بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
القراءات: قرأ عاصم و حمزة و الكسائي و خلف العاشر : (تجارة)، بنصب التاء. على أن (كان) ناقصة، واسمها ضمير يعود على الأموال، و(تجارة) خبرها، فالتقدير: إلا أن تكون الأموال تجارة.
وقرأ الباقون: (تجارة) برفع التاء على أن (كان) تامة تكتفي بمرفوعها، والتقدير: إلا أن تحدث أو تقع تجارة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما أنزل الله:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ
[النساء:29]، قال المسلمون: إن الله نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، والطعام هو أفضل أموالنا فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد فكيف للناس؟ فأنزل الله سبحانه:
لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ
[النور:61].. الآية.
إن هذه الآية المباركة فيها بيان لبعض المحرمات المتعلقة بالأموال والأنفس إثر بيان تحريم النساء على غير الوجوه المشروعة، وفي الآية إشارة إلى كمال العناية بالحكم المذكور.