إسلام ويب

ديوان الإفتاء [247]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    إخوتي أخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء في هذه الليلة المباركة، ليلة الجمعة، ولا ننسى في بداية الحلقة بأن ندعو لإخواننا المرابطين في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس، بأن يثبت الله أقدامهم، وأن يقوي شوكتهم، وأن يجمع كلمتهم، وأن يربط على قلوبهم، وأن ينصرهم على القوم الكافرين.

    هؤلاء المرابطون في المسجد الأقصى المعتكفون فيه، الذين يصومون نهارهم ويقومون ليلهم، ويصدون بأجسادهم جنود الصهاينة، ويحولون دون انتهاكهم حرمة بيت المقدس، هؤلاء حقهم علينا أن ندعو لهم، وأن نذكر المسلمين بقضيتهم، وألا ننساهم في سجودنا، ونسأل الله عز وجل أن ينصرهم نصراً عزيزاً، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

    مرحباً بكم وباتصالاتكم، وأسأل الله أن يرزقكم حسن السؤال، وأن يرزقني سداد الجواب، وأن يجعل ما نقوله وما نتعلمه وما نعلمه حجة لنا لا علينا، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، ومرحباً بأولى اتصالاتكم.

    المتصل: أنا لدي بعض الأسئلة أود الإجابة عليها:

    السؤال الأول: هنالك من يقول في بعض البحوث عندما يحلل واقع المسلمين، وأسباب الضعف الذي أصاب أمة الإسلام، يشير إلى أن من أسباب ضعف المسلمين هو أن الله تعالى قد نسيهم، وتركهم يتخبطون في هذه الحياة؛ وهذا الكلام يقولونه من منظور واقعي؛ نتيجة للإحباط الذي تعانيه الأمة المسلمة، فأنا أريد الرد من منظور فقهي على هذه الأقوال، وهل خير أمة أخرجت للناس يمكن أن ينساها الله سبحانه وتعالى؟ فهذا التعليل لحال المسلمين اليوم صعب على النفس.

    السؤال الثاني: هناك دراسة اطلعت عليها في الإنترنت قبل فترة، وهذه الدراسة تتحدث عن واقع المسلمين اليوم، وهي معدة من قبل أعداء الإسلام، يقولون: إن هنالك صحوة إسلامية وسط المسلمين؛ وذلك من خلال دراسات أجريت على حالة المسلمين، وأن الدعوة الإسلامية إذا استمرت على ما هي عليه ستنهض بالدولة الإسلامية، وستكون لهم خلافة، وحددوا مدى معين من السنين، أريد تعقيباً من فضيلتكم على هذه الدراسة، وبيان أثر الدعوة والإصلاح في إحياء الأمة الإسلامية.

    السؤال الثالث: وهو بمثابة اقتراح، بالنسبة للمسلمين وقضية فلسطين، فلو أن قناة طيبة تتبنى جمع عدد من العلماء والدعاة، مثل فضيلة الدكتور محمد الأمين إسماعيل ، والدكتور علاء الدين الزاكي ، ومجموعة من العلماء المهتمين بقضايا الأمة الإسلامية، ثم يقومون بوضع برنامج متكامل يأخذ طابع إعادة صياغة الأمة الإسلامية من الداخل؛ لأن هناك ذلاً وانكساراً أصاب المسلمين، وضعفت الهمم تجاه قضايا الإسلام، ويكون البرنامج كل يوم جمعة لمدة طويلة، ويكون فيه نقاش مستفيض في كيفية إعادة جيل صلاح الدين ، فهنالك بحث جميل اطلعت عليه وأقوم بقراءته هذه الأيام، وهو: هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس، أصدرته إسلامية المعرفة للدكتور ماجد الكيلاني .

    فهذا البحث فيه بوادر كثيرة من الأمل، وإمكانية إنشاء جيل من هذه الأمة يشبه ذلك الجيل، فما أشبه الليلة بالبارحة، فالإحباط واليأس يعصف بأوساط المسلمين، فلا بد من التذكرة، فإلى جانب تحليل واقع اليوم، وبيان أهمية الأقصى، فلا بد في نفس الوقت أن يكون هنالك جانب آخر يحمل هم التوعية والإرشاد، يتمثل في بيان الظروف الصعبة التي مرت بها الأمة قبل ظهور صلاح الدين ، وأثر ظهور السنة لمواجهة الباطنيين، وكيف تم إعداد جيل صلاح الدين، والمدارس التي نهل منها صلاح الدين العلم والتربية، ودعمت شخصية وكارزمة صلاح الدين كالمدرسة الشافعية والحنبلية والغزالية.

    فالمسلمون في أمس الحاجة لطاقة أمل يتزودون بها لمواجهة التحديات أكثر من أساليب الإحباط، فعلينا ألا نواجه الإحباط بالإحباط، ولكن نواجه الإحباط بالأمل، وعلى المسلمين أن يعوا بأنه لا بد من إعداد جيل يعز الله به الإسلام، أحيا الله بكم هذه الأمة، وجزاكم الله خير الجزاء.

    الشيخ: طيب سأجيبك لاحقاً إن شاء الله.

