إسلام ويب

ثبوت دخول رمضانللشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يثبت دخول شهر رمضان برؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً. وللصوم ركنان: النية والإمساك عن المفطرات.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يجب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة والنعمة المسداة، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً وارزقنا عملاً صالحاً ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى.

    أما بعد:

    فما زال الحديث يتناول أحكام الصيام، وقد تقدم معنا الكلام في تعريف الصيام وبيان فضله وأنواعه، وعرفنا أن الصيام المفروض يتمثل في صيام رمضان وصيام النذر وصيام الكفارات.

    وعرفنا بأن صيام رمضان قد فرض بإجماع المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، ومعنى ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قبضه الله حتى صام تسعة رمضانات، وقد أجمع المسلمون على أن صيام رمضان فرض، وأنه ركن من أركان الإسلام، وأن منكر هذه الفرضية ومستحل الفطر في نهار رمضان من غير عذر يكفر والعياذ بالله.

    وقد خاطبنا ربنا جل جلاله بهذه الفريضة فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، وهذه الآية قد رغبنا ربنا جل جلاله فيها في الصيام حين نادانا بوصف الإيمان، وأخبرنا بأن الصيام مفروض علينا كما كان مفروضاً على الذين من قبلنا، وأن ثمرة الصيام تحصيل تقوى الله عز وجل، ثم رغبنا جل جلاله بقوله: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ [البقرة:184]، وكما بين نبينا صلى الله عليه وسلم تلك الأيام المعدودات بقوله: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا أو هكذا وهكذا وقبض على إبهامه)، فالأيام المعدودات إما أن تكون ثلاثين أو تسعة وعشرين، فلا يزيد رمضان على ثلاثين ولا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً.

    ثم رخص ربنا جل جلاله للمريض والمسافر بالفطر، وأخبر أن الواجب عليهما القضاء في عدة من أيام أخر، وأن العلة في ذلك أن ديننا مبناه على اليسر: يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185].

    ورغبنا جل جلاله في أن نكثر من الدعاء في أثناء الصيام فقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَهمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والمسافر حتى يرجع، ودعوة الوالد لولده). وتقدم معنا الكلام في أن الصيام فرض على التدريج، لم يكن فرضه دفعة واحدة، فكان المفروض في أول الأمر صيام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، ثم فرض صيام رمضان على التخيير، من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم، ثم بعد ذلك جاء الفرض الجازم في قول ربنا جل جلاله: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[البقرة:185].

    والحديث في هذا الدرس سيتناول مسألتين:

    المسألة الأولى: بم يثبت دخول شهر رمضان؟

    والمسألة الثانية: ما هي شروط وجوب صوم رمضان؟

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089131673

    عدد مرات الحفظ

    782050238