إسلام ويب

البطاقات البنكيةللشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد اتسعت دائرة التعامل المالي في العصر الحديث، فكان من ذلك ما هو مباح، وما هو حرام يجب البعد عنه، ومن الصور الحديثة في التعامل المالي: بطاقات الائتمان المغطاة وغير المغطاة، وهذه لها أحكامها وخصائصها التي ينبغي علمها لمن يتعامل بها حتى لا يقع في المحظور.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً, اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً يا كريم, اللهم اجعلنا لك شاكرين, لك ذاكرين لك راهبين, أواهين منيبين, اللهم تقبل توباتنا واغسل حوباتنا وثبت حجاتنا واسلل سخيمة قلوبنا, وبعد: أحبتي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    سنذكر اليوم مسائل يحسن لطالب العلم أن يفهمها.

    المسألة الأولى: هي أن مبادلة المالين إذا لم يكونا من جنسين مختلفين فالأصل التساوي ويحرم التفاضل والنَساء, وعليه فإذا أردت أن تبيع ألفين وخمسمائة ريال سعودي ببطاقة الجوازات فيشترط التساوي، فبعض الناس يجلس عند البنك, ينتظر الصرف, فالجوازات أخرجت بطائق مثل الكروت على فئات: فئة ألف أو فئة مائة أو فئة خمسين, فإذا أراد أن يجدد مثلاً جوازه قيل له: ادفع للجوازات ثلاثمائة, فيخرج ثلاث بطاقات من فئة مائة من البنك, والبنك يعطيه الثلاث البطاقات فيذهب إلى الجوازات, ويعطيهم الثلاث البطاقات هذه, فكأنه سدد ثلاثمائة, المشاهد أن بعض الناس يذهب فيشتري دفتراً كاملاً فئة مائة, ويربح عليه عشرين ريالاً يقول: لأجل الانتظار, فيبيع لك فئة مائة بمائة وعشرة أو بمائة وعشرين, هذه العملية الحكومة جعلت هذه الفئة كأنها مال, ولا عبرة بوجود المال هذا الذي يسمونه ريالاً بهذه الصورة, والعبرة بما تقوم به الدول وتجعل له علاقة بالمال, يقول مالك رحمه الله عندما تحدثنا عن أن العلة في المال: الذهب والفضة الثمنية قال: ولو أن حاكماً أو والياً أمر بجلد من غنم, ثم سكه -يعني: ضربه- يجري فيه الربا, وبالتالي فالبطاقات هذه من ذلك, قد تقول: هو يأخذ حق الانتظار, فنقول: إذا كان لأجل الانتظار فإنه يعطي عمولة الانتظار, وعمولة الانتظار لا أثر لها بين قلة المال وكثرته, فلو قال شخص: أنا أنتظر, لو تجلس تنتظر تجلس ساعتين, أقول: ما عندي مانع, أعطيك قيمة الانتظار, لكن تعطيني ألفاً أو تعطيني مائة كلها قيمة الانتظار وهي واحدة؛ ولهذا صدر قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق من منظمة المؤتمر الإسلامي أن خدمات القروض ينظر فيها, فإن كانت الخدمة لأجل القرض خدمة فعلية تقدر بالعمل فلا بأس في ذلك, وإن كان لها علاقة بالمال قلة وكثرة فإن ذلك محرم.

    أخذ عمولة على إيصال المال إلى بلد آخر

    والمثال على ذلك: جاء شخص وقال لك: أنا أسافر إلى الشام وأنت لك أهل في الشام, وقال: عندي الآن عملة ليرة أعطيك إياها في الرياض وتعطيني ورقة لأستلمها في سوريا, يعني: ليرة يدفعها لزيد على أن يعطيه ورقة ليأخذها في سوريا بالليرة, قال له: لما تصنع ذاك؟ قال: أريد أن أذهب بسيارتي وأخاف اللصوص, قال: كم ستعطيني؟ قال: أعطيك مليون ريال, وتسلم لي مليوناً, قال: لا يا أخي! أنا مثلك أخاف, ولكن كل مبلغ سآخذ عليه اثنين ونصفاً بالمائة, والمليون فيه خمسة وعشرون ألفاً, والعشرة آلاف فيها مائتان وخمسون، والمائة ألف فيها مائتان وخمسون, فهذا نقول: لا يجوز؛ لأنه لم يأخذ المبلغ لأجل العمل, بل أخذه لأجل قرض المال, أو المال المقترض, أما لو قال: أريد أن آخذ على هذا فائدة لأجل أتعابي قلنا: لا بأس, وصحيح أن قلة المال وكثرته له أثر في مشقة نقله وتحوله, مثاله: لو جاءك شخص وقال لك: أريد خمسين ريالاً قرضاً, تفتح جيبك تعطيه خمسين ريالاً, وبيتك في الخرج قال لك: أريد عشرة آلاف ريال الآن يوم الخميس العصر فأنا محتاج, ولا يوجد بنوك، ولا عندك آلة صرف تسحب عشرة آلاف, يمكن عندك آله صرف تسحب خمسة وصرفت، بقي لك خمسة عشر, قال لك: سأذهب إلى الخرج وآتي, لكن أعطني قروشاً مدى ذهابي وإيابي، فهذا يجوز؛ لأن هذه الزيادة لم تتعلق بالقرض وإنما تعلقت بالعمل, لو قال لك: كل الذي تريد موجود لكن سآخذ عليك واحداً بالمائة, فهذا قرض وفيه شبهة؛ ولهذا أرى أن صندوق الصناعي حينما يقرض بعض الشركات الصناعية يقول: لا آخذ فائدة, لكني آخذ اثنين بالمائة لأجل العمل, أرى أنه لا ينبغي أن يأخذ اثنين بالمائة, بل يأخذ مبلغاً مقطوعاً لأجل العمل، فهو يأخذ اثنين بالمائة لأجل القرض فمثلاً: مليار يأخذ اثنين بالمائة, أو مائة مليون يأخذ اثنين بالمائة, لأجل متابعة وتفعيل القرض الذي أخذ منه، فهل عملت المنشأة أو المؤسسة أو الشركة المساهمة بهذا القرض على النحو الذي طلبته؟ يقول: فالمتابعة هذه تحتاج مبلغاً من المال يأخذونه مقطوعاً, هذه إن شاء الله ما في بأس؛ لأنه سوف يكلف هذا الصندوق موظفين يتابعون العمل, لكن الشأن في اثنين بالمائة, وهذه مسألة خلافية بعضهم لا يرى بأساً بها، وأرى أنها فيها شبهة, وعليه فينبغي أن نعرف في الشركات المساهمة حينما نقول: شركة نقية لا يعني: أنها لا تتعامل بالمشتبه, وأنا قلت مراراً: إنه لا ينبغي أن نقول: نقية, بل نقول: المباحة, الشركات المباحة؛ لأن كلمة نقية تعني أنه لابد أن تكون الشركة كاسمها نقية لا غبش فيها، وهذا لا يوجد في الواقع, فغالب الشركات الصناعة أو البتروكيماوية التي تسمى نقية غالبها قد اقترضت قرضاً صناعياً وفي هذا إشكال, أما لو طلبنا أن تكون نقية بهذا المفهوم فلا أظنه تسلم شركة من ذلك, فلا يوجد إلا واحدة أو اثنتان أو لا يوجد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088537123

    عدد مرات الحفظ

    777192864