إسلام ويب

تفسير سورة الأنعام - الآيات [111-114]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يخبر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن الكفار المعاندين لن يؤمنوا حتى لو نزلت إليهم الملائكة وكلمهم الموتى، وأن كفرهم بسبب جهلهم، وأن كل الأنبياء لهم أعداء من الإنس والجن، وأن هذه العداوة بمشيئة الله، ونهاه أن يتحاكم إلى الكفار، أو يصغي إليهم.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار.

    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:

    فقد تقدم معنا قول ربنا جل جلاله: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ * وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام:109-110].

    أخبر ربنا جل جلاله بأن المشركين المعاندين، المحادين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أقسموا أيماناً مغلظة لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها، وكانت الآية التي طلبوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل الله عليهم من السماء ملكاً، أو أن يفجر لهم من الأرض ينبوعاً، أو أن يصير لهم بطحاء مكة ذهباً، أو أن يحيي من مات من آبائهم خاصة قصي بن كلاب من مرة ؛ لأنه كان رجلاً صادقاً بزعمهم؛ من أجل أن يسألوه: هل محمد صلى الله عليه وسلم صادق أم كاذب؟ فقال الله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ [الأنعام:109]، فالله عز وجل هو مالكها، وهو قادر عليها، لو شاء أن ينزلها لنزلها، ثم قال ربنا جل جلاله: وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام:109]، فلربما جاءت هذه الآيات تترى، ثم بعد ذلك أعرضوا وكذبوا.

    وأخبر ربنا جل جلاله أنهم مصروفون عن الحق، فقال: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ [الأنعام:110]، جزاء على كفرهم.. كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ [الأنعام:110]، نتركهم (في طغيانهم) في غيهم وضلالهم ومجاوزتهم لحدود الله عز وجل. يَعْمَهُونَ [الأنعام:110]، كقول ربنا جل جلاله: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء:155]، وكقوله سبحانه: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088607297

    عدد مرات الحفظ

    777607689