إسلام ويب

عائشة رضي الله عنهاللشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • كانت عائشة رضي الله عنها أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يتزوج النبي بكراً غيرها، ونزلت براءتها وتزكيتها من فوق سبع سماوات، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها، وبين سحرها ونحرها، وهي من أزواجه في الجنة.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، حمداً، كثيراً، طيباً، مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.

    يقول ربنا جل جلاله: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [النور:26]، جاءت هذه الآية المباركة في ختام الآيات التي زكى فيها ربنا جل جلاله أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبرأها مما رماه بها أهل النفاق، وتكلم به كذلك بعض المؤمنين وهم لا يدركون عاقبة ما يقولون، فزجرهم الله عز وجل، ووعظهم موعظة بليغة حين قال سبحانه: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور:15]، وتهدد ربنا جل جلاله أولئك الذين يستطيلون بألسنتهم في أعراض المؤمنين والمؤمنات، فقال: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ [النور:23-25].

    فمن هي عائشة أيها المسلمون؟! عائشة رضي الله عنها هي أحب زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وأعظمهن شأناً عنده، وآثرهن لديه.

    تزوجها صلوات ربي وسلامه عليه وهي صغيرة بنت تسع سنين، تقول رضي الله عنها: (إني لفي أرجوحة مع صويحبات لي، إذ صرخت بي أمي فأتيتها وأنا ألهج، فأمسكت بي حتى سكن نفسي، ثم دعت بماء فمسحت به وجهي، ثم أسلمتني إلى نسوة من الأنصار فأصلحنني، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دخل علينا ضحى، فقال: أولئك النسوة على الخير والبركة وعلى خير طائر يا رسول الله! بارك الله لك في أهلك، فدعا صلى الله عليه وسلم بعس من لبن، فشرب ثم دفعه إلي فشربت، ثم دفعه إلى أولئك النسوة)، ومن ذلك اليوم المبارك في شهر شوال بدأت عائشة مسيرتها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشت معه تسع سنوات كلها خير وبركة، وعلم وفضل، وهدى ورحمة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088548978

    عدد مرات الحفظ

    777266526