من أسماء الله الحسنى الملك فهو يملك ويحكم، لا ينازعه أحد في ملكه ولا في أمره، وهو المنان الذي يعطي ابتداء وانتهاء بغير فخر، فهي في حق الله صفة مدح فلا يشاركه فيها أحد.
تابع معاني أسماء الله الحسنى على حروف المعجم
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:
وثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله! علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال له عليه الصلاة والسلام: قل: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشَرَكه، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم، قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك ).
فقوله: (فاطر) بمعنى: خالق، وقوله: (ومن شر الشيطان وشَرَكه)، الشَرَك: ما يوضع للصيد، والشيطان يصطاد الإنسان بحسب حاله: إما من باب التفريط في الطاعات، أو من باب التهاون بالمعاصي، أو بغير ذلك كأن يشغله بالعمل المباح عن العمل الواجب. فعلى الإنسان دائماً أن يدعو بهذا الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه؛ لأنه من تعليم نبينا صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه.
قال العلماء: المنان: هو المعطي ابتداءً وانتهاءً غير فاخر، أي: لا يفتخر على عباده جل جلاله، فهي في حق ربنا صفة مدح، وفي حق الخلق صفة نقص، مثلما قيل في المتكبر؛ فالمتكبر هو الذي تكبر عن ظلم العباد، وتكبر عن أن يشركه أحد في ملكه.
ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين، والحمد لله رب العالمين.