إسلام ويب

عمدة الفقه - كتاب الحج [13]للشيخ : عبد الله بن ناصر السلمي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • للحج أركان وواجبات وسنن، فمن واجباته المبيت بمزدلفة ليلة العيد إلى أن يصلي الحاج صلاة الفجر ثم يقف عند المشعر الحرام حتى يسفر جداً، إلا النساء والضعفة فإنهم يبيتون إلى منتصف ليلة العيد ولهم أن يدفعوا إلى منى بعد منتصف الليل.
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    نظراً لكون هذه الحلقة أتت بعد فريضة الحج ولا شك أنه قد تحصل بعض التساؤلات التي يحتاج الناس إلى إجابتها فأرحب بتواصلهم بداية من بداية الحلقة، وسأعرضها بإذن الله عز وجل في ثنايا الشرح.

    أرحب بالجميع وعلى بركة الله عز وجل نبدأ درسنا، وإذا كان هناك تواصل فسيكون عن طريق الموقع، عبر أرقام الهواتف التي ستعرض على الشاشة بين الفينة والأخرى، فمرحباً بكم وأترككم مع ضيفنا الدكتور: عبد الله .

    الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً يا كريم! اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك أواهين منيبين، اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، واسلل سخيمة قلوبنا، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين يا رب العالمين.

    العود أحمد إن شاء الله، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم علينا نعمه وأن يبارك لنا في القول والعمل وأن يخلص لنا النية والسريرة إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

    وها نحن قد عدنا من بعد أداء فريضة من أعظم فرائض الله سبحانه وتعالى وهي فريضة الحج، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أهمية هذا الحج كما سبق أن ذكرنا ذلك، وبين النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي أهميته وفضله, بقوله صلى الله عليه وسلم ( من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )، ومن حج فهنيئاً له، ولكن نقول: أتبع السيئة الحسنة تمحها، فإتباع الحسنة الحسنة دليل على قبول العمل، وقد كان السلف رضي الله عنهم أجمعين يرون أن إتباع الحسنة الحسنة بمثلها دليل على قبول العمل، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يهنئون الذي أدى العبادة وأقبل على الله سبحانه وتعالى، كما كان ابن مسعود يقول في آخر رمضان: أيها المقبول هنيئاً لك، أيها المحروم جبر الله مصيبتك، فأهنئ كل من أدى عبادة الله سبحانه وتعالى في الحج، وأقول: لا تتكل على عملك هذا، وأقبل على الله سبحانه وتعالى، واعلم أن استمرارك على الطاعة والعبادة دليل على القبول، وكم هو جميل أن تقبل على قراءة القرآن وعلى أداء الصلاة بأول أوقاتها وأن تدع قول الزور، وأن تدع الغيبة والنميمة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في الحج كما في حديث أسامة بن شريك الذي رواه الدارقطني و أبو داود و ابن حبان و ابن خزيمة و البيهقي وغيرهم كثير وكثير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حينما سئل عن الحج: ( لا حرج لا حرج إلا على مسلم أخذ من عرض أخيه المسلم )، فدل ذلك على أن أعراض المسلمين من الأهمية بمكان.

    وبداية كم أحزننا وكم آلم قلوبنا وأقض مضاجعنا ما سمعناه وشاهدناه من الحملة المسمومة على سيد البشر نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي يفرحنا أن الله سبحانه وتعالى قد كفاه بقوله: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر:95]، وقد غطت قناة المجد مشكورة هذا الحدث بما لا مزيد عليه، ولكن من باب الذكرى ومن باب المشاركة أحببنا أن نذكر هذا، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم عنا لغني، ولكننا من باب أداء الواجب ومن باب أن نحظى بالدفاع عن الحبيب عليه الصلاة والسلام كانت هذه الوقفة.

    وقفنا أحبتي الكرام إلى قول المؤلف: [ فإذا وصل مزدلفة صلى المغرب والعشاء قبل حط الرحال يجمع بينهما ]،

    فلتتفضل يا شيخ اقرأ. ‏

    حكم نشر الصور المسيئة للرسول بحجة الدفاع عنه

    المقدم: يا شيخ عبد الله إذا أذنت لي قبل أن أدخل إلى المتن. فيما يتعلق يا شيخ بمسألة النصرة، رأينا حقيقة ما يسرنا جميعاً وهو نصرة المسلمين لرسولهم، لكن أخشى يا شيخ أن في بعض التغطيات الإعلامية غير المجد، سواء كانت مقروءة أو مرئية، وقعنا في خطأ من غير قصد، وهو أن الإخوة من باب الغيرة أظهروا هذه الصور، فوقعنا في المحظورين:

    المحظور الأول: أنهم وسعوا دائرة الانتشار، يعني أن بعض الأفراد لم يرها إلا من خلال الإنكار.