    المتصل: لدي سؤالان:

    السؤال الأول: من سورة البقرة الآية (165): وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا [البقرة:165]، إلى آخر الآية؟

    السؤال الثاني: في عام اثنين وتسعين كنت طالباً في المدرسة، فتخاصمت أنا والطلاب في فترة الامتحانات، وكنا نتنافس فيما بيننا ونحن ثلاثة، وكان التنافس على أخذ المركز الأول، فأنا دفعت مبلغاً إلى مشعوذ، فكتب لي ورقة، وقال: هذه ورقة تضمن لك النجاح وإحراز المركز الأول إن شاء الله، ثم بعد ذلك رجعت إلى الله سبحانه وتعالى، وعلمت أن عملي هذا خطأ، فهل المال الذي دفعته لهذا المشعوذ وعلى هذا الطلاسم يكون إثماً علي؟ جزاكم الله خيراً.

    الشيخ: طيب سوف تسمع الإجابة لاحقاً.

    السؤال الثالث: بمناسبة الحال الذي يمر به المسجد الأقصى، وضعف المسلمين عن نصرته فأرجو منك أن توجه كلمة للمسلمين.

    الشيخ: طيب، سنجيبك إن شاء الله.

    المتصل: عندي سؤالان:

    السؤال الأول: سؤالي يختص بالآية القرآنية التي تقول: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ [الأنعام:121]، أريد أن أعرف لماذا السمك لم يذكر اسم الله عليه؟

    السؤال الثاني: أسأل عن الوصية من الميت، فأنا والدتي متوفية قبل ثلاث سنوات تقريباً ثم رأيتها في المنام، ووجهت إلي سؤالاً فقالت: هل تزوجت؟ فقلت لها: إني لم أتزوج، فبماذا تنصحينني يا والدتي، قالت لي: تزوج البنت الخضراء التي تجلب لك المال؟ علماً بأنها في حياتها لم تختر لي امرأة بهذا الوصف، وأنا إلى الآن لم أتزوج، فهل علي إثم إذا لم أعمل بوصيتها؟

    الشيخ: سأجيبك إن شاء الله.

    المتصل: عندي سؤالان:

    السؤال الأول: هل يعتبر بقاء يونس عليه السلام في الحوت معجزة من معجزات الله لأنبيائه؟ وهل الحوت الذي حمل يونس عليه السلام ما زال موجوداً وسيبقى إلى يوم القيامة، فقد سمعنا أنه لا زال حياً وسيبقى؟

    السؤال الثاني: ما الحكمة من جعل السجود في الصلاة مرتين والركوع مرة واحدة؟

    الشيخ: سأجيبك إن شاء الله.

    بالنسبة للسؤال الذي طرحته الأخت التي اتصلت أولاً فيما يخص ما يكتبه بعض الناس من أن هذه الأمة قد نسيها الله عز وجل، وهذا هو سر تسلط أعدائها عليها وما إلى ذلك من مثل هذا الكلام.

    فنقول: يا أيها الإخوة والأخوات! إن الواجب علينا أن نحذر الإفراط والتفريط، فإن بعض الناس عنده إفراط، والبعض الآخر عنده تفريط؛ أما المفرطون فإنهم يريدون أن يصوروا الأمة على أنها بخير، وأن هذا الواقع الذي تحياه هو الواقع الأمثل وما إلى ذلك.

    وفي مقابل هؤلاء هناك من يريد أن يصور أن هذه الأمة قد تودع منها، وأنه لا خير فيها، وأنه قد اقتربت الساعة، ولا سبيل إلى تغيير هذا الواقع، ولا انتشال هذه الأمة من الوهدة التي وقعت فيها .. إلى غير ذلك.

    لكننا نقول: دين الله عز وجل وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، والمسلم لا يأمن مكر الله، ولا يقنط من رحمة الله، فكون واقع هذه الأمة سيئاً فهذا مما لا شك فيه، ولكن في مقابل هذا ينبغي أن نتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ).

    ولا بد أن نتذكر بأن هنالك حركات جهادية راشدة، تقوم في المشارق والمغارب وتمارس الدفع الذي أمرنا به، والذي حضنا ربنا جل جلاله عليه، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ [الأنفال:65]، ولعل فلسطين خير مثال، فالآن هؤلاء المجاهدون محاصرون في غزة وفي غير غزة، وقد منع عنهم السلاح، بل منع عنهم الطعام، بل منع عنهم الدواء، ومع ذلك فهم صابرون مصابرون مرابطون، ومواجهون لهذا العدو المدجج الممدود بحبل من الناس.

    ولذلك نقول: إن الواجب علينا أن نبحث كيف نعين إخواننا، وكيف نعرف الغافلين والجهال بقضيتنا، وإلا فإن الواقع بلا شك واقع مر، تجد جماهير عريضة من المسلمين مشغولون بالكرة واللهو، والطرب واللعب، الواحد منهم مقبل على دنياه وكأن أمر المسجد الأقصى لا يعنيه، ولا يرد على باله من قريب أو بعيد، وهذا لا شك أنه وضع لا يرضاه الله عز وجل.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089205186

    عدد مرات الحفظ

    782739112