إسلام ويب

الروض المربع - كتاب الصلاة [58]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من نعم المولى سبحانه على عباده أن سن لهم أعمالاً تطوعية يكمل بها ما نقص من فرائضهم وواجباتهم، وآكد هذه التطوعات الجهاد في سبيل الله، ثم الإنفاق فيه، ثم طلب العلم ثم الصلاة، على أن الأولى أن يقال: إن أفضل التطوعات تختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، وبعد:

    فقد قال المؤلف رحمه الله: [ باب صلاة التطوع وأوقات النهي. والتطوع لغة: فعل الطاعة، وشرعاً: طاعة غير واجبة، وأفضل ما يتطوع به الجهاد، ثم التفقه فيه، ثم العلم تعلمه وتعليمه من حديث وفقه وتفسير ثم الصلاة ].

    قول المؤلف: (باب صلاة التطوع) من باب إضافة الشيء إلى نوعه، فالصلاة جنس ذوات أنواع، فمن أنواعها صلاة الكسوف والاستسقاء، والتراويح والوتر وغير ذلك مما ذكره المؤلف، والتطوع كما ذكره المؤلف (لغة: فعل الطاعة، وشرعاً: طاعة غير واجبة) وهي طاعة أمر الشارع بها لا على وجه الإلزام.

    وقد جاءت أحاديث في فضل كثرة الطاعة من الصلاة ونحوها، كما جاء عند الإمام أحمد وغيره من حديث أبي أمامة ومن حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الصلاة خير موضوع، فمن شاء فليستكثر، ومن شاء فليستقل )، وهذا الحديث حسنه الألباني ، وهو قد جاء من طريقين:

    من طريق أبي أمامة ، وفي سنده علي بن يزيد الألهاني الذي يرويه عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة ، وهذه السلسلة أنكرها كثير من الأئمة كـيحيى بن معين وغيره.

    وكذلك جاء من طريق أبي ذر ، وفي سنده أبو عمرو الدمشقي وفيه ضعف، وجاء من وجه آخر من حديث أبي ذر ، ولا يصح الحديث.

    ومن المعلوم أن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة، كما جاء ذلك في الحديث الذي رواه الإمام أحمد من طريق حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، فإن كانت تامة كتبت تامة، وإن كانت ناقصة قال الله: انظروا لعبدي هل له من تطوع فتكمل به فريضته؟ وكذلك سائر الأعمال ) وفي رواية: ( وكذلك الزكاة وفي سائر الأعمال )، يعني: أن سائر الأعمال المفروضة من صلاة وصيام وزكاة وحج إذا كانت عبادته الفرض قد نقصت، فإن عبادته التطوعية تكمل بها الفرض، وأنا ذكرت هذا الحديث بهذا الإسناد؛ لأنه أحسن شيء في هذا الباب، وإلا فقد جاءت طرق من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد أكثر الإمام النسائي في المجتبى من رواية هذا الحديث مما يدل على صحته، والله تبارك وتعالى أعلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088545259

    عدد مرات الحفظ

    777238139