    الأمر الآخر يا شيخ وهو الأخطر وأتمنى أنكم تنبهون عليه: أنه قد يترتب على هذه الصور ارتباط ذهني، فعندما يذكر صلى الله عليه وسلم يحصل في العقل ما يسمى بالارتباط الذهني فحبذا يا شيخ لو نبهتم عليها.

    الشيخ: على كل حال بالنسبة لهذه المسألة فإن الإخوة في قناة المجد ذكروا أنهم استفتوا سماحة المفتي في ذكر هذه الصور، فسماحة المفتي من باب إطلاع المشاهدين على هذا الأمر ذكر أن هذا لا بأس به، لكن ينبغي على القول بهذا القول أو عدمه ألا نتوسع في هذا الأمر، وإن كنت أحب ألا تظهر هذه الصورة المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم لأمور:

    الأمر الأول: دع الناس يعيشون بجو لا يعرفون ما مداه؛ لأن بعض الناس قصير الهمة، ضعيف النظر، فربما إذا نظر إلى هذه الصور قال: كل هذه الحملة لأجل هذه الصور، فهو لا يستشعر عاقبة هذا الأمر.

    النقطة الثانية: أن بعض الناس ضعيف الإدراك فإذا اطلع على هذه الصور تجد أنه كلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ارتكزت في ذهنه هذه الصور وهذا خطير، ولهذا أحب ألا تنتشر هذه الصور بل يذكر للناس هذا الأمر بتصوير كلامي أرى أن هذا أفضل، وبقاء كلام النبي صلى الله عليه وسلم أرحم وأوجب من تصور الناس على أن يفعلوا أو لا يفعلوا؛ لأننا نقول: إنه يجب عليك إذا سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم سب أو انتهك عرضه أن تدافع عنه أياً كان هذا السب والانتهاك، ولا يلزم أن تسمعه شعراً كان أو غير ذلك، ولله در معاذ بن معوذ حينما قال لـعبد الرحمن بن عوف : يا عم! هل تعرف أبا جهل ؟ قال: وما شأنك به؟ قال: سمعت أنه يسب الرسول صلى الله عليه وسلم، ووالله لئن لاقيته لا يفارق سوادي سواده حتى يكون الأعجل منا، فهذا يدل على أن الإنسان إذا سمع أنه يسب الرسول صلى الله عليه وسلم، فينبغي عليه ألا يتوسع ويبحث عن هذه الصور؛ لأنه ربما يترتب في ذهنه بعض الأشياء، ويكفي الناس أنهم سمعوا ما فيه الكفاية.

    توجيه لمن يستهين بسنة رسول الله من المسلمين

    الشيخ: ولكن هناك نقطة مهمة، وهو أننا نرى أن الناس تتفاعل مع هذا الأمر، وهذا أمر جميل ويشكرون عليه، وهو واجب، وهو أقل ما نفعله لنبينا صلى الله عليه وسلم، لكن يجب أن نعرف أن هؤلاء كفار، والخطأ منهم وهذا ليس بمستغرب، لكن الغريب والعجيب أننا نجد من أبناء جلدتنا وممن يتسمى بالإسلام حينما لا يسب الرسول صلى الله عليه وسلم ولا ينتهك عرضه، ولكن يترك سنته عليه الصلاة والسلام، وربما انتهك حرمات الله سبحانه وتعالى فإذا أنكرت عليه في تركه سنة النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هذه لها زمانها وليس لها زماننا، وقد ذكر أهل العلم في قول الله تعالى: لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ [الحجرات:2]، قالوا: هذا في حياته وبعد مماته.

    وتجد بعضهم ترك العمل بسنته صلى الله عليه وسلم، ولهذا يجب أن نعرف أن كل مستهزئ بدين الله سبحانه وتعالى أو بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو داخل في هذا الأمر، وإن كان يحزننا فعل هؤلاء إلا أنهم كفار، ولكن الحزن أعظم حينما يكونون من أبناء جلدتنا ومن المسلمين الذين يتسمون بالإسلام.

    مواد ذات صلة

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088546051

    عدد مرات الحفظ

    777244293