إسلام ويب

ديوان الإفتاء [768]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لا شك أن الفتوى توقيع عن رب العالمين، كما أنها وراثة للنبيين والمرسلين، فمن تصدر للفتوى فلا بد أن تكون له نية حتى يكون لكلامه نور، وأن يكون ذا حلم وصبر ووقار، وألا يفتي إلا بعلم، وأن يصبر حتى يفهم السؤال، كما أن عليه أن يكون قوياً على ما هو فيه، وأن يحيل على من هو أعلم منه، وأن يرجع أيضاً عن الخطأ إذا تبين له. ومن آداب المستفتي: ألا يسأل فيما لا يعنيه وما لا يتعلق به عمل، وأن يسأل من يثق بدينه وعلمه، كما أن عليه أن يعرف شروط الفتوى ويسمعها كاملة، بالإضافة إلى عدم الإلحاح في طلب الفتيا.

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد, البشير النذير، والسراج المنير, وعلى آله وصحبه أجمعين.

    سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ[البقرة:32], اللهم علمنا علماً نافعاً, وارزقنا عملاً صالحاً, ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى, أما بعد:

    إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    قد سبق شيء من الكلام عن شروط المفتي وآدابه, وعرفنا أن من شروطه: الإسلام, والتكليف, والعدالة, فلا يفتي الناس من ليس بمسلم, ولا من ليس ببالغ ولا عاقل، ولا يفتي الناس فاسق.

    ثم لابد أن تكون للمفتي نية, فمن ليست له نية فليس على كلامه نور، لا بد أن ينوي بفتواه تبصير المسلمين, وتعليم الجاهلين, وإرشاد الغافلين, وتذكير الناسين, وقطع الخلاف بين المتشاجرين.. وما إلى ذلك من المقاصد الشرعية العظيمة.

    ثم لا بد أن يكون له علم وحلم ووقار, لا بد أن يفتي بعلم, ولا بد أن يحلم عن السائل, ولا بد أن يصبر حتى يفهم السؤال على وجهه, ومن ثم يكون جوابه مسدداً إن شاء الله.

    ومن شروط المفتي كذلك: أن تكون له كفاية, وإلا مضغه الناس، يعني: لا ينوي بفتواه أن يتكفف الناس, ولا أن يطلب ما عندهم, ولا أن يتطلع إلى ما بأيديهم, وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى[طه:131].

    ومن شروط المفتي كذلك: أن يكون قوياً فيما هو فيه, فالمسألة التي يتناولها والموضوع الذي يطرحه والسؤال الذي يجيب عنه, لا بد أن يكون قوياً فيه وإلا يسعه أن يقول: لا أدري, ويسعه أن يقول كما قالت الملائكة: سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ[البقرة:32], ثم لا بد أن يكون للمفتي علم ودراية بحيل الناس وألاعيبهم؛ لئلا تنطلي عليه تلك الحيل، ولئلا تلتبس عليه الألفاظ.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086905777

    عدد مرات الحفظ

    769437811