إسلام ويب

كتاب منهج السالكين - كتاب البيوع [6]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جاءت الشريعة لحفظ الضرورات الخمس، ومنها حفظ المال، فشرعت الحجر على المالك في ملكه لأسباب كلها ترجع إلى حفظ المال، والحجر على الشخص إما لأجل الحفاظ على حقه كالحجر على الصبي أو المجنون وغيرهما، وإما أن يكون لأجل حق غيره كمن لزمه دين عجز عن سداده فيحجر على ماله ثم يقسم على غرمائه، ويقدم من وجد ماله عنده بعينه أو له عنده رهن.
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل. وبعد:

    وصلنا إلى باب الحجر لفلس أو غيره.

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب الحجر لفلس أو غيره.

    ومن له الحق فعليه أن ينظر المعسر، وينبغي له أن ييسر على الموسر، ومن عليه الحق فعليه الوفاء كاملاً بالقدر والصفات، قال صلى الله عليه وسلم: ( مطل الغني ظلم، وإذا أحيل بدينه على مليء فليحتل )، متفق عليه، وهذا من المياسرة، فالمليء: هو القادر على الوفاء الذي ليس مماطلاً ويمكن تحضيره لمجلس الحكم].

    يقول المؤلف: (باب الحجر)، الحجر في اللغة: التضييق والحبس والمنع أيضاً، ولذا سمي العقل حجراً؛ لأنه يمنع صاحبه من التصرف بما لا يليق.

    وأما في الاصطلاح: فهو منع الإنسان من التصرف في ماله.

    والحجر ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، ففي الكتاب قال الرب عز وجل: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ [النساء:5].

    وأما من السنة: فقد جاء في بعض الروايات (أن النبي صلى الله عليه وسلم حجر على معاذ ماله بسبب دينه)، وهذا الحديث مشتهر عند الفقهاء وهو حديث ضعيف، إلا أن السنة ثابتة على أن الإنسان ينبغي له أن يتصرف بمال الصبي، أو بمال اليتيم بالحسنى، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه سلم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088796285

    عدد مرات الحفظ

    779097522