقد كان الإمام أحمد في مرض موته يئن، فدخل عليه أحد طلاب العلم فقال: يا أبا عبد الله حدثنا فلان عن فلان أن طاوساً قال: الأنين توجع قال: فسكت عن الأنين مع شدة ألمه، وهذا من محبته للأثر، ولو لم يكن مرفوعاً أو موقوفاً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088783502

    عدد مرات الحفظ

    779007705