إسلام ويب

برنامج يستفتونك - أحكام المسح على الجوربللشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المسح على الجوربين من المسائل المختلف فيها، والراجح جوازه، ومن أحكامها أن الشرع حدد لها مدة المسح، يوماً وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر، وتبدأ المدة من أول مسح بعد الحدث.
    المقدم: الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، أما بعد:

    فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم إلى لقاءٍ جديد من لقاءات برنامجكم الإفتائي المباشر يستفتونك ها هو ذا يطل عليكم من جديد، ربما هي الإطلالة الأخيرة في هذا الأسبوع عبر شاشتكم الرسالة.

    أرحب بكم وبمتابعتكم وأسئلتكم الثرية التي هي الوقود الحقيقي لمثل هذه الحلقات، أيضاً مرحباً في الوقت ذاته باسمكم وباسم فريق العمل بصاحب الفضيلة ضيف البرنامج، والذي سيتولى مشكوراً مأجوراً التوضيح والبيان لموضوع هذه الحلقة، ومن ثم التكرم بالإجابة عن أسئلتكم واستفساراتكم، أرحب باسمكم وباسم فريق العمل بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أهلا بكم.

    الشيخ: حياك الله يا شيخ ناصر ! وحيا الله المشاهدين والمشاهدات.

    المقدم: حيا الله شيخنا الكريم، وحياكم الله، وحيا الله متابعتكم، والشكر لكم بادئ هذه الحلقة، وكل حلقة على تجشمكم والبقاء معنا طيلة دقائقها، وأرجو أن نمضي وإياكم في هذه الروضة من رياض الجنة، ولننهل أيضاً من المعين العذب لهذه الأمة وهو القرآن والسنة، وأحكام الشريعة الغراء.

    مشاهدينا الكرام، مشاهداتي الكريمات! الكثير منكم يلومنا بأننا لا نواكب بعض ما تمر به الأمة، والأمة الآن تمر بموجات برد في شتى أقطارها، مصحوبة بأمطار نسأل الله عز وجل أن ينفع بها، يبدر هنا سؤال من المشاهدين والمشاهدات، هل من إطلالات وإضاءات حول مسائل وأحكام البرد؟

    الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.

    إن شدة البرد نوع من فيح جهنم، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اشتكت النار إلى ربها، فأذن الله سبحانه وتعالى لها بنفسين: نفس في الشتاء، فهو أشد ما تجدون من الزمهرير ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر )، وهذا يدل على أن الإنسان إذا وجد شدة البرد فعليه أن يسأل الله سبحانه وتعالى العافية والسلامة، وأن يقيه شر هذا البرد.

    من المعلوم أن الإنسان قد تخفى عليه كثير من الأحكام التي ربما يعيشها بين الفينة والأخرى، والتي تتعلق بفصل الشتاء، من ذلك المسح على الخفين.

    من المعلوم أن المسح على الخفين شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة، بل قال أهل العلم: إن المسح على الخفين من شعائر أهل السنة والجماعة؛ ولذا جعلوها في باب العقائد، ويخطئ كثير من العامة رجالاً كانوا أو نساءً حينما يقع في قلوبهم في المسح على الخفين، ولا ينبغي لهم أن يصنعوا ذلك.

    المفاضلة بين المسح على الخفين وغسل الرجلين

    اختلف العلماء أيهما أفضل للإنسان أن يمسح على خفيه، أم أن يغسل رجليه؟ على ثلاثة أقوال، والصحيح وهو اختيار أبي العباس بن تيمية رحمه الله، ورواية عن الإمام أحمد : أن الأفضل في حق الإنسان وقت أداء الوضوء ما كان عليه حال الرجلين، فإن كان حال الرجلين هو عدم لبس الخفين أو الجوارب، فإن الأفضل في حقه أن يغسل، وإن كان حال الرجلين وقت الوضوء لبس الخفين أو الجوارب، فإن الأفضل في حقه المسح، هذا هو الذي يظهر، والله تبارك وتعالى أعلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتقصد المسح بمعنى: أنه لم يكن يتقصد لبس الخفين ليمسح، ولم يكن يتقصد أن يخلعهما ليغسل رجليه، وعلى هذا فالذي يظهر والله أعلم هو هذا القول.

    المسح على الجوارب

    من المسائل التي ينبغي أن تعرف أنه يجوز للإنسان أن يمسح على الجوارب، وسواء كانت مخرقة أو غير مخرقة إلا أن المخرق متى ما أمكن السير عليه، وسمي جورباً، فلا بأس أن يمسح عليه، وهذا القول هو رواية عند الإمام أحمد ، وهو مذهب سفيان الثوري ، واختيار أبي العباس بن تيمية رحمه الله، وعلى هذا فيجوز للإنسان أن يمسح على الخفين.

    ومن المعلوم أن الحنابلة هم الذين يجوزون لبس الجوارب، والمسح عليهما، وأما الحنفية والمالكية والشافعية فلا يجوزون، والصحيح جواز ذلك، فقد جاء عن صحابة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يمسحون، وفي حديث ثوبان: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جوز المسح على التساخين )، وهذا الحديث وإن كان في سنده ضعف، إلا أن عليه العمل عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.

    ابتداء مدة المسح على الخفين

    ويبدأ الإنسان مدة المسح من أول مسح بعد حدث، ومعنى من أول مسح بعد حدث أن يتوضأ فيغسل رجليه، ثم يلبس خفيه، أو جوربيه، وبعد ذلك إذا أحدث فإن الجمهور يقولون: يبدأ مدة المسح من أول حدث بعد اللبس، والصحيح أنه من أول مسح بعد حدث، فإذا أحدث فلا تبدأ مدة المسح، فإن مسح أول مسح يعقب حدثاً، فإنه يبدأ مدة المسح يوماً وليلة، يعني: أربعاً وعشرين ساعة، فإذا بدأ بالمسح، فإن له أن يمسح إلى أربعٍ وعشرين ساعة، هذا هو الذي يظهر، والله تبارك وتعالى أعلم، لما روى أهل السنن و أحمد من حديث أبي بكرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوماً وليلة، إذا تطهر فلبس خفيه فمسح عليهما )، وهذا يدل على أن العبرة بالمسح، والله أعلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088510126

    عدد مرات الحفظ

    777034349