إسلام ويب

كتاب منهج السالكين - كتاب البيوع [10]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أجاز الإسلام للمسلم أن يحيي الأرض الموات وملكه إياها بذلك، وجعل للإحياء أموراً يعرف بها، ومن حاول إحياء أرض موات ثم ترك فهو أحق بها إلا أن يعجز؛ فإن عجز صارت مشاعة بين المسلمين أيهم أحياها فهو أحق بها.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    يقول المؤلف رحمه الله تعالى: [ باب إحياء الموات, وهي الأرض الداثرة التي لا يعلم لها مالك، فمن أحياها بحائط أو حفر بئر, أو إجراء ماء إليها, أو منع ما لا تزرع معه, ملكها بجميع ما فيها إلا المعادن الظاهرة؛ لحديث ابن عمر : ( من أحيا أرضاً ليست لأحد فهو أحق بها ), رواه البخاري.

    وإذا تحجر مواتاً بأن أدار حولها أحجاراً، أو حفر بئراً لم يصل إلى مائها، أو أقطع أرضاً فهو أحق بها, ولا يملكها حتى يحييها بما تقدم ].

    قول المؤلف: (باب إحياء الموات)، عرف المؤلف إحياء الموات على تعريف علماء اللغة, فقال: ( وهي الأرض الداثرة ), وفي نسخة: (وهي الأرض البائرة التي لا يعلم لها مالك).

    ويعرفها الفقهاء بقولهم: هي الأرض المنفكة عن الاختصاص وعن ملك معصوم.

    وقولهم: المنفكة عن الاختصاصات كمسيل الماء, فهذا مختص لعامة الناس, كذلك المكان الذي فيه مرعى, تعرفون الفيضة؟ الفيضة هذه لا يجوز أن يقوم شخص ويقول: أنا أحييت، لماذا؟ لأنها عامة للناس؛ ولأن فيها منفعة لعامة الناس, أو يحجرها, كل ذلك لا يجوز؛ لأن هذا أكل لأموال المسلمين بالباطل، وكذلك لا يجوز أن يحيي أرضاً فيها حطب؛ لأن هذا الحطب فيه منفعة لعامة الناس, فلا بد أن تكون الأرض مواتاً, وليس فيها بئر لأحد, فإذا كان فيها بئر لأحد وإن لم يعلم, فلا يجوز أن يحييها؛ لأنها لأناس, فيجوز أن يأتي أصحابها فيدعونها, فلا بد أن تكون هذه الأرض بائرة داثرة, ليس فيها أثر لملك أحد.

    فإذا ثبت هذا فلا بد أيضاً -والمؤلف لم يشر إلى هذا- أن لا تكون هذه الأرض قريبة من العامرة؛ لأن ما كان قريباً من عامر القرية فسوف ينتفع فيه أهل البلد,؛ لأنها تتعلق بها مصالح الناس, كالطرق والمسيل, ومطرح القمامة, وملقى التراب, أو ملقى الآلات, فالقريب لا ينبغي إحياؤه كما أشار إلى ذلك المالكية, والواقع أن بعض الناس يقوم بإحياء الأراضي القريبة من البلد, وبمجرد مرور خمس سنوات تقريباً يصل الناس إلى هذه الأرض, وهذا لا ينبغي.

    ثم إن الإحياء المقصود به في كل بلد على حسب عرفهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( من أحيا أرضاً ), والإحياء يختلف من بلد لآخر, هذا الذي يظهر، والله تبارك وتعالى أعلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3088793296

    عدد مرات الحفظ

    779082008