إسلام ويب

التعليق على كتاب الفوز الكبير في أصول التفسير [6]للشيخ : مساعد الطيار

  •  التفريغ النصي الكامل
  • القرآن له أسلوب فريد أبهر الفصحاء، وأعجز البلغاء، فتكراره لا يمل فهو إما للتأسيس أو التثبيت، وترتيبه على مقتضى حكمة الله، وأسلوبه ليس على أوزان العرب وقوافيهم، بل له نظم لا يشبهه كلام أحد من الخلق. وللقرآن معجزات أخرى كالتشريع وغيره، ولكن المعجزة المتحدى بها هي نظم القرآن وأسلوبه.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ الفصل الثالث: فوائد مهمة:

    إن سألوا: لم تكررت مطالب الفنون الخمسة في القرآن العظيم؟ ولم لم يكتف بموضع واحد؟ قلنا: الذي نريد إفادته للسامع ينقسم إلى قسمين:

    الأول: أن يكون المقصود هناك مجرد تعليم ما لا يعلم، فالمخاطب لم يكن عالماً بالحكم، وما كان ذهنه مدركاً له فيعلم ذلك المجهول باستماع الكلام، ويصير المجهول معلوماً.

    والثاني: أن يكون المقصود استحضار صورة ذلك العلم في المدركة؛ ليتلذذ به لذةً تامة، وتفنى القوى القلبية والإدراكية في ذلك العلم، ويغلب القوى كلها، حتى تنصبغ بذلك العلم كما نكرر أحياناً بيت شعر علمناه، وندرك منه لذةً في كل مرة، ونحب التكرار لتلك اللذة، والقرآن العظيم أراد من قسمي الإفادة بالنسبة إلى كل واحد من مطالب الفنون الخمسة تعليم ما لا يعلم بالنسبة إلى الجاهل، وصبغ النفوس بتلك العلوم من التكرار بالنسبة إلى العالم، إلا أن أكثر مباحث الأحكام لم يحصل تكرارها؛ لأن الإفادة الثانية غير مطلوبة فيها، ولذا أمر بتكرار التلاوة في الشريعة ولم يكتف بمجرد الفهم، ولكن الفرق أنه وقع في أكثر الأحوال تكرار تلك المسائل بعبارة جديدة، وأسلوب غريب، ليكون أوقع في النفس، وألذ في الأذهان دون التكرار بلفظ واحد، والذهن يخوض في صورة اختلاف التعبيرات، وتغاير الأسلوب، ويتعمق الخاطر بأسره ].

    الحكمة من التكرار في القرآن الكريم

    هذا الفصل الثالث ذكره فيما يتعلق بظاهرة التكرار في القرآن. ومن المباحث المهمة فيما يتعلق بظاهرة التكرار في القرآن، وقد أشار المؤلف إلى طرف منها أن يبحث ما هي الأشياء التي وقع التكرار فيها، وما هي الأشياء التي لم يقع التكرار فيها، على حسب العلوم الخمسة التي ذكرها المؤلف، أو على حسب عموم أنواع المعلومات يمكن أن نعرف ما الذي وقع فيه التكرار، وما الذي لم يقع، فعلى سبيل المثال هل الأحكام بحاجة إلى تكرار؟ بمعنى وهل كرر حكم اللعان؟ وهل كرر حكم الطلاق بأنواع المعروفة؟ وهل كرر حكم الصيام؟ وهكذا، فهناك بعض الأحكام نجد أنه قد كررها مرةً بعد مرة، مثل إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وبعض الأحكام لم يذكرها إلا مرةً واحدة، وفي القصص نجد أن بعض القصص قد كررها أكثر من مرة، وبعضها لم يذكرها إلا مرةً واحدة.. وهكذا.

    فالمقصد هو النظر الموضوعي في أسرار التكرار وعدم التكرار في الموضوعات الجملية، أو في الموضوعات التفصيلية، ولا شك أن هذا مبني على كون هذا صادراً عن الحكيم سبحانه وتعالى، فلا بد أن يكون التكرار عن حكمة، وعدم التكرار أيضاً عن حكمة، فهذا مناط البحث فيما يتعلق بقضية التكرار.

    وذكر فيما يتعلق بالغرض الذي يكون عند المتكلم في حال التكرار وعدمه، وذكر أنه ينقسم إلى قسمين: أنه ما يكون القصد منه التعليم لما لا يعلم السامع وتلقينه.

    والثاني: أن يكون المراد استحضار صورة العلم في قوته المدركة، بمعنى أنه يعلم لكن نريد أن يستحضر العلم مرةً أخرى، أما الأول فسيكتفى بذكر الأمر مرةً واحدة، وفي الثاني أنه سيعاد على المتعلم مرة بعد مرة، والقرآن لا يخرج عن أن يكون إما من القسم الأول، وإما من القسم الثاني على حسب ما ذكر المؤلف.

    فإذاً المبحث الذي يمكن أن نبحثه في هذا هو النظر في الموضوعات التي وقع فيها تكرار، والتي لم يقع فيها تكرار، ثم النظر في أسرار التكرار وعدمه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087780672

    عدد مرات الحفظ

    773980633